دعا "امير" جبهة النصرة ابو محمد الجولاني الى تكثيف الهجمات ضد روسيا على خلفية الضربات الجوية التي تشنها منذ اسبوعين في سوريا، تزامنا مع سقوط قذيفتين الثلاثاء داخل حرم سفارة موسكو في دمشق.
واعلنت موسكو الثلاثاء عددا قياسيا من الغارات منذ بدء حملتها الجوية طاولت 86 "هدفا ارهابيا"، في وقت تراجعت قوات النظام السوري من بلدة ذات موقع استراتيجي كانت سيطرت عليها الاثنين في محاولة لحصار احد معاقل جبهة النصرة في وسط البلاد.
وفي تعليق هو الاول منذ بدء موسكو حملتها الجوية في 30 ايلول/سبتمبر، دعا الجولاني "المجاهدين الابطال في بلاد القوقاز" الى شن هجمات ضد اهداف مدنية وعسكرية في روسيا.
وخاطبهم في تسجيل صوتي بعنوان "التدخل الروسي السهم الاخير" بث في وقت متأخر امس "اذا قتل الجيش الروسي من عامة اهل الشام، فاقتلوا من عامتهم وان قتلوا من جنودنا فاقتلوا من جنودهم".
وتوعد الجولاني الحاق الهزيمة بالروس محذرا من ان "الحرب في الشام ستنسي الروس اهوال ما لاقوه في افغانستان".
وانتقد الجولاني البداية "المتعثرة" لضربات موسكو والتي استهدفت "فصائل جيش الفتح والفصائل المتواجدة على تماس مباشر مع قوات النظام"، معتبرا انها تدرك ان "الاماكن التي تسيطر عليها جماعة الدولة (الاسلامية) ليست على تماس مع عمق النظام".
واستهدفت الضربات الروسية في الاسبوعين الاخيرين مواقع تابعة لجيش الفتح الذي يضم جبهة النصرة وفصائل اسلامية ابرزها حركة احرار الشام في مناطق عدة وتحديدا في ادلب (شمال غرب) وحماة (وسط).
وتصر روسيا على ان ضرباتها تستهدف المجموعات "الارهابية"، فيما تنتقدها الدول الغربية لشنها ضربات ضد مواقع فصائل مقاتلة تصنفها بانها "معتدلة".
ودعا الجولاني الفصائل المقاتلة في سوريا الى التصعيد في محافظة اللاذقية معقل الاقلية العلوية والى "جمع اكبر عدد ممكن من القذائف والصواريخ ورشق القرى النصيرية في كل يوم".
وللمرة الاولى منذ بدء روسيا غاراتها في سوريا، سقطت قذيفتان الثلاثاء داخل حرم السفارة الروسية في حي المزرعة في دمشق، اثناء تجمع قرابة 300 شخص امامها في تظاهرة شكر لموسكو على تدخلها العسكري.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "انه اعتداء ارهابي واضح يهدف الى ترهيب مناصري محاربة الارهاب ومنعهم من تحقيق نصر على المتطرفين".
وتعرضت سفارة موسكو اكثر من مرة لسقوط قذائف مماثلة مصدرها وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، مواقع الفصائل الاسلامية المتحصنة على اطراف العاصمة.
واعلنت وزارة الدفاع الروسية في اليوم الرابع عشر لحملتها ان طائراتها قصفت 86 "هدفا ارهابيا" في الساعات الـ24 الماضية، ما يشكل رقما قياسيا للضربات في يوم واحد. وطاولت الغارات اهدافا في محافظات الرقة وحماه وادلب واللاذقية وحلب.
وفي محافظة حماة (وسط)، تراجعت قوات النظام السوري من بلدة كفرنبودة بعد سيطرتها عليها الاثنين بغطاء جوي روسي في اطار مساعيها لمحاصرة مدينة خان شيخون حيث تتواجد جبهة النصرة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "قوات النظام والمسلحين الموالين لها وبينهم مقاتلو حزب الله انسحبوا الى خارج البلدة من الناحية الجنوبية".
ووفق المرصد، قتل 25 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين منذ بدء الاشتباكات في كفرنبودة امس.
واعلن جيش الفتح في بيان على حسابه على تويتر الثلاثاء "بدء غزوة تحرير حماة" داعيا مقاتلي الفصائل الى ان "يشعلوا الجبهات من داخل محاورهم".
وفي ريف حلب الشمالي، افاد المرصد عن مقتل سبعة مدنيين بينهم اربعة اطفال جراء قصف لطائرات حربية على بلدة حيان.
كما قتل 12 مدنيا بينهم طفلان واصيب العشرات بجروح جراء غارات جوية استهدفت بلدة عين ترما في غوطة دمشق الشرقية، من دون ان يحدد ما اذا كانت الطائرات روسية او تابعة للنظام.
وفي اللاذقية، اغلقت السلطات القسم المدني من مطار حميميم الذي تتخذه الطائرات الروسية قاعدة لها لمدة تسعين يوما قابلة للتجديد "نتيجة الازدحام الجوي الناجم عن حركة الاقلاع والهبوط للطائرات الحربية"، وفق ما اوضح مصدر داخل المطار.
واكد المرصد الثلاثاء "وصول امدادات اسلحة روسية جديدة بالتزامن مع نقل ايران الالاف من مقاتليها الى سوريا عبر هذا المطار".
وبحسب مصدر سوري، يسعى النظام انطلاقا من حماة جنوبا واللاذقية غربا الى استعادة السيطرة على محافظة ادلب الذي يسيطر عليها جيش الفتح.
من جانبه، اعلن الجيش الاسرائيلي قصف موقعين في هضبة الجولان ردا على سقوط صواريخ اطلقت من سوريا صباح الثلاثاء في الجزء المحتل منه بدون ايقاع اضرار او اصابات.
وفي اطار مساعي التنسيق بين موسكو وواشنطن في سوريا، ندد الرئيس فلاديمير بوتين الثلاثاء بانعدام التعاون مع الولايات المتحدة حول سوريا. واسف لعدم تلقيه ابدا ردودا على الاسئلة التي طرحها على الاميركيين في شأن الاهداف التي على الطيران الروسي ضربها وتلك التي عليه تجنبها، موضحا ان لا "ضمانات" تحول دون وقوع الذخائر التي يلقيها الاميركيون من الجو في ايدي "ارهابيين".
وكانت واشنطن اعلنت الاثنين انها القت جوا ذخائر في شمال سوريا لـ"مجموعات عربية سورية" تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية.
نقلًا عن وام
أرسل تعليقك