شاركت دولة الامارات فى القمة الآسيوية - الأفريقية التي اختتمت أعمالها اليوم بمدينة باندونج الأندونيسة بحضور 29 رئيس دولة وحكومة ووزراء وممثلي 87 دولة آسيوية وأفريقية وعدد من المنظمات الدولية.
وترأس معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة وفد الدولة المشارك في القمة التى انطلقت الاحد الماضي تحت شعار" تقوية تعاون الجنوب - الجنوب من أجل تعزيز السلام والرخاء العالميين " .
وتهدف القمة الى تعزيز العلاقات بين قارتي آسيا وإفريقيا وتبادل الخبرات ووجهات النظر حول تنمية وتطوير القارتين ومناقشة الحلول المناسبة للتحديات المشتركة التي تواجههما .
وتم التوقيع على اعلان باندونج وصدرت عن القمة ثلاث بيانات ختامية أولها بيان حول " رسالة باندونج " التي أكدت على أهمية منطقتي آسيا وإفريقيا وضرورة خلق تعاون ملموس ومستدام بين الدول الأسيوية والأفريقية وأهمية الشراكة الإستراتيجية الأسيوية - الأفريقية الجديدة كإطار للتعاون بين القارتين لتعزيز التضامن السياسي والتعاون الاقتصادي وتطوير العلاقات الاجتماعية والثقافية وبيان حول تفعيل الشراكة الإستراتيجية الأسيوية - الأفريقية الجديدة .
كما أصدرت القمة بيانا حول فلسطين والذي جدد دعم وتأييد الدول الأسيوية والأفريقية لإقامة دولة فلسطين المستقلة بمواصلة تقديم الدعم لبناء وتطوير قدرات المؤسسات الوطنية الفلسطينية .
وألقى سعادة الدكتور طارق أحمد الهيدان مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية في اليوم الثاني من القمة كلمة أكد فيها أن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن بأن المبادئ التي قام عليها مؤتمر باندونج لعام 1955 والشراكة الإستراتيجية بين آسيا وأفريقيا تمثل إطارا هاما للتعاون بين الدول الأسيوية والأفريقية من أجل إرساء السلم والأمن العالميين وتطوير العلاقات على المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف.
وأشار سعادته إلى أن انعقاد هذه القمة بالتزامن مع الذكرى الستين لمؤتمر باندونج والذكرى العاشرة للشراكة الإستراتيجية الجديدة بين أسيا وأفريقيا هي مناسبة لإعادة التأكيد على التضامن الأسيوي والأفريقي والتصميم على المضي قدما في تحقيق أهداف الشراكة الإستراتيجية بين القارتين واستكشاف آفاق جديدة للتضامن والتنمية من أجل تمكين شعوب بلداننا من الإسهام الفعال في تعزيز فرص السلام والرفاه في العالم ".
وأوضح الهيدان في كلمته أنه من هذا المنطلق وجهت دولة الإمارات العربية المتحدة سياستها الخارجية نحو احترام ميثاق الأمم المتحدة وإقامة علاقات مع جميع دول العالم على أساس احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والوقوف إلى جانب قضايا الحق والعدل ودعم الشرعية والإسهام الفعال في دعم الاستقرار والسلم الدوليين .
كما تطرق سعادته إلى مساهمة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز التضامن والتعاون فيما بين بلدان الجنوب ودعم كل القضايا العادلة لشعوب القارة الأسيوية والقارة الأفريقية والعمل على زيادة حجم التبادل التجاري مع الأسواق في القارتين وزيادة الاستثمارات الإماراتية التي تشهد نموا مضطردا في الاقتصاد الأسيوي والأفريقي وبخاصة في قطاعات البنية التحتية وفي الاتصالات والنقل الجوي والبحري حيث تعمل موانئ ومطارات دولة الإمارات كمركز ربط بين أفريقيا وأسيا.
وأكد سعادته أن المساعدات التنموية والإنسانية الإماراتية التي فاقت 1,3 في المائة من الناتج القومي الإجمالي حوالي 5,8 مليار دولار أمريكي عام 2013 وحوالي 5 مليارات دولار أخرى في عام 2014 علما أن دولة الإمارات حققت المركز الأول عالميا في المساعدات الانسانية في العامين المذكورين.
وأوضح أن دولة الإمارات تلعب دورا حيويا في استقرار أسواق الطاقة وتطوير مصادر الطاقة المتجددة بما يؤثر إيجابيا في تقدم التنمية واستقرار اقتصاديات الجنوب ومواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ وبخاصة في اقتصاديات الدول النامية الصغيرة والجزرية .. مشددا على أن دولة الإمارات ستواصل جهودها في تطوير وتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين آسيا وأفريقيا.
ولفت إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منطقة ذات أهمية إستراتيجية حيوية في إطار التضامن والتعاون بين آسيا وأفريقيا والتطورات الجارية فيما يتعلق بمستقبل أمن واستقرار هذه المنطقة يترتب عليه الشيء الكثير في مستقبل الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية والقارة الآسيوية وبالتالي مستقبل السلام والتنمية .
ونوه إلى أن التطورات التي تمر بها منطقة الشرق الوسط وشمال أفريقيا تستوجب على الدول الآسيوية والأفريقية إظهار تضامنها الفعال مع الشعب الفلسطيني ودعم السلطة الوطنية الفلسطينية في مساعيها لتثبيت عضوية دولة فلسطين في المنظمات الدولية وصولا إلى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في إنشاء دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف .. مشيرا إلى أن البيان الصادر عن القمة الأسيوية الإفريقية حول فلسطين يعكس التضامن الأسيوي الأفريقي لدعم القضية الفلسطينية.
كما تطرق سعادته إلى قضية الإرهاب والتطرف العنيف .. وقال " إن مواجهة آفة الإرهاب والتطرف العنيف يستوجب من جميع أعضاء المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حازمة وعملية للتصدي للجماعات الإرهابية على كافة المستويات الأمنية والسياسية والاجتماعية والثقافية والأيديولوجية والإعلام الاجتماعي وإشراك كافة قطاعات المجتمع في هذه المواجهة" .
وأكد أن دولة الإمارات تعمل على تنفيذ متطلبات إستراتيجية الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب وهي عضو أساسي في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب " ICTF " وتستضيف المركز الدولي للتميز في محاربة التطرف العنيف " هداية " .. مشددا على أهمية أن تكون جهود محاربة الإرهاب والتطرف العنيف أحد أهم محاور الشراكة الإستراتيجية الآسيوية الأفريقية.
يذكر أن إندونيسيا استضافت مؤتمر آسيا - إفريقيا في باندونج في 18 إبريل 1955 واستمر لمدة ستة أيام وحضرته وفود 29 دولة وكان بمثابة نقطة الانطلاق الأولى لحركة عدم الانحياز .
كما استضافت مؤتمر القمة الأسيوية - الأفريقية في أبريل 2005 بجاكرتا وتمخض عنه إعلان انطلاقة مبادرة الشراكة الإستراتيجية الأسيوية - الأفريقية الجديدة وهي تتألف من ثلاثة محاور رئيسية هي : التضامن السياسي الأسيوي - الأفريقي والتعاون الاقتصادي الأسيوي - الأفريقي والتعاون الاجتماعي والثقافي الأسيوي - الأفريقي .
نقلًا عن وام
أرسل تعليقك