القاهرة - أكرم علي
رغم التوقعات بعودة العلاقات المصرية التركية بعد زيارة، العاهل السعودي, الملك سلمان بن عبد العزيز, إلى مصر والتوسط في حل الأزمة بين البلدين التي إندلعت قبل ثلاث سنوات إلَّا أن الواقع يشير إلى غير ذلك ومع اقتراب إنعقاد قمة التعاون الإسلامي والتي ترأس مصر دورتها الحالية مازالت الأوضاع كما هي عليه.
مصادر دبلوماسية كشفت إلى "صوت الإمارات" أن وزير الخارجية سامح شكري سوف يرأس وفد مصر في قمة التعاون الإسلامي على المستوى الرئاسي والمقرر إنعقادها الأربعاء في إسطنبول دون مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الإجتماعات التي يحضرها رؤساء وملوك الدول الأعضاء, وقالت المصادر إن الوزير سامح شكري سوف يقوم بتسليم رئاسة مصر لمنظمة التعاون الإسلامي إلى الجانب التركي ليتولى المهمة خلال الثلاث سنوات المقبلة بعد انتهاء فترة مصر لرئاستها, وأوضحت المصادر أن البرتوكول ينص على إمكانية تسليم أي مسؤول في الخارجية المصرية تسليم الرئاسة للدولة الجديدة دون تحديد مستوى معين للقيام بالمهمة، وذلك في ظل العلاقات الدبلوماسية المنخفضة بين البلدين منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي.
وغادر مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون المنظمات الدولية والأمن الدولي، السفير "هشام بدر", القاهرة اليوم "الإثنين"، متجهًا على رأس وفد دبلوماسي إلى إسطنبول للمشاركة في إجتماعات كبار المسؤولين لمنظمة التعاون الإسلامي, وقالت المصادر إن مصر على استعداد تام للمشاركة في القمة الاسلامية لمنظمة التعاون الاسلامي في تركيا بمستوى عال من التمثيل حال ظهور بادرة حسنة من الجانب التركي لتصحيح مسار العلاقات المضطربة بين البلدين إلَّا أنه لم يحدث ذلك وكان شرط مصر للتجاوب مع تركيا في الوساطات المختلفة لإعادة العلاقات بين البلدين.
وأوضحت المصادر أن القاهرة تعول على زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى أنقرة ولقاءه بنظيره التركي الرئيس رجب طيب أردوغان، من أجل تطوير التفاهمات حول التهدئة وتحسين العلاقات بين البلدين.
ويقول المسؤولون المصريون إنه ليس لديها مشكلات من جانبها إزاء تركيا، ولم تمارس سياسات سلبية إزاء انقرة ولم تتدخل في شؤونها الداخلية، كما دأب الرئيس التركي على توجيه خطاب عدائي إزاء الدولة المصرية وقياداتها في كافة المحافل المحلية والدولية، وان ذلك يتطلب ان تبادر تركيا من جانبها بخطوة إيجابية واضحة إزاء مصر سواء في صورة زيارة او بيان واضح وصريح ومحدد يعبر عن المصالحة مع القاهرة، سواءً من الجانب التركي منفردًا او بإعلان مشترك بين أنقرة والرياض.
وبحسب المصادر جرت مباحثات جرت بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز من أجل المشاركة في أعمال القمة الاسلامية الثالثة عشرة التي تنظمها منظمة التعاون الاسلامي، ورجحت المصادر إمكانية توجه الرئيس المصري إلى أنقرة بعد وصول الملك سلمان إلى تركيا وإجراءه مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تنتهي إلى اعلان مبادرة للمصالحة بين القاهرة وأنقرة، تقوم على أساس تفاهمات من المنتظر الوصول إليها بين الزعيمين المصري والسعودي خلال زيارته الحالية إلى مصر، وأوضحت المصادر أن خادم الحرمين الشريفين لبى دعوة من الرئيس التركي إلى زيارة تركيا وإجراء مباحثات ثنائية مع "أردوغان" بعد انتهاء زيارته الحالية إلى مصر، وان الزيارة ستشمل المشاركة ايضا في القمة.
ومن المقرر أن تسلم مصر الرئاسة إلى تركيا خلال أعمال القمة التي تأتي في وقت تمر فيه العلاقات بين تركيا ومصر بأزمة سياسية عنيفة، وتعقد الإجتماعات على مستوى وزراء الخارجية يومي الثلاثاء والأربعاء.
وافتتحت منظمة التعاون الإسلامي أمس الأحد في إسطنبول دورتها السنوية التي ستهيمن عليها القضية الفلسطينية والتحديات الداخلية ومكافحة الإرهاب، حيث يجتمع ممثلو 57 دولة عضوًا في منظمة التعاون الإسلامي وسط إضطرابات عدة تؤثر على تلك الدول.
أرسل تعليقك