ابوظبي - راشد الظاهري
تشارك دولة الإمارت السبت في ساعة الأرض التي تعتبر من أكبر المبادرات البيئية العالمية، يجتمع خلالها الملايين من الأفراد في مختلف أنحاء العالم لمواجهة الأخطار المحدقة بكوكب الأرض، وذلك من خلال إطفاء جميع الأضواء والأجهزة الكهربائية غير الضرورية لمدة ساعة كاملة، للتعبير عن ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء وأهمية انتهاجه كنمط حياة.
وتعتزم العديد من الجهات في الإمارات إطفاء الأنوار مساء السبت من الساعة الثامنة والنصف إلى التاسعة والنصف أي لمدة ساعة، وتشهد الدولة سنويًا اتساع المشاركة في هذه الفعالية العالمية.
وأكدّ وزير البيئة والمياه الدكتور راشد أحمد بن فهد أن المواءمة بين مستوى الوعي البيئي والسلوك يمثل أحد الأهداف الرئيسية التي تسعى الوزارة والجهات المعنية الأخرى في الدولة إلى تحقيقها من خلال الاستراتيجية الوطنية للتوعية والتثقيف 2015-2021 التي أعدتها الوزارة أخيرًا.
وقال إن ارتفاع مستوى الوعي البيئي لن يكون له قيمة كبيرة ما لم يقترن بالسلوك الإيجابي تجاه البيئة ومواردها، مضيفًا أن أهمية هذه المناسبة لا تكمن في كونها وسيلة لرفع مستوى الوعي البيئي فقط، بل وأيضًا في كونها أداة لتضييق الفجوة بين الوعي والسلوك، والتأكيد على المسؤولية الفردية في مواجهة القضايا البيئية العالمية مثل قضية تغيّر المناخ.
وتابع بن فهد : بصرف النظر عن الانعكاسات الإيجابية التي يمكن أن تتحقق نتيجة إطفاء الأضواء والأجهزة الكهربائية لمدة ساعة في العام فإن لهذا الحدث أهميته الرمزية التي تؤكد أن خياراتنا الفردية، مهما كانت محدودة، يمكن أن تحدث فرقًا مهمًا لنا ولأجيالنا القادمة.
وأوضح الوزير الإماراتي، أن معدل استهلاك الفرد من الطاقة الكهربائية في دولة الإمارات يعتبر الأعلى عالميًا، وفي القطاع المنزلي بشكل خاص، مضيفًا أن هذا الاستهلاك مسؤول عن نسبة كبيرة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، الأمر الذي يعكس الحاجة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لخفض معدلات الاستهلاك.
وأشار إلى أن دولة الإمارات اتخذت مجموعة مهمة من الإجراءات والتدابير في هذا السياق من بينها إقرار مواصفات وطنية إلزامية لتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة في أجهزة التكييف ومصابيح الإضاءة والأجهزة الكهربائية المنزلية، غير أن جانبًا كبيرًا من المسؤولية يقع على عاتق الأفراد، فخفض استهلاك الطاقة يرتبط ارتباطًا مباشرًا بخيارات الأفراد وممارساتهم اليومية.
ودعا جميع أفراد المجتمع إلى ضرورة ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية سواء عبر الحرص على شراء الأجهزة ذات الاستهلاك المنخفض للطاقة الكهربائية أو عبر تعديل أنماط سلوكهم في المنازل وأماكن العمل، معربًا عن أمله في أن تتحول أنماط سلوكنا وممارساتنا في هذه الساعة إلى أنماط حياتية دائمة تخوّلنا المحافظة على أسلوب حياتنا الملائم واستدامته.
يُذكر أن فعاليات يوم الأرض تُنظم في الإمارات منذ عام 2008، وذلك بهدف نشر الوعي بين أفراد المجتمع حول أهمية ترشيد استهلاك الكهرباء وتقليص نسبة الهدر، ودعم الجهود العالمية الهادفة إلى الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والتقليل من التلوث البيئي، وإيجاد حلول مستدامة لظاهرة الإحتباس الحراري والتغير المناخي، وحماية البيئة، والحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
أرسل تعليقك