كشفت المعلومات عن الروابط بين مرتكب مجزرة شاطئ تونس ومتطرف يعيش في بريطانيا. ويُدير المتطرف الذي ألهم المسلح سيف الدين رزقي شبكة متطرفة عالمية من لندن، وكان المتطرف سيف الله بن حسين تلميذًا لداعية الكراهية أبو قتادة، حسب تقرير حصري لصحيفة "ديلي ميل".
وجاء الكشف مثيرًا على النحو التالي: الناجون من الهجوم، الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 30 شخصا أصروا أنهم رأوا مسلح ثان، الشرطة والجيش البريطاني يجهزون لأكبر تدريبات منذ أي وقت مضى لمكافحة التطرف في لندن، وضعت تيريزا ماي الزهور في مكان الحادث "الوحشي والمدمر"، وتم القبض على عدد كبير من المتواطئين المزعومين مع رزقي، وتبين أنّ القاتل تدرب في ليبيا، وأعلن ديفيد كاميرون دقيقة صمت وطنية ظهر يوم الجمعة وألمح إلى غارات جوية في سورية.
ويحقق مسؤولو الأمن ما إذا كانت هناك علاقة مباشرة بين رزقي والمتطرفين في بريطانيا. ويشير التقرير إلى أنَّ أستاذ الرزقي هو سيف الله بن حسين (49) عامًا، الذي كان تلميذًا للناشط الأردني أبي قتادة، الذي وصل إلى بريطانيا أواخر التسعينات ورحلته بريطانيا العام 2013 إلى الأردن، بعد معركة قضائية طويلة.
ترك بن حسين في وقت لاحق بريطانيا وبحلول العام 2011 أنشأت جماعة أنصار الشريعة، المجموعة الإرهابية الرئيسية في تونس. وتنوه الصحيفة إلى أنَّ أبا قتادة نشر رسالة على الإنترنت في كانون الثاني/ يناير، وصف فيها ابن حسين بأنَّه "من أفضل من عرفت عقلًا، وكان الأقرب لي".
ويفيد التقرير بأنَّ عائلة الرزقي تقول إن ابنها تعرض لعملية غسيل دماغ أثناء دراسته للماجستير في جامعة القيروان، التي تبعد 35 ميلًا عن سوسة التي نفذ فيها العملية. وتعد القيروان مركزًا لنشاطات أنصار الشريعة، ويعتقد أن مسجدها الكبير كان المكان الذي تم فيه تحضير الرزقي.
وتوضح الصحيفة أنه ينظر للجماعة المتشددة المسؤولة عن هجوم آخر في سوسة قبل عامين، على أنَّها فرع تونسي لتنظيم "داعش".
وأوضح كاميرون، أنَّه على الرغم من أننا نعتقد أنَّ "رزقي" كان المسلح الوحيد، وأنه جزءًا من شبكة مستوحاة من داعش، إلا أنَّ قوات الأمن التونسية تحقق مع المتواطئين المحتملين الذين دعموا الهجوم.
ويستدرك التقرير أنَّ الجماعة التي كانت تُربي وتشرف على الرزقي في تونس خلال الأشهر الستة الماضية، يقودها ابن حسين، مشيرًا إلى أنَّه من الممكن أن هؤلاء المتطرفين يعودون إلى ما كان يعرف بـ"سنوات لندستان"، حيث تدفق عدد كبير من الناشطين الإسلاميين إلى العاصمة البريطانية لندن حتى هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.
وتذكر الصحيفة أنَّ ابن حسين وصل إلى لندن في نهاية العقد الأخير من القرن الماضي، وأصبح تلميذا لأبي قتادة. وتظهر أوراق المحاكم أن ابن حسين استخدم لندن قاعدة لإنشاء "الجماعة التونسية المقاتلة" العام 2000. وكانت لهذه الجماعة علاقات مع تنظيم القاعدة، حيث هدفت لاختيار شبان جدد، وإرسالهم إلى أفغانستان لتلقي التدريب فيها.
وينوه التقرير إلى أنَّ ابن حسين غادر بريطانيا في العام 2011، وأنشأ جماعة أنصار الشريعة في تونس، لافتًا إلى أنه ظل على اتصال مع أبي قتادة، الذي رحل إلى الأردن في العام 2013.
وتورد الصحيفة أنّ تونس هي البلد الأول في عدد من انضم شبابه إلى تنظيم "داعش"، حيث تقدرهم إحصائيات بحوالي ثلاثة آلاف مقاتل.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أنَّ العلاقة بين ابن حسين والرزقي، وتأثر الأول بأبي قتادة، تظهر الكيفية التي ازدهر فيها النشاط الجهادي في لندن، التي جاء إليها ناشطون من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اتخذوا منها مركزًا للتخطيط ضد حكومات بلادهم في اليمن ومصر والجزائر، مبينًا أنَّ الشرطة البريطانية غضت النظر عن نشاطاتهم، ولم تبدأ بملاحقتهم إلا بعد هجمات 11/9.
أرسل تعليقك