واشنطن - رولا عيسى
اخترق قراصنة إنترنت موالون ل"داعش" حسابيّ القيادة المركزية للجيش الأميركي بفلوريدا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" والموقع التفاعلي بالفيديو "يوتيوب"، وهددوا الجنود الأميركيين في رسائل وضعوها على الحسابين، كشفت عن عائلات بعضهم وعناوين منازل بعض القيادات العسكرية عالية الرتبة.
وغيّر القراصنة الصورة على حساب "تويتر" واستبدلوها بصورة "متشدد" وجملة تقول "أحب داعش"، فيما حملوا على حساب الجيش على "يوتيوب" فيملين دعائيين للتنظيم، وفق المعلومات الني نشرتها صحيفة "ذا ديلي ميل" البريطانية.
بدأت القرصنة الإلكترونية ظهر يوم الإثنين عندما ظهرت رسالة على حساب القيادة المركزية على "تويتر" من جماعة سمت نفسها "الخلافة الإلكترونية" موضحة أنها تستمر ب"الجهاد الإلكتروني".
وصدرت تهديدات بالقتل للجنود الأميركيين وسربت سيناريوهات الحروب المحتملة في الصراع بين واشنطن وكوريا الشمالية وإيران، في وقت كان فيه الرئيس الأميركي يلقي خطاباً عن الأمن الإلكتروني.
وغرّد القراصنة تهديدات مختلفة عبر "تويتر" من بينها "إيها الجنود الأميركيون إننا قادمون فاحموا ظهوركم" وقرأت أخرى "لن نتوقف. نعرف كل شيء عنكم وعن زوجاتكم وأطفالكم".
وبالرغم من أن معظم المعلومات المسربة موجودة على الإنترنت من قبل، تقول الصحيفة، فإن عملية الاختراق بحد ذاتها مربكة للقيادة المركزية التي تقود التحالف الدولي في الحملة للقضاء على "داعش" في العراق وسوريا.
وفي وقت لم يتم التأكد فيه إن كان الهجوم الألكتروني قد جرى فعلاً من قبل "داعش" أو أنه قرصنة مرتبطة بكوريا الشمالية، فإنه يمثل انتصاراً كبيراً لأي من الطرفين ضد الجيش الأميركي.
وأكد المسؤولون الأميركيون أن حسابي القيادة المركزية على "تويتر" و"يوتيوب" قد اخترقا لمدة 40 دقيقة قبيل استعادة السيطرة عليهما.
وذكرت مصادر في البيت الأبيض رفضت الكشف عن اسمها ل"ذا ديلي ميل" أن الحادثة "إحراج كامل جعل المكتب التنفيذي للرئيس مرعوباً". وأضاف المصدر أنه "من الواضح أننا واجهنا مشاكل في مواجهة القرصنة الإلكترونية خلال الأشهر الماضية (في إشارة إلى حادث اختراق موقع شركة "سوني" التي اتهمت فيها الإدرارة الأميركية حكومة كوريا الشمالية)، إلا إن هذه موجعة بسبب العمليات العسكرية. وزي معلومات أكثر فعليكم التوجه للبنتاغون".
من جانبه أكد مسؤؤل في "البنتاغون" أنهم يأخذون الهجوم بجدية على "أعلى المستويات"، موضحاً "أننا لا نعبث بمثل هذه الأمور".
وتابعت الصحيفة أن المكتب الإعلامي في البيت الأبيض حول التقليل من أهمية الحادث، إذ وضح مسؤول الأعلام "جوش إيرنست" أنه "لا زلنا ندرس ونحقق في مدى خطورة الحادثة ولكن ليس لدي معلومات أبعد من ذلك". وأضاف أن "هذا أمر نأخذه بجدية ننظر فيه" دون أن يعطي أي معلومات ذات قيمة عن رد الفعل المنوي على هذا الهجوم. وأصر على أنه "هناك فرق شاسع بين ما هو عملية اختراق كبير للمعلومات وبين السيطرة على حساب في "تويتر".
وأشارت الصحيفة إلى أن الحادث جرى بينما كان "زوباما" يلقي خطابا عم الأمن الإلكتروني ناقش فيه عملية اختراق شركة "سوني"، وذكر فيه الجمهور بأن الهجوم الإلكتروني الذي اتهمت فيه كوريا الشمالية يذكر الولايات المتحدة "بنقاط لاضعف الهائلة بالنسبة لنا كأمة وبالنسبة لاقتصادنا".
وأضاف أنه "إذا كنا سنستخدم الإنترنت يجب أن نحمي أنفسنا".
وأكد المتحدث باسم "البنتاغون" العقيد "ستيفن وارن" أن وزارة الدفاع تنظر إلى ما حدث على "أنه أكثر من مجرد مزحة أو عملية تخريب". وقال في مؤتمر صحافي إن "الأمر غير مريح ومزعج لكن أي معلومات سرية أو حساسة لم تسرب".
ولفتت صحيفة "ذا ديلي ميل" إلى أنه بالرغم من أن شبكة "البنتاغون" لم تتعرض للقرصنة، فإنه كان واضحا أن القراصنة قد استطاعو السيطرة على حساب القيادة المركزية على "تويتر" المحصن بكلمة سر.
وخلال قرصنة الحساب في "تويتر" تم نشر لائحة بأسماء قيادات عسكرية وعناوين منازلهم، فضلاً عن وثائق تبدو حساسة ومعظمها مختوم عليها "للاستخدام الرسمي فقط"، دون أن تبدو أنها وثائق سرية، ما قد يشير إلى أن القراصنة لم يستطيعوا التوصل إلى معلومات سرية.
وقالت إحدى التغريدات "لن تروا رحمة أيها الكفار، ف"داعش" هنا. نحن في أجهزة الكمبيوتر الخاصة بكم".
الجدير ذكره أن مركز القيادة المركزية موجود في ولاية فلوريدا ويدير العمليات العسكرية للجيش الأميركي في الشرق الأوسط وأسيا لاوسطى.
أرسل تعليقك