يطغى حضور سهير القيسي الإنساني على حضورها الإعلامي والحديث معها متعة كبيرة ، تحمل في عقلها و قلبها مسؤوليات كثيرة تبدأ في بلاد الرافدين وتنتهي في البلاد العربية، الموضوع والجوهر عنوانها، ولا تبحث عن إضافة سطحية في مسيرتها الإعلامية الناجحة التي تتطلع من خلالها لمستقبل تزرع من خلاله بذور طيبة يحصدها الأجيال القادمة.
تعدّ شريكة برنامج الغذاء العالمي الإعلامية العراقية سهير القيسي،أن أوضاع النازحين العراقيين "وصمة عار في جبين الإنسانية"، وفيما تعهدت ببذل الجهود لتوفير العيش الآمن للأسر النازحة، دعت إلى الالتزام إنسانيا وأخلاقيا تجاه أوضاع تلك الأسر.
وقالت ، إن "هناك تقصيرا إعلاميًا لإبراز الصورة الحقيقية لأوضاع النازحين وحجم ما يعانيه العراق حاليا"، مشيرة إلى "أنني سأبذل كل الجهود لإيصال صوت النازحين العراقيين بهدف توفير العيش الآمن والمستقر لهم".
وأضافت القيسي أن "ما رأيته هو وصمة عار في جبين الإنسانية وعلى الجميع الالتزام إنسانيا وأخلاقيا تجاه أوضاع النازحين"، لافتة إلى أن "على الدول العربية والعالم والذين يتحدثون عن دحر الإرهاب التدخل العاجل ليتمكن العراق من الوقوف مجددا".
وأشارت أن البرنامج يعتمد كلياً على المساهمات الطوعية، كما يعتمد على دعم الحكومات والشركات والأفراد لتقديم المساعدات الغذائية، وسوف تكون سهير القيسي مناصرة قوية وستدعم برنامج الأغذية العالمي ليتمكن من الوصول للمواطنين بالمساعدات الغذائية الحيوية.
وقالت القيسي "يواجه شعب العراق تحديات هائلة ومروعة، إنني أتطلع إلى العمل مع برنامج الأغذية العالمي لتسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية الصعبة للغاية التي يعيشون فيها وكيف يعمل البرنامج لمساعدتهم على البقاء على قيد الحياة وإعادة بناء حياتهم المحطمة."
وأوضحت أن" العراق الآن غير قادر بمفرده على احتواء الأزمة بسبب العجز في الميزانية لذلك يقع على جميع دول العالم القريبة والبعيدة الالتزام الاخلاقي لمساعدة العراق، لكون منظمة الغذاء العالمي وفرت لمليون وثمانمائة نازح الغذاء اللازم منذ آب/أغسطس ولحد الان إلا أن المنظمة لا تمتلك بدءا من شهر نيسان/ ابريل المقبل أي غذاء".
وبعيدا عن أجواء أوضاع النازحين العراقيين التي تهتم بها الاعلامية العراقية سهير القيسي نذهب إلى اهتماماتها الشخصية وموهبته الاعلامية .فقالت عن رأيها في التمثيل أنها لا تجيده إطلاقا ولكن لو عرض عليها دور "الملكة بلقيس" على وفق إنتاج ضخم فستوافق إذا ما رأيت عدم وجود مانع لذلك ، خاصة وأنها تحب التحولات التي مرت بها هذه الشخصية التي حكمت مملكة سبأ بشجاعة وعدل وكيف دخلت قلبها رسالة التوحيد وعرفت الله وقصة زواجها من نبينا سليمان عليه السلام".
ورفضت المذيعة العراقية المشهورة خوض تجربة تقديم برامج المنوعات، وقالت "لم أخلق للبرامج الترفيهية، فمنذ قدمت برنامجي السياسي في العراق ثم برنامج المناظرات الأول من نوعه في عالمنا العربي سباق البرلمان 2010، علمت أني لن أكون إلا في إطار الأخبار أو البرامج الجادة، لهذا لم أفكر مطلقا في هذا الاتجاه".
ولم تخف القيسي حزنها مما أصاب الفن العراقي، وهي تقول "كانت الدراما العراقية متوهجة لكن الأحداث السياسية التي مرت على العراق عصفت بهذا الفن، ولكم أتمنى أن يعود إلى الواجهة لكني أريده أن يعود لينافس من حيث المضمون والرسالة وليس فقط من أجل المشاركة، خاصة وأن العراق مليء بالنجوم والعقليات، ولا ينقصه إلا الدعم الغائب، وللأسف لا نجد إيمانا من المسؤولين بأهمية هذه الرسالة".
وردا على سؤال "العرب اليوم " إن كانت القيسي تغضب من وصفها بـ" الفرس الجميل " ،أجابت "أبداً فالعرب كانوا ولا يزالون يمتدحون المرأة العربية بأجمل مخلوقات الله، ولهذا فإن الناقة والفرس والغزال واللبؤة أسماء ارتبطت بمديح المرأة العربية الجميلة، وقد سمعتُ هذا الوصف من قبل في العراق كغزل.
وعن الاختلاف في برنامجها عن أي برامج أخرى قالت إنه مع وجود هذا الكم الهائل من الفضائيات العراقية التي تتناول الشأن العراقي، عملت على نقل الخبر والحوار بطريقة متوازنة جداً وبدون الميول لجهه ما أو التحيز لطرف معين، لكن عندما تكون الضحية الطفل أو المرأة أو أحد كبار السن فيكون الأمر هنا مختلفاً لأنني أقف معهم بكل المقاييس.
وفي رأيها عن الحيادية أكدت أنه لا يمكن التكهن ، فنحن بذلك ندخل في إطار الإحتمالات، ولكنني أعتقد أن الجنسية لا علاقة لها بهذا الامر حيث يمكن أن يقدم البرنامج شخص آخر عراقي ولكنه يميل لطرف من الأطراف وأنها بطبيعتها متوازنة ولا تنحاز لأي طرف من الاطراف في جميع أمور حياتها.
وتحدثت عن ردود الفعل على برامجها قائلة "تأتيني دائماً تعقيبات كثيرة من العراق ومن بعض الدول العربية التي تتابع برامجي ،وجميعها بحمد الله تصب في مسألة الإشادة، وهذا ما جعل الأمر يتجه لمسؤولية أكبر في عملية الطرح"
وأضافت "أنا لا أعتبرها مسؤولية بقدر ما هي رسالة، فتعييني شريكة ومنسقة برنامج الغذاء العالمي للنازحين في العراق أفرحني كثيراً جعلني أحمل رسالة الطفل والشيخ والنساء على عاتقي، ومن هنا بدأنا نعمل على زيادة الوعي للتعامل مع النازحين من خلال إطلاق حملة خاصة به على جميع الفضائيات العراقية والعربية للوصول الى تحقيق هذا الهدف"
وأكدت أنها تعمل الآن مع برنامج الغذاء العالمي للنازحين في العراق ومساعدتنا موجهة للنازحين العراقيين ، ومن هنا ستنظر الى ما ستحققه هذه الحملة من النتائج المرجوه، فستتوسع بعدها للوصول إلى كل العالم العربي بما فيهم النازح السوري الذي لا يقل معاناه عن النازح العراقي.
وعن سبب اختيارها من قبل برنامج الغذاء العالمي، أكدت أن هذه المؤسسات الإنسانية تعتمد على اختيار أعضائها أو سفرائها من بين أشخاص يمثلوا الشعب، مثل الجهات السياسية، وأنا كإعلامية صاحبة رسالة قدمت لهم مشروع خاص أعجبهم فعرضوا عليّ المشاركة .
وقالت "يؤلمني كثيراً نسبة الأمية المتزايدة التي وصلت الى نسبة 60% في العراق وهو رقم كبير بالنسبة للتحضر الحالي، لكنني أتمنى أن أقدم كل المساعدات الممكنة من خلال برنامجي"وأضافت في حديثها عن المرأة العراقية أنها ما تزال ينظر إليها على أنها عورة، الى جانب أنها مسلوبة الحقوق، وهذا أيضاً شيء مؤلم ويحزنني.
وعن رأيها في لقب ملكة جمال الاعلاميات العرب قالت أنها لا تعرف الجهة أو الهيئة التي أقامت هذه المسابقة، ولم يتم تبليغها بأي شيء من هذا القبيل، وترى أن الموضوع لا يرتقي لمستوى الرسالة الإعلامية خاصة وأنه جاء على حساب المضمون الداخلي، ولو أخذ من هذا الجانب لكانت الإعلامية الراحلة أطوار بهجت هي التي حصلت على هذا التتويج نظراً لأنها مثلت الرسالة الإعلامية بكل تفاصيلها، وضحت بحياتها وشبابها من أجل هذه الرسالة، لهذا لا تعنني مثل هذه المسابقات.
وأن الأمر لا يحتمل فصل الشكل والمضمون، فهو تزاوج ضروري وشرط أساسي للإعلامية، فنحن عرفنا الإعلامية كريستينا أمركون من cnnكإعلامية ولم نعرفها كملكة جمال، والإعلامية أوبرا وونفري التي تعد من بين أهم 50 شخصية مؤثرة في العالم لم تكن عيونها ملونة أو شعرها أشقر، فالمضمون هو الفاصل في كل الامور. ويمكن نقل الفرح من خلال طرح مواضيع تفرح الناس .
والنجاح الذي تحقق معي بتوفيق رب العالمين منذ دخولي وتنقلاتي في المؤسسة الإعلامية ، إلى جانب أن جهدي وجديتي بالعمل وإخلاصي للرسالة الإعلامية هي مصدر ثقتهم بي وتوجيه الدعم الكافي الذي أفتخر به.
وأضافت أنها ضد التشبيه المطلق بالغرب، فنحن عمرنا سبعة آلاف سنة في بغداد وأصحاب حضارة كبيرة، من غير المعقول أن أتشبه ببلد عمره 250 سنة مثلا، لكن تعجبني الشفافية في التغطيات الإخبارية الإيطالية وسقف الحريات العالي بها.وأكدت أنها بصراحة أنا ما زالت تنتظر الفرصة ولديها الكثير لأقدمه، وتتمنى تحقيقه بالأيام المقبلة.
وعن مفاجآتها للشعب العراقي قالت إن لديها طموحات كثيرة من أجل الإنسان العراقي طفل وامرأة وشاب وشيخ، وأعمل على زرع الفرح والبهجة على وجوه هؤلاء الذين لا نشعر بمعاناتهم وهم في داخل العراق ويعانون الأحداث اليومية الأساسية أكثر من الذين خارج العراق.
أرسل تعليقك