عمان - صوت الإمارات
التقى الملك عبدالله الثاني في العاصمة الأمريكية واشنطن، مساء أمس الأربعاء، عددا من قيادات المنظمات اليهودية الأمريكية، وبحث معهم سبل إنهاء حالة الجمود في العملية السلمية، واستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين.وأكد خلال اللقاء، أهمية دور المنظمات اليهودية الأمريكية في دعم مساعي إحياء المفاوضات السلمية، معربا عن أمله في أن يشهد عام 2016 تقدما حقيقيا في هذا المسار.وشدد جلالة الملك على ضرورة التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، التي تشكل جوهر الصراع في الشرق الأوسط، محذرا من أن تركها دون حل يغذي بيئة العنف والتطرف وينعكس سلبا على الأمن والاستقرار العالميين.
ولفت جلالته إلى أهمية الوقف الكامل للانتهاكات الإسرائيلية التي ترتكب بين الحين والآخر ضد المسجد الأقصى المبارك /الحرم القدسي الشريف تحت مختلف المسميات، والتي تؤجج الصراع في المنطقة، مؤكدا جلالته على أن حماية الاقصى المبارك /الحرم القدسي الشريف تقع في صلب الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس.
وحول الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب، أكد جلالته أن الإرهاب أصبح اليوم التحدي الأول الذي يواجه العالم أجمع، وأن التصدي لعصاباته المتطرفة يشكل أولوية، تتطلب تعزيز الجهود والتنسيق بين مختلف الأطراف المعنية وضمن نهج شمولي.وتناول جلالته، خلال اللقاء أيضا، مستجدات الأوضاع في سوريا، والجهود الدولية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية، ينهي دوامة العنف والقتل، ويضمن وقف معاناة الشعب السوري.
وأشار جلالته إلى الأعباء التي يتحملها الأردن جراء استضافته نحو 3ر1 مليون سوري على أراضيه، وتأمين الاحتياجات والخدمات الأساسية لهم، وما رتبه ذلك من ضغوط على قطاعات الخدمات، خصوصا الصحة والتعليم والخدمات البلدية والطاقة والمياه.بدورهم، أعرب ممثلو المنظمات اليهودية الأمريكية عن تقديرهم للدور الذي يقوم به جلالة الملك لإحياء جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وما يقدمه الأردن من خدمات إنسانية وإغاثية للاجئين السوريين، والدور المهم الذي تقوم به المملكة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
كما أشادوا بجهود الأردن في تعزيز قيم التسامح والحوار والتعايش بين أتباع الأديان ونبذ العنف والتطرف والغلو في الشرق الأوسط والعالم.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية ( بترا )، قال نائب رئيس منظمة جي ستريت للشؤون الحكومية في ، دايلان وليامز، "إنه لمصدر سرور لنا أن نستمع لجلالة الملك. لقد كان لقاء مثمرا لجلالته مع الرئيس الأمريكي، وهذا يعكس أهمية العلاقة بين الولايات المتحدة والأردن، وهي ليست محل اهتمام الطرفين الأردني والأمريكي فقط، بل أولوية لكل من يريد أن يرى سلاما وازدهارا في الشرق الأوسط".
وقال "اعتقد أن الدور الأردني على المستوى الإقليمي والعالمي سيكون أكثر أهمية خلال السنوات المقبلة، خصوصا عندما يتصل الأمر بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي بات بحاجة إلى منهج إقليمي ودولي في التعامل معه، وبالطبع لا يوجد دور أكثر أهمية خارج دائرة أمريكا والطرفين الفلسطيني والاسرائيلي مثل الدور الأردني بقيادة جلالته، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي والقابلة للحياة".
وفي مقابلة مماثلة، وحول اللقاء مع جلالة الملك، قال المدير التنفيذي المساعد ومدير الشؤون الحكومية والعالمية في المنظمة اليهودية الأمريكية، جاسون اساكسون، "كان لقاء مهما نقدره كثيرا، خصوصا أنه يأتي بعد اللقاء المثمر بين جلالة الملك والرئيس باراك أوباما".وقال إن "دور الأردن، بقيادة جلالة الملك، أساسي في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، مؤكدا أن إحراز السلام يصب في مصلحة الجميع، وأن الأردن لاعب أساسي في هذه الجهود.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، والسفيرة الأردنية في واشنطن.
أرسل تعليقك