تسعى دولة الإمارات إلى المشاركة كفاعل رئيسي في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية، ولها العديد من البصمات القوية في مواجهة كل تلك التحديات التي تحيط في المنطقة، لاسيما تحدي التطرف الذي يمثله تنظيم "داعش".
وأطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال التعاون مع الولايات المتحدة مركز "صواب"، وهو مبادرة تفاعلية للتراسل الإلكتروني تهدف إلى دعم جهود التحالف الدولي في حربه ضد التنظيم، حيث يتطلع المركز إلى إيصال أصوات الملايين من المسلمين وغير المسلمين في جميع أنحاء العالم ممن يرفضون ويقفون ضد الممارسات المتطرفة والأفكار الكاذبة والمضللة التي يروجها أفراد التنظيم.
وأشاد باحثون مصريون ومتخصصون في شؤون الجماعات المتطرفة وأزهريون بهذا المركز الذي يعمل على تسخير وسائل الاتصال والإعلام الاجتماعي على شبكة الإنترنت من أجل تصويب الأفكار الخاطئة ووضعها في منظورها الصحيح وإتاحة مجال أوسع لإسماع الأصوات المعتدلة التي غالبًا ما تضيع وسط ضجيج الأفكار المغلوطة التي يروجها أصحاب الفكر المتطرف.
وأشاد رئيس القطاع الديني في وزارة "الأوقاف" المصرية محمد عبدالرازق بتلك الخطوة الخاصة بإنشاء مثل هذه المراكز في مواجهة ومحاربة التطرف، مشيرًا إلى أن مدى جدوى وتأثير هذه المراكز يتوقف على أن تضم علماء دين وسطيين حتى يستطيعوا أن يقوموا بتلك المهمة المنوطة بالمركز من نشر الدين الإسلامي الوسطي لمواجهة الخطاب الديني المتطرف، وهو الأمر الذي سيعود بدوره بمردود طيب.
وأوضح الرئيس الأسبق للجنة الفتوى في الأزهر الشريف عبدالحميد الأطرش أنَّ الأمة الإسلامية بأكملها يقع على عاتقها مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وثمن خطوة دولة الإمارات العربية المتحدة الأخيرة، مشيرًا إلى أنَّه لا بد أن تهتم المراكز البحثية التي تتخذ على عاتقها مهمة مواجهة الفكر التكفيري بأن تستفيض في شرح هذا الحديث على هذا النحو، حتى تغلق الطريق أمام المتطرفين والمتشددين لاستخدامه في أعمال العنف والتطرف تحت دعوى تغيير المنكر.
وجاء إطلاق ذلك المركز امتدادا ومكملا لمبادرات مكافحة التطرف الأخرى التي أطلقتها دولة الإمارات في الأعوام الأخيرة، بما في ذلك مركز "هداية" لمكافحة التطرف العنيف، ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة.
من جانبه، أكد الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة أحمد بان، أنَّ الإمارات العربية المتحدة دائما سباقة في التعامل مع الأخطار التي تحدق بالأمة العربية والإسلامية، ومحاولة إيجاد الحلول الخاصة لمواجهة تلك الأخطار، مضيفًا: هذه المرة تستكمل الإمارات دورها في مواجهة خطر حقيقي ومتواجد وهو خطر التطرف الذي يعرض العالم كله للخطر، مع تنامي الدور الذي يقوم به تنظيم" داعش"، وهو الأمر الذي يؤكد الحاجة الماسة لمراكز معنية بدراسة الظاهرة.
وأضاف بان أنَّ المركز سيكون خطوة جيدة في طريق مواجهة التطرف، مشيرا إلى أن دور هذا المركز سيكون بمثابة دور الطبيب في وصف العلاج ودراسة الظاهرة وتقديم الاستشارات والرؤى، تمهيدًا لقيام صانعي القرار بتنفيذ هذه الرؤى، والرد على ما الشبهات.
ورحبت الكويت حكومة وبرلمانا بمركز "صواب". وأكد مصدر مطلع في وزارة "الخارجية" الكويتية دعم دولة الكويت اللامحدود وتعاونها مع مركز "صواب"، الذي أطلقته حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وحكومة الولايات المتحدة، والهادف لمحاربة فكر تنظيم "داعش" المتطرف.
ولفت المصدر المسؤول إلى أنَّه في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث متطرفة وما يقوم به "داعش" من جرائم يحاول نسبها إلى الإسلام، تأتي أهمية تدشين هذا المركز، الذي سيعمل على تصحيح صورة الإسلام عند الغرب من جهة ومحاربة التنظيم ونحن نرحب به.
وأشاد عضو لجنة "الداخلية والدفاع" في مجلس "الأمة" الكويتي النائب سلطان اللغيصم الشمري بمبادرة تعاون دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تتمثل في إنشاء المركز الهادف لمحاربة فكر "داعش".
وأكد اللغيصم ثقته في نجاح هذه التجربة في تصحيح الكثير من التشوهات التي لحقت بصورة الإسلام والمسلمين من جراء ممارسات التنظيم المتطرف، "حيث عودتنا الإمارات على نجاح تجاربها".
من جهته، أوضح الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور فلاح السويري، أنَّها بادرة طيبة تُشكر عليها دوله الإمارات العربية المتحدة وخطوة في الاتجاه الصحيح لنشر مفاهيم الإسلام الصحيح بدلا من نشره عن طريق رموز التطرف والقتل، لأن الإسلام دين السماحة والاعتدال ولم يأمر بالقتل بل اعتبره من أكبر الكبائر ومن السبع الموبقات المهلكات أي من الكبائر.
وأضاف " المطلوب من رجال الدين المخلصين والمراكز الدعوية المعتمدة والحكومات دعم خطوة الإمارات العربية المتحدة المباركة غير المستغربة من إمارات الخير والعطاء".
أرسل تعليقك