تقدم مقاتلو "الأسايش" ووحدات الحماية الكردية على حساب القوات الحكومية في مدينة الحسكة بعد اشتباكات عنيفة شهدها العديد من محاور المدينة، في وقت أكدت فيه مصادر أمنية سورية إقالة القائد العسكري للقوات الحكومية في الحسكة بعد الفشل الذريع له في قيادة المعارك وضبط الأوضاع في المدينة.
وذكرت مصادر محلية لـ"صوت الامارات" أن الاسايش والوحدات الكردية تفرض حصارا كاملا على كافة مداخل مدينة الحسكة، وحاليا لا يوجد اي طريق امداد للقوات الحكومية بشكل نهائي، مشيرة إلى أن الهدوء يعم جميع أحياء مدينة الحسكة بعد اشتباكات عنيفة بين عناصر القوات الحكومية ممثلة بالجيش والدفاع الوطني من طرف وبين الاسايش والوحدات الكردية مدعومة بقوات "سورية الديمقراطية" من طرف أخر تركزت في حي النشوة الشرقية وتحديدا في كتل الأبنية المحاذية لسكة القطار.
وذكرت المصادر أن مسلحي الاسايش سيطروا على مجموعة من كتل الأبنية بما فيها مقر الدفاع الوطني وعدد من المدارس المحاذية للمقر دون اي معلومات عن سقوط قتلى. واعتبر مصدر في قوات الدفاع الوطني أن التراجع كان نتيجة طبيعية بسبب غياب التغطية النارية من سلاح المدفعية وانسحاب جزء من الفصائل المسلحة المؤازرة للدفاع الوطني مبينا أنه عناصر الدفاع الوطني يتمركزون حاليا في الجزء الشمالي والجزء الشرقي من حي النشوة.
وذكرت مصادر أمنية أنه صدر قرار من القيادة المركزية في دمشق بإعفاء العميد غسان محمد من مهامه كقائد عسكري للقوات الحكومية على خلفية فشله في الحفاظ على نقاط القوات الحكومية وتراجع عناصرها من كثير من النقاط وإعطائه أوامر بالانسحاب وتسليم العديد من النقاط بدون قتال لعناصر "الأسايش".
الجدير بالذكر أن العميد غسان محمد تسلم قبل نحو شهر مهامه بعد نقل القائد اللواء حسن محمد إلى دير الزور لقيادة العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" في المنطقة الشرقية عقب إقالة اللواء محمد خضور ونقله إلى الأركان في دمشق.
وتحدث مصدر أمني رفيع المستوى ل"العرب اليوم" أن عناصر القوات الحكومية حاليا متواجدون في مديرية سادكوب ودوار الباسل بينما دخل الاسايش إلى مركز استلام الحبوب الواقع مقابل سادكوب وإلى كلية الاقتصاد والهندسة المدنية.
وذكر المصدر أن نقطة الجندي المجهول شرقي حي غويران منطقة ما تزال منطقة مواجهة بين الطرفين بدءا من دوار الجندي مرورا بشارع الستين وصولا إلى جسر البيروتي نافيا الانباء التي تتحدث عن دخول الاسايش إلى حي غويران.
وأكد المصدر أن نقاط الجيش وعناصر الشرطة في مبنى مديرية البريد بحي المحطة المتاخم لحي تل حجر مازالت تحت السيطرة رغم محاولات التسلل إلى البناء والسيطرة عليها من جانب الاسايش وأن كتل الأبنية الممتدة على طول الطريق الواصل بين دوار الباسل في حي غويران ودوار الكهرباء في حي النشوة /المدينة الرياضية – بناء مديرية الثقافة – الرقابة والتفتيش – مديرية الصناعة – بناء النفوس - المصرف التجاري – البيئة – السياحة – بناء المديرية العامة للحبوب / تحت سيطرة القوات الحكومية باستثناء مبنى كلية الآداب ومشفى الأطفال تحت سيطرة الاسايش والوحدات الكردية.
ونفى المصدر وجود أي اتفاق لغاية الآن بين الطرفين، كاشفا أن وفدًا روسيًا سيصل الى مدينة القامشلي قادما من محافظة اللاذقية لبحث الوضع في المدينة ومحاولة التوصل إلى صيغة اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين وإعادة الوضع الى ما كان عليه سابقا.
وأكد مصدر كردي المعلومات التي تتحدث عن اجتماع سيعقد مساء اليوم بحضور الجانب الروسي ولكن الى الان لم تتبلور الامور لافتا الى ان الامور ستسير نهو التهدئة على حد تعبيره .
وتعاني مدينة الحسكة من انعدام تام للخدمات وانقطاع التيار الكهربائي ونقص حاد في مادة الخبز نتيجة توقف الافران ونفاذ القمح من المطاحن العامة نتيجة انقطاع الطرق ووجود المواقع ضمن سيطرة وحدات الحماية والاسايش، وانعدام في تقديم الخدمات الطبية وخروج كافة المراكز الصحية والمشافي عن الخدمة خاصة المشفى الوطني الواقعة تحت سيطرة الاسايش وصعوبة الوصول اليها، ونزوح غالبية الكوادر الطبية والتمريضية خوفا من الاشتباكات وعمليات القنص المتبادلة بين الطرفين وصعوبة في اخلاء الجرحى والمصابين وصعوبة نقلهم الى مشافي القامشلي لقطع الطريق من قبل الاسايش والوحدات.
وتحدث مصدر عسكري لـ"العرب اليوم" أنه قتل خلال الاشتباكات الدائرة في الايام الثلاثة الماضية 8 عناصر من القوات الحكومية لافتا الى ان الرقم مرشح للزيادة بسبب وجود عناصر مفقودين في مناطق الاشتباكات التي اندلعت ليل امس بينما قال مصدر في مشفى الحسكة الوطني أنه قتل 14 مدنيا بينهم اطفال واصيب 30 اخرين.
أرسل تعليقك