يقف الائتلاف الحكومي الإسرائيلي أمام ثلاثة تحديات رئيسية قد تقود إلى انهياره.
ويتمثل التحدي الأول في حراك سياسي كبير بدأته كتلة “المعسكر الصهيوني” التي تقود جناح المعارضة، والتي ستطرح الأربعاء المقبل مشروع قانون لحل الكنيست، فيما جاء التحد الثاني عبر أفيجدور ليبرمان، رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” المحسوب على المعارضة، والذي طالب اليوم الاثنين، بانتخابات مبكرة، فضلا عن الزخم الذي تشهده تيارات الصهيونية الدينية، والتي تحرض “البيت اليهودي” على الانسحاب من الائتلاف.
حل الكنيست
ويشهد يوم الأربعاء المقبل تقديم مقترح بحل الكنيست العشرين، عبر كتلة “المعسكر الصهيوني”، التي تتشكل من حزبي العمل والحركة، برئاسة يتسحاق هيرتسوغ وتسيبي ليفني، ضمن محاولة لاستغلال الأزمة التي يمر بها الائتلاف، منذ بدء التراشق الحاد بين حزب “البيت اليهودي” برئاسة نفتالي بينيت، وبين وزير الدفاع موشي يعلون الذي ينتمي لحزب السلطة، على خلفية قراره بإخلاء منزلين اشتراهما مستوطنون بمدينة الخليل.
ونقلت وسائل الإعلام العبرية اليوم الاثنين عن عضوة الكنيست عن حزب “العمل” ميراف ميخائيلي، التي تترأس حاليا الكتلة البرلمانية لتحالف “المعسكر الصهيوني”، أن أعضاء الائتلاف أنفسهم فقدوا الثقة في رئيس الحكومة، وأنه “إذا كان نتنياهو قد فشل في السيطرة على أعضاء ائتلافه أو حتى الحزب لذي يرأسه، فإنه آن الأوان لحل الكنيست”.
وتوعدت ميخائيلي باستخدام جميع الأدوات المتاحة لجناح المعارضة وصولا إلى الهدف الأساسي وهو تغيير حكومة نتنياهو، مؤكدة أن قانون حل الكنيست يتطلب أغلبية من 61 عضوا خلال القراءة الثالثة فقط، معبرة عن أملها في النجاح في الحصول على صوتين إضافيين، أو على الأقل التسبب في ضربة معنوية لائتلاف نتنياهو.
مفاجأة ليبرمان
ويبلغ قوام جناح المعارضة بالكنيست 59 عضوا، مقابل 61 عضوا هم قوام الائتلاف، لكن ثمة الكثير من الخلافات داخل المعارضة أيضا، ولا سيما وأن انضمام أفيجدور ليبرمان وحزبه اليميني إلى جناح المعارضة ربما تشوبه العديد من التساؤلات نظرا للاختلاف الإيديولوجي بينه وبين أحزاب المعارضة الأخرى التي تنتمي لليسار والوسط.
ولكن مع ذلك، وجه ليبرمان اليوم الاثنين تحذيرا واضحا للحكومة الإسرائيلية، مؤكدا أنه لا مناص من تغيير هذه الحكومة عبر الذهاب إلى انتخابات مبكرة، مؤكدا على خلاف التوقعات أنه “بصدد تأييد أي مقترح لحل الكنيست، طالما أن الخطوة ستخرج الإسرائيليين من الأزمات العميقة التي قادتهم إليها حكومة نتنياهو”.
وخلال اجتماع كتلة “إسرائيل بيتنا” اليوم الاثنين، أكد ليبرمان أن المخاوف التي تنتاب الإسرائيليين بسبب عدم امتلاك حكومتهم لأية سياسات واضحة، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، وفشلها في التعاطي مع الملف الأمني، لا يدع لحزبه مجالا للتردد في تأييد أية خطوة تصب في اتجاه تغيير هذه الحكومة، مؤكدا أنه سيؤيد مقترح “المعسكر الصهيوني” بحل الكنيست، وهي خطوة يمكن اعتبارها غير متوقعة من جانب ليبرمان.
الصهيونية الدينية تحذر
ويشهد ائتلاف نتنياهو نفسه العديد من الخلافات الداخلية غير المسبوقة، والتي امتدت لتطال العلاقة بين حزب “البيت اليهودي” برئاسة نفتالي بينيت، وبين وزير الدفاع موشي يعلون “الليكود”، فضلا عن خلاف آخر داخل حزب السلطة نفسه، حين انضم العديد من أعضاء الكنيست عن “الليكود” إلى الهجوم على زميلهم بالحزب يعلون، إثر قرار إخلاء المنزلين بالخليل.
ووجه الحاخام أمنون سوغارمان، أحد أبرز حاخامات الصهيونية الدينية نداء عاجلا إلى رئيس حزب “البيت اليهودي” الديني القومي، مطالبا رئيسه “بينيت” بوضع إنذار أمام رئيس الحكومة نتنياهو، ومطالبته بتنفيذ ما ورد في بنود الاتفاق الائتلافي أو الانسحاب من هذا الائتلاف.
وتحمل دعوة الحاخام الذي يترأس المدرسة الدينية “يشيفات هاجولان” دلالة استثنائية، نظرا لكون “البيت اليهودي” بمثابة الذراع السياسية لتيارات الصهيونية الدينية، والتي تتبع فكرا دينيا قوميا، وانبثقت من الحركة الصهيونية، حيث ترى في إقامة وطن قومي لليهود شأنا دينيا، وتطالب بتحفيز خطوات بناء الهيكل والإتيان بالخلاص، على خلاف تيارات دينية أخرى تعتبر أن الخلاص المزعوم سيتأتى دون تدخل.
أرسل تعليقك