اعترفت القوات الحكومية السورية بانسحابها مسافة تزيد عن 50 كلم من الرقة باتجاه ريف حماة تحت وطأة هجوم عنيف شنه تنظيم "داعش" على مواقعها في الريف الغربي للرقة، في حين قصف الطيران الحربي مناطق متفرقة في الغوطة الغربية وريف اللاذقية الشمالي، بينما تأكد سقوط جرحى جراء قصف مدفعي وصاروخي عنيف على حي الوعر على أطراف مدينة حمص وسط البلاد.
ففي ريف دمشق نفذت طائرات حربية 9 غارات على مناطق في محيط مخيم خان الشيح في الغوطة الغربية كما قصفت طائرات حربية مناطق في أطراف مدينة عربين في الغوطة الشرقية، بينما تستمر معارك الكر والفر بشكل عنيف، بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل الإسلامية من جهة أخرى في محيط بلدة البحارية وتلة البحارية في محاولة من "جيش الإسلام" استعادة السيطرة على نقاط كانت خسرتها في وقت سابق.
وأكد مصدر في الهلال الأحمر السوري في تصريح لـ"العرب اليوم" إدخال قافلة مساعدات إنسانية، تضم 35 شاحنة محملة بالمساعدات بالتعاون مع الأمم المتحدة، مبينا أن الشاحنات وصلت إلى بلدات حمورية وبيت سوى وحزة وعين ترما في الغوطة الشرقية.
وفي مدينة جرمانا التي تقطنها غالبية من الطائفة الدرزية، سقط قتيلان على الأقل واصيب 11 شخصا بجروح خطيرة بعد مشاجرة بين عناصر من الدفاع الوطني وعدد من أصحاب المحلات التجارية تطورت من استخدام السلاح الأبيض إلى إطلاق نار ورمي قنابل قبل ان تتدخل الأجهزة الأمنية لاحتواء الموقف.
وأُعلن عن مقتل 3 أشخاص من عائلة واحدة هم رجل وزوجته وطفلهما، وذلك جراء قصف من قبل القوات الحكومية تعرضت له مناطق في بلدة حزما في الغوطة الشرقية ليل أمس، في حين لا تزال الاشتباكات متواصلة بين الجيش السوري، والفصائل المقاتلة والإسلامية، في محيط مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية، بعد تمكن مقاتلي الفصائل من التقدم وفتح ممر نحو مدينة معضمية الشام، وقتل فيها أكثر من 20 عنصرًا من الجيش.
وفي جنوب البلاد داهمت الفصائل الإسلامية وفصائل “دار العدل”، بلدة الهجة بريف القنيطرة بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، وذلك لاعتقال مطلوبين متهمين بقتل 5 أشخاص من عائلة واحدة رفضوا تسليم انفسهم الى”دار العدل”، حيث جرى تبادل لإطلاق النار وأنباء عن سقوط جرحى في صفوف الطرفين.
وفي ريف السويداء قالت القوات الحكومية السورية إن وحداتها العاملة في الريف الشرقي "دمرت مقر قيادة ونقطتين محصنتين لتنظيم “داعش” وأوقعت في صفوفهم قتلى ومصابين في ضربات دقيقة على تجمع وتحصينات لهم في تل أشيهب الشمالي بريف السويداء الشمالي الشرقي. وتحدثت عن تنفيذ رمايات مركزة على تجمعات تنظيم “جبهة النصرة” إلى الشرق من بلدة النعيمة” نحو 4 كم شرق مدينة درعا أسفرت عن “تدمير مقرات للتنظيم والقضاء على ما لا يقل عن 11 من أفراده وإصابة عدد منهم.
وفي ريف الرقة، قال مصدر ميداني من مقاتلي "صقور الصحراء" لـ"ألعرب اليوم "بعد معارك عنيفة جدا استمرت لمدة يومين كانت نتيجتها تراجع وحدات الجيش السوري والقوات الرديفة عن بعض المواقع التي حررتها خلال الفترة الماضية" مؤكدا أن الجيش السوري "لازال يسيطر على مناطق بعمق ١٥ كلم داخل الحدود الادارية لمحافظة الرقة"
وذكر المصدر أن المنطقة بشكل عام تشهد هدوءًا منذ مساء الامس، نافيا ما تحدث به وسائل إعلام عن خروج القوات من الحدود الإدارية للرقة مضيفا ان "عمليات يوم امس تحديداً لم يسقط فيها ضحايا من القوات الحكومية وأن الانسحاب كان مدروساً وبأقل الاضرار الممكنة بالأرواح والعتاد. وتحدث المصدر عن أن العملية باتجاه الطبقة "مستمرة وستأخذ ابعاداً جديدة بعد ما جرى خلال اليومين الماضيين".
في هذه الأثناء قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الطائرات الروسية لم تنفذ الاثنين اي ضربات جوية مساندة للقوات الحكومية خلال تصديها لهجوم معاكس شنه تنظيم "داعش" في معقله في الرقة، ما ساهم بتسريع انسحابها الى خارج المحافظة. وكانت القوات الحكومية تقدمت منذ الثاني من الشهر الجاري بعمق نحو 65 كم باتجاه الرقة وأصبت على بعد 7 كم فقط عن مطار الطبقة قبل أن تنسحب أمام هجوم لتنظيم "داعش".
واستقدم تنظيم "داعش" الاحد 300 مقاتل من مدينة الرقة، كما استقدمت القوات الحكومية تعزيزات لمساندتها في اليوم ذاته الا انها "لم تكن كافية"، وبحسب المرصد، شن التنظيم "هجومه المعاكس منذ ليل الاحد في مناطق مكشوفة وتمكن من ضرب خلفية القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في غياب اي دعم جوي روسي في حين ان تقدم الاخيرة ووصولها الى مسافة سبعة كيلومترات عن مطار الطبقة العسكري تم بالتوازي مع قصف روسي كثيف". واضاف لقد "اضطرت قوات النظام والمسلحون الموالون لها في مواجهة هجمات التنظيم، للانسحاب الى خارج الرقة خوفا من محاصرتها".
ويسيطر تنظيم "داعش" على كامل محافظة الرقة منذ العام 2014 باستثناء مدينتي تل ابيض وعين عيسى، اللتين تسيطر عليهما قوات سوريا الديموقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية ابرز مكوناتها.
إلى ذلك أصيب 4 جنود أميركيين بجروح طفيفة، في وقت سابق من هذا الشهر في شمال سوريا، من قبل مهاجمين يُعتقد أنهم عناصر من تنظيم "داعش". ونقلت شبكة "CNN" اليوم الثلاثاء 21 يونيو/حزيران، عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية أن الحادث وقع في التاسع من يونيو/ حزيران الجاري، عندما أُطلِقت قذيفة مضادة للدبابات بالقرب من موقع المستشارين، وانفجرت سيارة بالقرب منهم.
وقد أصيب المستشارون بجروح طفيفة جراء الشظايا، ويُعتقد أنهم عادوا إلى الخدمة، ولم يعلن المسؤولون على الفور ما إذا كانت القوات الأمريكية ردت بإطلاق النار على المهاجمين أم لا.. هذا ولم يذكر الجيش الأمريكي شيئا عن هوية هؤلاء المستشارين.
وفي حمص اختطف مجهولون من مدينة القريتين التي استعادت القوات الحكومية السيطرة إليها في نيسان / أبريل الماضي عنصرين من القوات الحكومية قبل أن يتم العثور على أحدهم مقتولا بينما لا يزال مجهولا مصير العنصر الآخر. وقالت مصادر معارضة إن رجلا من مدينة تلبيسة قتل متأثرا بجراح أصيب بها، جراء قصف القوات الحكومية على مناطق في المدينة منذ نحو يومين، في حين فتحت القوات الحكومية بعد منتصف ليل أمس نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في قرية حوش حجو بريف حمص الشمالي.
وقصفت القوات الحكومية بعد منتصف ليل أمس مناطق في حي الوعر في مدينة حمص ما تسبب بإصابة 7 أشخاص بجروح ونشبت اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط قرية السعن الاسود، فيما سقطت عدة قذائف صاروخية أطلقها تنظيم “داعش” على مناطق في جب الجراح بريف حمص الشرقي والخاضعة لسيطرة الحكومة ما أدى لأضرار مادية.
وأرسل تنظيم "داعش" عناصر "الحسبة" إلى جبهات القتال وسلم المراقبة للمكتب الأمني في الرقة، وتشير التقارير إلى أن أكثر من 500 شخص اعتقلهم تنظيم "داعش" في ريف حلب الشمالي الشرقي, وسط معارك متواصلة بعنف في ريف منبج، جاء بالتزامن مع سقوط خمسة قتلى في قصف جوي على حي طريق الباب في مدينة حلب ونحو 10 جرحى في قذائف سقطت على مناطق سيطرة القوات الحكومية فيها، وترافق القصف الجوي والمدفعي مع الاشتباكات المستمرة في محاور في جبال اللاذقية الشمالية، فيما تستمر الاشتباكات التي يشهدها محيط داريا واطرافها في غوطة دمشق الغربية، في حين يقوم الطيران بعدة غارات على ريف حماة الشرقي, وانفجار على طريق حمص - دمشق.
وفي حلب قالت مصادر موثوقة أن تنظيم "داعش" اعتقل منذ نحو 4 أيام وحتى اللحظة، أكثر من 500 مدني، خلال عمليات مداهمة نفذها التنظيم في قرى بريفي قباسين والباب، من ضمنها قرية عرب ويران وقعر كلبين والغندورة والعريمة وقباسين وكاوكلي، وأشارت المصادر إلى وجود أطفال ومواطنات من بين الذين اعتقلوا، كما كشفت أن ما لا يقل عن 7 مواطنين قتلوا وأصيب أكثر من 10 آخرين، جراء استهدافهم من قبل عناصر التنظيم خلال محاولتهم الفرار.
ولا تزال المعارك العنيفة متواصلة في ريف مدينة منبج بين عناصر تنظيم "داعش"، وقوات سورية الديمقراطية، حيث تمكن الأخير من استعادة السيطرة على مزرعتين وقرية، كان قد تقدم إليهما التنظيم صباح اليوم، بينما تستمر الاشتباكات بين الجانبين، في محاولة لاستعادة السيطرة على 3 قرى متبقية وقريتين خسرتها هذه القوات اليوم، في حين ارتفع إلى 5 عدد مقاتلي قوات سورية الديمقراطية الذين قضوا خلال الاشتباكات اليوم مع عناصر التنظيم، بينما ارتفع إلى 42 عدد قتلى التنظيم خلال الاشتباكات ذاتها التي رافقها قصف عنيف ومكثف لطائرات التحالف على المنطقة، وجثث معظمهم لدى قوات سورية الديمقراطية، فيما لا تزال المعلومات متضاربة حول صحة وصول هذه القوات وسيطرتها على دواري الكتاب والشرعية في المدخل الغربي للمدينة.
وقتل 5 أشخاص بينهم 3 مواطنات وطفل، جراء قصف جوي تعرضت له مناطق في حي طريق الباب في مدينة حلب صباح اليوم، فيما سقطت قذائف صاروخية أطلقتها الفصائل بشكل مكثف على مناطق في حي الموكامبو والخالدية ومنطقة الشيحان وشارع النيل والأشرفية والسريان الجديدة ومساكن السبيل في مدينة حلب، ما أدى لأضرار مادية، وسقوط نحو 10 جرحى، بينما وردت معلومات عن عملية تبادل جرت في مدينة حلب بين الفصائل والقوات الحكومية، حيث تمت تبادل عنصرين من القوات ممن أسروا في وقت سابق مقابل إطلاق سراح مقاتلين اثنين من الفصائل.
وتشهد محافظة اللاذقية اشتباكات عنيفة متواصلة في عدة محاور في جبلي التركمان والأكراد في ريفها الشمالي بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة والقوات الحكومية، وسط قصف جوي ومدفعي مستمر، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 240 شخصا أمس بينهم 76 من عناصر القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، و29 شخصاً قتلوا وقضوا في قصف جوي وقصف للقوات الحكومية وعلى يد تنظيم “داعش” وتحت التعذيب وفي ظروف أخرى.
أرسل تعليقك