الرياض - صوت الإمارات
دعا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الى ضرورة تبني نهج دولي شامل للتعامل مع القضية الانسانية للاجئين يفرض على دول العالم قاطبة تحمل مسؤوليتها الانسانية والأخلاقية والإسهام في تخفيف معاناة اللاجئين في مختلف دول العالم من خلال توفير الموارد المالية اللازمة للوفاء بالالتزامات المطلوبة.
وأكد الزياني إن استمرار الحرب المدمرة في سوريا واشتداد الصراع في العراق وغيرها من الدول فاقم أزمة اللاجئين فاضطر حوالي 850 ألفا من اللاجئين السوريين والعراقيين والأفغان وغيرهم الى عبور البحر متجهين الى أوروبا ولكن المعاناة لم تنته في ظل الاجراءات القاسية التي اتخذتها بعض الدول في مواجهة تدفق اللاجئين مشيدا بجهود العون والمساعدة التي قدمتها بعض الدول وضربت مثالا رائعا للتآخي والتآزر الدولي عند اشتداد المحن والأزمات.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها معالي الأمين العام لمجلس التعاون في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "الشراكة الفعالة وادارة المعلومات الانسانية" الذي عقد اليوم في دولة الكويت برعاية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة الكويت وبحضور سعادة السيد ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية منسق جهود الاغاثة في حالات الطوارئ والدكتور عبدالله المعتوق رئيس اللجنة الخيرية الاسلامية مستشار صاحب السمو أمير دولة الكويت مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة و مشاركة ممثلي المنظمات الدولية والخيرية والانسانية وعدد من الوزراء والقيادات السياسية.
وقال الأمين العام إن دولة الكويت باستضافتها وللمرة الخامسة على التوالي لهذا المؤتمر المتميز الذي أصبح ملتقى مهما لتبادل الآراء والأفكار بشأن السبل الكفيلة بتعزيز الجهود الدولية لتنشيط العمل الانساني تؤكد من جديد دورها الراسخ في دعم الجهود الدولية الرامية الى تعزيز الشراكة الفعالة بين الأمم المتحدة والأقاليم العالمية في مجال الأعمال الانسانية مشيدا بالنجاحات السابقة للمؤتمر وبالنتائج الملموسة لجهود التعاون والتنسيق المشترك بين الدول الاقليمية وبين الأمم المتحدة بكافة هيئاتها ومنظماتها العاملة في مجال الرعاية الانسانية مشيدا بمبادرة الكويت بتنظيم عقد مؤتمر دولي بالتعاون مع الأمم المتحدة من أجل مساعدة الصومال لتطوير التعليم في هذا البلد الشقيق.
وأعرب الأمين العام عن أسفه للأوضاع الانسانية والصراعات الخطيرة التي تعيشها المنطقة منذ أربع سنوات وما يحدث من تدمير للمدن والمنشآت والبنى التحتية واستمرار أزمة المهاجرين واللاجئين والنازحين في فلسطين وسوريا واليمن والعراق وليبيا والصومال في حين أن المجتمع الدولي يقف عاجزا عن تقديم الدعم الكافي لهم أو الوصول الى حل ينهي مأساتهم وأوضاعهم المؤلمة.
وثمن الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة في هذا المجال متمثلة بمناقشة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 نوفمبر الحالي لوضع اللاجئين السوريين كمشكلة انسانية دولية واستعداد الأمم المتحدة لعقد قمة انسانية في مدينة اسطنبول التركية في مايو 2016.
وأشاد الأمين العام بالجهود الكبيرة التي تبذلها دول مجلس التعاون على كافة المستويات الرسمية والأهلية من أجل مساعدة اللاجئين على تجاوز الظروف الصعبة التي يعانونها مشيرا الى استضافة دولة الكويت لثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين للشعب السوري بالتعاون مع الأمم المتحدة والتي بلغت تعهدات الدول المانحة سبعة مليارات وسبعمائة مليون دولار أمريكي منها حوالي أربعة مليارات دولار تعهدات من دول مجلس التعاون.
وأضاف أن الكويت استضافت ثلاثة مؤتمرات للمنظمات والمؤسسات والجمعيات الخيرية والتي بلغت حصيلة المؤتمر حوالي مليار دولار بالإضافة الى قوافل اغاثة انسانية توجهت من جميع دول المجلس الى مناطق اللاجئين في الدول التي لجأوا اليها حيث قامت دول المجلس بإنشاء مخيمات ايواء ومدارس ومراكز صحية في الدول المجاورة لسوريا في الأردن ولبنان وتركيا والعراق لخدمة اللاجئين.
كما أشاد الدكتور عبداللطيف الزياني بالدعم المالي الذي قدمته دول مجلس التعاون للحكومة الشرعية في اليمن لمساعدتها على الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب اليمني الذي وجد نفسه لاجئا ومهجرا في وطنه نتيجة لما قامت به القوى المناوئة للشرعية من اعتداءات وانتهاكات وحصار شامل للمدن اليمنية.
ولفت إلى مبادرة المملكة العربية السعودية بإنشاء مركز الملك سلمان للمساعدات الانسانية لتنسيق جهود الاغاثة الانسانية في اليمن ورصدت له ميزانية قدرها مليار ريال سعودي بالإضافة الى تنظيم جمعيات الهلال الأحمر والهيئات الخيرية بدول المجلس الى قوافل اغاثة متواصلة للشعب اليمني معربا عن أسفه للحصار الذي تفرضه القوى المناوئة للشرعية على مدينة تعز اليمنية والذي يمنع وصول امدادات الاغاثة الانسانية الأمر الذي يدعو المجتمع الدولي الى التدخل السريع لإجبار تلك القوى على الالتزام بتطبيق القرارات والقوانين الدولية بهذا الشأن.
أرسل تعليقك