لندن ـ ماريا طبراني
وقع خلاف بين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وهيئة الإذاعة "بي بي سي" في أعقاب تعيين أحد النقاد المتشددين ضد سياسة الشركة، عضو حزب "المحافظين" جون ويتينجدال، وزيرًا جديدًا للثقافة، الذي أنتج سلسلة من التقارير عن "بي بي سي" حينما كان رئيسًا للثقافة، ولجنتي الإعلام والرياضة.ومن المرجح أن يثير تعيين السيد جون، الذي كان مساعدًا سابقًا لمارجريت تاتشر، القلق داخل هيئة الإذاعة البريطانية، في ظل تصريحاته السابقة التي وصف فيها رسوم الترخيص بأنَّها أسوأ من الجزية.
ونشر المكتب الصحافي للشركة، تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" – وتم مسحها سريعًا – كانت تنتقد السيد ويتينجدال على أداؤه حينما كان رئيسًا للثقافة، الذي لا يؤهله لأن يصبح وزيرًا للثقافة.
وكان تعيين السيد ويتينجدال بدلًا من ساجد جاويد ضمن أول تعديل وزاري يجريه رئيس الوزراء بعد الفوز أخيرًا خلال الانتخابات التشريعية التي أجريت الأسبوع الماضي، من أكبر المفاجآت، ويأتي متزامنًا مع البدء في مفاوضات التجديد الخاصة بميثاق "بي بي سي"، التي من المقرر أن تنتهي في كانون الأول/ ديسمبر 2016، وهو الميثاق الذي يحدد كيف سيتم تمويل الشركة تاركًا مستقبل رسوم الترخيص محل شك.
ولم يشمل التعديل الوزاري مجموعة من أبرز الوزراء الذين فضل ديفيد كاميرون الإبقاء عليهم ومن ضمنهم جرورج أوبسورن، ووزير الخارجية فيليب هاموند، ولكنه أعلن أنَّ بوريس جونسون ستشغل منصبًا داخل مجلس الوزراء، فيما سيحضر رئيس بلدية لندن الاجتماعات السياسية التي ستنعقد داخل مجلس الوزراء نيابة عن رئيس الوزراء.
ولم يقتصر انتقاد تعيين جون ويتينجدال على هيئة الإذاعة البريطانية فحسب، بل انتقد وزير الثقافة الجديد في حكومة الظل لحزب "العمال" كريس برينت، التعديل الذي أجراه السيد كاميرون بما قد يأتي بنتائج عكسية نظرًا للاتجاه الأيدولوجي اليميني للوزير الجديد، وهو ما قد يعني نوع من إعلان الحرب على "بي بي سي"، التي تُعد أكثر المؤسسات الثقافية المحببة لدى البريطانيين وتحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم.
وعلى جانب آخر؛ أصر المتحدث باسم "بي بي سي" على أنَّ الشركة تتطلع إلى العمل مع الوزير الجديد، مشددًا على أنَّ إعادة التغريد للرسالة كان خطأ ولا يعكس وجهة النظر الخاصة بالشركة، مشيرًا إلى أنَّ تم مسح التغريدة على الفور.
يذكر أنَّ رسوم الترخيص الحالية تبلغ تكلفتها 145.50 جنيه إسترليني سنويًا لجميع العائلات، إذ يقوم الأشخاص بمشاهدة التلفاز وتسجيل اللقطات الحية، على أنَّ رخصة مشاهدة التلفزيون غير ضرورية في ظل وجود خدمات أخرى مثل: "بي بي سي آي بلاير".
وفي حديث منسوب لوزير الثقافة الحالي، خلال العام الماضي، أوضح أنَّ هناك حاجة لتعديل رسوم الترخيص عن وضعها الحالي مع تغير عادات الأشخاص في المشاهدة ومن ثم لابد من مواكبة تلك التغيرات، مشيرًا إلى أنَّ الرسوم المفروضة على المشاهدة تعد أسوء من الجزية التي تحصل فيها علي دعم كبير في حال أن كان دخلك منخفض جدًا في حين تذهب للسجن إذا لم تقم بدفع الرسوم الخاصة بالمشاهدة.
أرسل تعليقك