الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
جددت حكومة دولة الجنوب السوداني التزامها بتنفيذ الاتفاقيات كافة الموقعة مع الجانب السوداني في المجالات الأمنية والاقتصادية وغيرها من المجالات.
وقال رئيس جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت إن بلاده حريصة كل الحرص على تجاوز أنواع الخلافات مع السودان كافة، وأنها حريصة على العيش بسلام مع جارتها .
وأكد سلفاكير ،في خطاب مطول أمام برلمان بلاده الثلاثاء، أن بلاده لا ترغب في العودة إلي الحرب ثانية مع السودان، وأنه يعمل الآن على خلق علاقات قوية بين البلدين لتحقق هذه العلاقات منافع ومصالح مشتركة للشعبين.
وأوضح أن الاتفاقيات الأخيرة التي نفذ الكثير منها ستسهم في خلق الاستقرار الأمني والاقتصادي للجانبين، وأنها قادرة على وضع العلاقات في مسارها الصحيح.
وقال إن قوات الجيش الشعبي لبلاده أكملت انسحابها من المنطقة العازلة منزوعة السلاح،مشيرا إلى تعثر اتفاق البلدين حتى الآن حول منطقة آبيي المتنازع على تبعيتها ،و أحيل الخلاف حولها إلى رئيس السودان عمر البشير وسلفاكير للاتفاق على حل ينال تأييد الأطراف .
وأضاف سلفاكير أن القوات الدولية مسؤولة عن القيام بدوريات في المنطقة المنزوعة السلاح ويجب أن تكون تقاريرها شفافة للتعديات في المنطقة من أي طرف، واصفا الزيارة الأخيرة للبشير إلى جنوب السودان بالجيدة والدافعة للعلاقات نحو واقع ومستقبل أفضل.
وكشف كير أن البشير وافق على دفع متأخرات نسبة منطقة آبيي من النفط والبالغ 2% بالإضافة إلى الاتفاق على فتح الحدود والمعابر بين البلدين لتسهيل حركة المواطنين والتجارة.
وأشار إلى التحديات التي تواجه بلاده في المجال الاقتصادي ، مؤكدا أن الأمور ستتحسن بنهاية العام الجاري ، لافتا إلى ضرورة إتباع سياسة الترشيد والتقشف.
وكانت جنوب السودان قد قررت إيقاف العمل في مشروعات التنمية إلى حين تحسن الأوضاع الاقتصادية بعد توقف إنتاجها النفطي بسبب خلافات مع السودان.
وقال مصدر في حكومة جنوب السودان إن الملتقي الأخير الذي استضافته العاصمة الأميركية واشنطن ودعت إليه الدول الغربية الكبرى وبعض الدول العربية التزم بتقديم مساعدات اقتصادية عاجلة لسد العجز الكبير في موازنة بلاده ،
ووصف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ "مصر اليوم " الاتفاق على فتح المعابر بين السودان وجنوب السودان و الذي تم اتخاذه في ختام اجتماعات أديس أبابا بـ "الشجاع"،مؤكدا أنه سينعكس أثره سريعا على حياة الشعب وينقلها إلى وضع أفضل.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه رئيس لجنة العلاقات الخارجية والأمن والدفاع في البرلمان السوداني محمد الحسن الأمين أن أعضاء من لجان البرلمان سيبحثون في جوبا خلال الأيام المقبلة دعم تنفيذ باقي الاتفاقات، مشيرا إلى وجود مسائل كثيرة في حاجة إلى البحث والتعاون مشترك بين الجانبين، لاسيما فيما يتعلق بالتشريعات والقوانين وترتيبات وضع الطلاب بين الدولتين ووضع التجار الشماليين في الجنوب.
وكان الأمين قد التقى سفير دولة جنوب السودان لدى السودان ميانق دوت وبحث معه أوجه التعاون بين البلدين وتعزيز المصالح المشتركة.
وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع السوداني الفريق عبد الرحيم محمد حسين، في مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء إن البلدين أكملا الاتفاق حول آليات ولجان عمل الترتيبات الأمنية، مبينا أن هذا الاتفاق سيفتح الطريق أمام تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والتواصل بين السودان وجنوب السودان .
وأضاف أن هناك لجان تعمل في المنطقة منزوعة السلاح للتحقق ومراقبة عملية عدم الدعم والإيواء وفك الارتباط التي اتفق عليها البلدان في الأيام الماضية. وأضاف أنه بانتهاء تكوين الآلية الجديدة تكون آليات مراقبة الترتيبات الأمنية بين البلدين قد اكتملت تماما بصورة نهائية،مبينا أنه تم الاتفاق على لجانها ومكوناتها وتحديد صلاحياتها ونطاق ومرجعيات عملها.
وأكد وزير الدفاع أن ذلك يمهد لدخول البلدين في تنفيذ كافة الاتفاقيات التجارية والاقتصادية والبترولية الموقعة سلفاً ضمن اتفاقيات التعاون بينهما.
وفيما يختص بمسألة فتح المعابر ، قال إنه تم الاتفاق على العمل فورا لتجهيز وفتح 8 معابر من جملة عشرة معابر تشمل معظم حدود السودان مع دولة الجنوب على أن يتم لاحقا تجهيز المعبرين المتبقيين.
أرسل تعليقك