استقبل الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الأحد، وفدًا من شرطة مدينة نيويورك برئاسة المفوض العام لشرطة نيويورك وليام براتون ونائبه لشؤون الاستخبارات ومكافحة التطرف جون ميلر والوفد المرافق لهما.
ورحب بزيارة الوفد للدولة، مؤكدًا أهمية التعاون الدولي والعمل الميداني المشترك وتبادل الخبرات بين وزارة الداخلية وشرطة نيويورك بما يعزز الجهود في خدمة المجتمع ويرسخ العلاقة القائمة بين الجانبين في مكافحة الجريمة العابرة للقارات. ومنح ضابط ارتباط شرطة نيويورك الملازم اندرو باول كامارشيفاكول المقيم في الدولة والملتحق ضمن كوادر الإدارة العامة للإسناد الأمني في وزارة الداخلية ميدالية التعاون الأمني من الطبقة الأولى، تقديرًا لجهوده في تعزيز التواصل والعمليات المشتركة وتبادل المعلومات والخبرات بين الجانبين.
وتجري وزارة الداخلية ترتيبات حاليًا لإرسال ضابط ارتباط إماراتي للإقامة في مدينة نيويورك والعمل مع كادر شرطتها، تعزيزًا للعمل المشترك. وأبدى المفوض العام لشرطة نيويورك وليام براتون إعجابه بالمستوى الذي وصلت إليه وزارة الداخلية الإماراتية في تقديم الخدمات الشرطية وفق أفضل معايير العمل الشرطي العالمية وبمنظومة تدريب ورفع كفاءة الكوادر البشرية وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في مختلف الإدارات الشرطية ومواكبتها للتطورات والتطبيقات الميدانية العالمية في مجال تعزيز الأمن والاستقرار، مؤكدًا حرص شرطة نيويورك على تعزيز العلاقة مع وزارة الداخلية عبر تبادل الخبرات والمعارف بين الطرفين.
وحضر اللقاء اللواء الدكتور ناصر لخريباني النعيمي الأمين العام لمكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وعدد من ضباط وزارة الداخلية ومن جانب شرطة مدينة نيويورك تيموثي جون تيرنر الضابط المسؤول في مكتب المفوض ودانيال كوتس المحقق في إدارة شرطة المدينة. وكان وفد شرطة نيويورك زار شرطة دبي وبحث مع اللواء خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي التعاون المشترك وتعزيز العلاقات بين الطرفين وتبادل الخبرات والتجارب في مجالات العمل الشرطي. واصطحب المزينة الوفد الزائر إلى الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، وكان في استقبالهم اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي ومديري الإدارات الفرعية.
ودشنت الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية معرضًا لإنجازاتها والتقنيات التي تستخدمها والموارد البشرية المؤهلة والإمكانات التي تمتلكها في الحد من وقوع الجريمة وبسط الأمن والأمان، والتصدي لمرتكبيها ونشر الثقافة الأمنية بين أفراد المجتمع ومدى مساهمة إدارة الجرائم الاقتصادية في حفظ المستثمرين وحماية الأسواق من البضائع المقلدة والمشاركة في تقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين ولجميع الشرائح في المجتمع بمن فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال مراكز الشرطة المتنقلة وإدارة الشرطة السياحية. وتعرف الوفد الضيف على الأهداف المنشودة من الدوريات الأمنية الفارهة.
وقدّم المزينة في قاعة الاجتماعات شرحًا متكاملًا عن الهيكل التنظيمي للإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية ومراكز الشرطة والإدارات الفرعية المختصة الذين يعملون تحت مظلة الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية. وعرّض الخبير يونس المعلم رئيس قسم مكافحة غسل الأموال والجرائم المالية عددًا من قضايا غسل الأموال التي حققت شرطة دبي نجاحًا في القبض على مرتكبيها، وتحدث العقيد خالد الكواري نائب مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات عن أهمية التعاون الدولي في مجال مكافحة المخدرات مستعرضًا عدد من القضايا التي كانت لجهود العمل الاستخباراتي لشرطة دبي الدور المهم في القبض على عصابات المخدرات في المياه الدولية بالتعاون الدولي والعمل على تكثيف وتوحيد الجهود بين جميع الأجهزة المختصة بهذا الشأن. وقدّم العقيد محمد عقيل أهلي مدير إدارة الملاحقة الجنائية قصة عصابة النمر الوردي التي نفذت جريمة سرقة محل "جراف للمجوهرات" في مركز وافي للتسوق، وشكلت في العام 2007 تحديًا حقيقيًا لكفاءة الأجهزة الأمنية في دولة الإمارات عامة.
وأوضح أن لشرطة دبي الفضل في كشف غموض العصابة التي حيرت العالم بعد أن أرسلت 12 عينة دي إن إيه خاصة بأفراد عصابة النمر الوردي الذين ارتكبوا جريمة السطو على محل جراف للمجوهرات إلى الأمانة العامة للإنتربول الدولي وكان لها الفضل في الكشف عن قضية سرقة محال مجوهرات في دول عالمية عدة، لافتًا إلى أن الأمين العام السابق للإنتربول الدولي أرجع الفضل لكشف عصابة النمر الوردي التي ظلت غير معروفة للعالم على مدار 17 عامًا إلى شرطة دبي. وأكد المقدم سعيد الهاجري مدير إدارة المباحث الإلكترونية دور الإدارة في العمل في الحد من الجرائم الإلكترونية والاحتيال واختراق الحسابات البنكية وسرقة أرقام بطاقات الائتمان ومستخدمي الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية المتطورة والتحايل المالي بالنظر إلى خطورته وتأثيره السلبي في الاقتصاد وابتزاز الأفراد ماليًا والتهديد والقرصنة الإلكترونية المرتبطة بتحويل الأموال وتوعية الأفراد والشركات بالثغرات الأمنية بانتهاك الخصوصية والأمن الشخصي، وكيفية التعامل الأمثل مع العالم الافتراضي. وأَضاف أن شرطة دبي تعد مشاريع تقنية لكشف هذه الجرائم ورفع الكفاءات وتدريب الضباط وتأهيل المدربين لمواجهتها مع الاستفادة من الخبرات المتخصصة والخبرات في الدول الأخرى.
وأشار الرائد مهندس خبير راشد أحمد لوتاه مدير إدارة الأدلة الإلكترونية في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، إلى أهمية الإدارة في فحص الحالات التي ترد من المباحث الإلكترونية لتوفير أدلة تدين المتهمين الذين يتم القبض عليهم وما تقدمها من أدلة دامغة في سير القضايا وحفظ حقوق الأفراد وكشف المتورطين. وعقب ذلك اصطحب اللواء المزينة الوفد الضيف إلى مركز القيادة والسيطرة حيث كان في استقبالهم العميد عمر الشامسي نائب مدير الإدارة العامة للعمليات وقدّم شرحًا عن طبيعة العمل ونظام مراقبة الدوريات وحركة السير والمرور في شوارع إمارة دبي والإجراءات التي يتم اتخاذها منذ تلقي البلاغ وحتى وصول الدورية إلى موقع الحادث ونظام مراقبة الدوريات باستخدام الأقمار الصناعية ومراقبة الطرق الخارجية بواسطة الكاميرات الثابتة والمحمولة جوًا وخدمة الإنذار المبكر التي توفرها شرطة دبي لمحلات الصرافة والمجوهرات والبنوك.
وشاهد وفد شرطة نيويورك الخريطة الثلاثية الأبعاد التي تغطي جميع مناطق الإمارة ونظام انتقال الدورية الأمنية من موقع لآخر ويتيح النظام مراقبة تحرك دوريات الشرطة في الميدان مما يسرع عملية الاستجابة لموقع الحادث من قبل أقرب دورية في المنطقة أو سيارة الإسعاف إلى موقع طالب النجدة في أسرع وقت ممكن، إضافة إلى خدمة ذوي الإعاقة وهي تشمل جميع أنواع الإعاقة حيث يتم تسجيل بياناتهم لمعرفة ذوي الإعاقة ونوع إعاقتهم وفي حاله حدوث أي طارئ يتم إشعار مركز القيادة والسيطرة بأن هنالك معاق يحتاج إلى مساعدة فيتم إرسال الدورية إلية لتقديم المساعدة وإذا كان المعاق خارج إمارة دبي يتم الاتصال بغرفة العمليات في الإمارة المعنية لإجراء اللازم، إضافة إلى خدمة مرضى القلب وكبار السن من خلال برنامج امنك بلمسة زر لطلب النجدة لبعض الجهات المختصة بسهولة ويسر، وذلك من خلال زر مثبت في المنزل أو ساعة في معصم يد المستفيد أو هواتف الذكية ويكون هذا الجهاز مزود بشريحة الكترونية تقوم بإرسال رسالة نصية إلى مركز القيادة والسيطرة تتضمن البيانات لطالب النجدة وحالته الصحية، وفقا لما هو مسجل في استمارة الاشتراك بالخدمة، إضافة إلى موقع تواجده حيث يتم توجيه أقرب دورية شرطة أو سيارة إسعاف بسرعة قياسية.
وفي نهاية اللقاء تبادل اللواء خميس مطر المزينة وويليام براتون الدروع التذكارية وعبر المفوض العام لشرطة نيويورك عن إعجابه الشديد بما شاهده من مستوى متطور في القيادة العامة لشرطة دبي وما لمسه من تميز في العمل الشرطي والكفاءة العالية والقدرات الأمنية الاحترافية التي يتمتع بها العاملون في شرطة دبي. وكانت وزارة الداخلية تجمعها علاقات وثيقة بشرطة نيويورك من منطلق الإيمان بضرورة التعاون مع المؤسسات الشرطية ذات السمعة العالمية والتنسيق الدائم معها وتبادل الخبرات والمعارف حيث تعتبر شرطة نيويورك من أبرز المؤسسات الشرطية ذات الطابع الاحترافي في تنفيذ المهام والأعمال الشرطية. وزارت وفود من شرطة نيويورك وزارة الداخلية آخرها زيارة وفد برئاسة المفوض العام ويليام براتون في شهر نيسان/أبريل العام الماضي اطلعوا خلالها على منجزات الشرطة الإماراتية ومعاييرها المتبعة في رفع كفاءة العمل والكوادر البشرية ومواكبتها للتطورات والتطبيقات الميدانية العالمية في مجال تعزيز الأمن والاستقرار.
ووقعت اتفاقية لتبادل الخبرات والمنافع بين شرطة مدينة نيويورك ووزارة الداخلية الإماراتية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي تتضمن تفاهمات حول تبادل المعلومات والخبرات الشرطية والتعاون في مجالات التصدي للجريمة بشتى أنواعها والاستفادة من التقنيات الشرطية الحديثة المتوافرة لدى الجانبين فضلًا عن تبادل الآراء حول عمليات التطوير والتدريب المشترك ورفع الكفاءة الشرطية. ووقع اختيار شرطة نيويورك على وزارة الداخلية الإماراتية لتكون ضيف شرف في أعمال المؤتمر التاسع للقادة السنوي الذي نظمته شرطة نيويورك لأجهزة الشرطة في الولايات المتحدة الأميركية تقديرًا للسمعة الطيبة للشرطة الإماراتية وحضورها المميز في المحافل العالمية وسط اعترافات دولية.
أرسل تعليقك