غزة ـ صوت الإمارات
أكدت تقارير عبرية، تراجعاً كبيراً في مستوى السياحة الأجنبية الوافدة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، خلال العام الماضي وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الصادرة الأربعاء، إن المعطيات التي نشرتها "جمعية الفنادق الإسرائيلية" تظهر انخفاضاً كبيراً في نسبة الإشغال خلال العام الماضي، وهو مؤشر على الأزمة التي يعاني منها قطاع السياحة في الدولة العبرية والتي اشتدّت حدّتها خلال الربع الأخير من عام 2015، عقب اندلاع الانتفاضة.
وذكرت أن عام 2015 شهد انخفاض عدد السياح الأجانب المتوافدين إلى الأراضي المحتلة بنسبة 11 في المائة، مقارنة مع العام الذي سبقه، وبنسبة 16 في المائة مقارنة مع عام 2013. من جانبه، دعا وزير السياحة "الإسرائيلي" ياريف ليفين، إلى مساعدة الشركات السياحية وتخصيص ميزانيات لدعم هذه الشركات ونشر برامج لتسويق السياحة "الإسرائيلية" في الخارج، فضلاً عن العمل على إقناع الإسرائيليين بقضاء إجازاتهم داخل الدولة العبرية، لدعم قطاع السياحة.
وبحسب التقارير الاقتصادية، فإن قطاع السياحة "الإسرائيلي" "يحاول صد موجة إلغاء حجوزات ضخمة جداً من الخارج، بسبب الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية والقدس المحتلة".
وكانت صحيفة "ذا ماركر" العبرية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية، قد نقلت في وقت سابق عن شركات سياحية إسرائيلية، قولها "إن أفواجاً سياحية كبيرة بدأت تلغي حجوزاتها منذ بداية شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي، في حين بدأت شركات سياحية من الخارج تستفسر عن الأوضاع، وسط مؤشرات إلى أنها تنوي إلغاء صفقات سياحية".
وأشارت الصحيفة إلى مخاوف جادة تسود قطاع السياحة "الإسرائيلي" إزاء تأثير فاعل لـ "انتفاضة القدس" على القطاع بنسب أكبر من العام الماضي. ويوضح الخبير الاقتصادي أمين فارس أن تأثيرات التدهور الأمني على اقتصاد إسرائيل ليست دراماتيكية، ولا يمكن تحديدها عينيا في هذه المرحلة، لكنها بدأت باستنزافه، مشيرا إلى أن هذه التأثيرات ستكون حقيقية وموجعة في حال استمرارها.
ويشير فارس إلى بداية ظهور هذه التأثيرات السلبية في بعض المرافق الاقتصادية خاصة في مدينة القدس، منوها بأن قيمة أسهم عدد من الشركات في بورصة تل أبيب شهدت انخفاضا بلغ 20% أحيانا، وهذا ليس بتأثير تطورات الأسواق العالمية فحسب، على حد تعبيره.
ويرجح فارس أن يتدهور اقتصاد إسرائيل -رغم قوته- في ظل استمرار التوتر الأمني، منبها إلى أن ذلك سيؤدي إلى تراجع حجم الاستهلاك والإنتاج، مما يعني مسًّا بالقطاع الخاص وبإيرادات الدولة. ويقول فارس "لا شك أن القدس بشقيها الغربي والشرقي تتلقى اليوم ضربات اقتصادية موجعة بسبب فقدان الأمن وحالة الخوف في شوارعها".وتظهر معطيات رسمية أن السياحة في القدس تراجعت منذ بداية الشهر الحالي بنسبة 50%، في وقت يشكو فيه عدد كبير من المتاحف، والمطاعم، والفنادق، والأعمال الصغيرة التي تعتمد على السياحة الخارجية والداخلية من ضعف الأداء هذه الأيام.
من جهته يقول صاحب مطعم نوعم ريزي في مركز المدينة إن استمرار التدهور الأمني يعني حكما بالإعدام الاقتصادي عليه، مشيرا إلى توقف نحو 60% من زبائنه عن زيارته.
وفي حديث للإذاعة العامة اتهم ريزي اليوم وسائل الإعلام في إسرائيل ومنتديات التواصل الاجتماعي بطرح صورة أمنية خطيرة ومبالغ فيها تظهر إسرائيل كأنها سوريا، مما يزيد طين المرافق الاقتصادية بلة، وهي التي كانت قد تعرضت لضرر فادح عقب حرب الجرف الصامد ويتابع "في القدس الغربية وحدها ستتعرض مئات المرافق الاقتصادية للإغلاق خلال الشتاء، وعلى الحكومة أن تتدخل لإنقاذها من الإفلاس".
من جانبه، يوضح رئيس منتدى السياحة في القدس ميخائيل فايس أن هذا القطاع تعرض منذ مطلع الشهر لإلغاء صفقات الإقامة من قبل النزلاء والسياح بنسبة 50%، مشيرا إلى أن أغلب الزبائن اليوم هم من رجال الشرطة وأشار فايس إن المدينة تشهد تراجعا في النشاط السياحي منذ الحرب الأخيرة على غزة، و"قد تسببت المواجهات في القدس حول الأقصى خلال الأعياد اليهودية في الشهر الأخير في تراجع كبير في عمل كافة الفنادق والمطاعم والمقاهي ومكاتب السياحة والسفر والإرشاد".
أرسل تعليقك