الأردن – صوت الإمارات
أكد مدير مكتب صحيفة "القدس العربي" في العاصمة الأردنية عمان، بسام بدارين، أن مواقع التواصل تكشف وتوفر معلومات عن الجميع للجميع، وتسهم في تنويع وتجديد شكل ونمط التواصل والحياة الاجتماعية.
وأكد بدارين أنه يتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأسباب أمنية وتسويقية، قائلًا إن تلك حقيقة لا يمكن نكرانها، لكنها تعتبر كلفة طبيعية لتعميم مثل هذا النمط التواصلي.
وأوضح أنه على الرغم من هذه الكلفة، فإنه لا يمكن الاستغناء عنها حاليًا، نظرًا لأن أجهزة الأمن والمجموعات المتعددة تستثمر في تلك الوسائط، كما أن شركات التقنية والتسويق تفعل ذلك، وبالتالي فهي وظيفة متبادلة.
ونبّه مدير مكتب "القدس العربي" إلى أن المستخدم لا يحوّل حياته إلى "كتاب مفتوح" قصدًا، بل يمارس التواصل مع الآخرين يوميًا باعتباره "طقسًا" لا يمكن الاستغناء عنه، مشيرًا إلى أن المستخدم يضع كتاب حياته وتفاصيل يومه بين أيدي من يرغب، وتلك كلفة لابد منها، معربًا عن اعتقاده الشخصي بأنها كلفة يمكن احتمالها مقابل الامتيازات البشرية التي تتيحها وسائل التواصل السريع الحديث.
وتابع بدارين "يمكن تحليل مضمون جميع أصناف التعليقات والمشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي، وبناء استخلاصات واستنتاجات، وأزعم أن ذلك ما تفعله أجهزة الأمن والحكومات حاليًا وهي تراقب الشبكات".
ورأى بدارين أن التعليقات على الأحداث، خصوصًا الإرهابية والعنيفة منها، توفر قاعدة بيانات مثيرة تساعد المترصد في تحليل المضمون، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بتعليقات تبرر العنف والتطرف، أو تجد له مسوغًا.
وردًا على سؤال في ما إذا كان يمكن للمعلومات التي ينشرها المستخدم على مواقع التواصل الاجتماعي أن تؤثر في مسيرة حياته في التوظيف مثلًا، أو منحه تأشيرة دخول لدولة ما حاليًا، قال بدارين "للأسف فإن ذلك قد يحدث دومًا، إذ إن العديد من الحكومات بدأت تحاسب وتحاكم المعلقين والنشطاء على آراء أدلوا بها عبر الشبكة، ومن المرجح أن الشركات وأجهزة الأمن الغربية تجمع حصيلة المعلومات والتعليقات، وتستطيع، من دون إعلان، الاعتماد عليها في رفض طلب توظيف، أو منح تأشيرة أو حتى مقعد جامعي، وهذا يحصل طوال الوقت، لاسيما في الدول العربية حاليًا".
وحول رأيه الصحافي في أهمية أن يكون الشباب على حذر في ما ينشرونه أو يضعونه من صور، أكد بدارين تأييده حرية الإنسان في كل مكان للمشاركة والتواصل، والإدلاء برأيه، مشددًا على أنه مع محاسبة ما سمّاه الاستعمال الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي في عمليات غير أخلاقية أو غير قانونية، أو تروج للعنف والكراهية.
وأكد المؤسس والرئيس التنفيذي في "البوابة العربية للأخبار التقنية"، أحمد عبدالقادر، أن مواقع التواصل تشكل، بطبيعتها الاجتماعية، مساحة للتعايش والتواصل بين الأفراد الذين يعبرون عن آرائهم.
وتابع "في معظم الأحيان يكشف الأفراد تفاصيل حياتهم اليومية، وميولهم، وتوجهاتهم السياسية والدينية والأخلاقية وحتى الجنسية منها، وبالتالي، فإن التعرف إلى توجه شخص ما من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أصبح في متناول الجميع تقريبًا، فما بالك بالمتخصصين والخبراء ممن لديهم وصول ميسّر إلى أدوات التحليل المتقدمة؟".
أرسل تعليقك