أبو ظبي ـ سعيد المهيري
مع التطور التكنولوجي والتقنيات الجديدة ظهر الإعلام الجديد مع الأقمار الاصطناعية، وتقنيات البث المباشر والإنترنت والحاسبات الآلية، مما جعل الأمور سهلة في التأثير على المتلقي بما يبث على شاشات الفضائيات، وعبر أجهزة المحمول "الهواتف" والآيباد وغيرها من وسائل الاتصالات.
طفرة كبيرة جعلت من "الإعلام الجديد" نافذة سريعة لتداول الأخبار والمعلومات.. جمعت العالم في قرية كونية صغيرة يتلاقى أفرادها عبر شبكات التواصل الاجتماعي " فيسبوك وتويتر والانستجرام" ليتبادلوا الأخبار والمعلومات والفيديوهات المصورة.
لقد طويت صفحة زمن بأكمله.. وبدأنا صفحة جديدة مع إعلام جديد، أصبح جزءا من حياتنا اليومية، وذكرت شبكة فيسبوك العالمية أن هناك أكثر من 1.2 مليار نسمة يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي كوسيلة للتواصل في نقل الأحداث والنشر والإعلام والتسويق.
كما أن دراسة أخرى صادرة عن برنامج الحوكمة والابتكار في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، ذكرت أن قاعدة مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في 22 دولة عربية هي الأكثر شعبية في العالم الافتراضي حتى تجاوزت 81.3 مليون مستخدم يتواصلون وينشرون الأخبار بالمحتوى المكتوب أو بالصورة أو الفيديوهات يتبادلون كل ما يدور في حياتهم الشخصية بسهولة، بالإضافة إلى إنشاء المدونات وإجراء المحادثات الفورية التي تتيح التواصل مع الأصدقاء والزملاء وتقوي الروابط بين أعضائها في عالم افتراضي.
إعلام جديد.. استغلته أيضا "المنظمات المتطرفة" لتطل علينا بوجهها الأسود وبأفعالها الإجرامية لتستهدف شباب العالم ببث سمومها المتطرفة وإغراءاتها الهدامة، وما الإرهابي "محمد أموازي" سفاح داعش، وقاطع الرقاب الملقب بالمجاهد "جون" الذي ظهر بفيديوهات الذبح وهو يرتدى ثيابه السوداء شاهرا خنجره مرتدياً ساعته ذات الماركة العالمية، مهددا متوعدا ضحاياه وهم إلى جانبه، ما هو إلا شاب عادي كان يحلم بحياة آمنة يحقق من خلالها طموحه وآماله، لكن الأفكار المتطرفة المتطرفة استحوذت على كيانه، فانضم إلى تلك المنظمات وأصبح قاتلاً تبحث عنه يد العدالة في كل مكان.
وأوضح متخصصين في مجال الإعلام لمعرفة أهمية الإعلام الجديد بالنسبة للشباب، وكيف أصبح مدخلاً للتطرف إلى بيوتنا وعقول شبابنا؟ وماذا على الحكومات أن تفعل لتتصدى لتلك التيارات المتطرفة والأفكار الظلامية لحماية شبابنا؟
لفتت ريتا معلوف "إعلامية"" أن شبكات التواصل الاجتماعي تعتبر مجتمعا افتراضيا ومكانا خصبا لنشر الشائعات وإثارة الفتن، وبالتالي أصبح مصدر قلق وخوف على شبابنا، بعد أن دخلت جهات إرهابية تديره باحتراف في ظل انعدام المصدر الإعلامي الموثوق به"، مضيفة " إن المتلقي قد يصدق ما يقرأ من أخبار أويشاهد من فيديوهات، وعلى الجهات الحكومية مواكبة التطورات وعلى الإعلاميين والسياسيين مع تعقيد المشهد الإعلامي واختلاط الحابل بالنابل متابعة هذه الصفحات والتفاعل معها لأن الرأي العام لم يعد متعلقاً بجلسات خاصة وأحاديث متبادلة من مسؤولين كونه مجتمعا افتراضيا بات يشكل ركيزة أساسية لحياة حقيقية.
وتقول الإعلامية سهير القيسي "إعلامية" إن الإعلام الجديد أصبح أداة من أدوات المنظمات الإرهابية في نشر الفتن والأفكار المتطرفة لسهولة تداوله، وهذا يعني أنه بات يستخدم ضمن أخطر الحروب على الإطلاق باستخدام التقنيات التكنولوجية المتطورة، مما يجعلنا نصدق ما يدور، وعلينا مواجهته بالأساليب الإعلامية المماثلة، فلم تعد الحرب على التطرف تقليدية كما كان في السابق، ولكن أصبح الإعلام جزءا كبيراً منها".
مضيفة إن "توعية الشباب من الأفكار السلبية تأتي من خلال بث معلومات صحيحة والاعتماد على قنوات الاتصال يثق المتلقي في أخبارها، فكثير من القنوات التلفزيونية الناجحة تلجأ إلى ابتكارات حديثة في الإعلام وفتح حسابات على فيسبوك وتويتر لجذب المتابعين فليس كل الناس لديها القدرة على الجلوس أمام التلفاز لفترات طويلة".
بينما أكدت راغدة درغام "مديرة مكتب صحيفة الحياة في نيويورك" أن غالبية الرسائل التي تأتي على شبكات التواصل الاجتماعي من جهات مجهولة الهوية وغالبا ما تكون من أطراف لديها أجندات خفية يريدون تحقيقها في الشرق الأوسط وبث رسائل هي في الغالب فيديوهات دموية لمقاتلين يرتدون الملابس السوداء المفخخة حاملين أسلحتهم المتطورة يأخذون النساء سبايا ويتقاسمونها، وهذه رسائل تستهدف من ورائها منظمات إرهابية جمهوراً وفئات من الشباب بعينها لإقناعهم بأن المتطرف قائد ناجح فيما يقوم به فينجذب الشباب إليهم".
أرسل تعليقك