رفضت محكمة في مدينة كولونيا الألمانية الدعوى التي رفعها ثلاثة يمنيين اتهموا الحكومة الألمانية بالتواطؤ في قتل مدنيين عن طريق السماح للولايات المتحدة بنقل البيانات اللازمة لتحليق طائرة دون طيار عبر قاعدة "رامشتاين" الجوية.
وأوضح المدعون، في هذه القضية غير المسبوقة التي رفعها اليمنيون الذين فقدوا أقارب في هجوم وقع عام 2012 على قريتهم، أنَّ الطيران فوق اليمن قد يكون مستحيلًا دون وجود قاعدة "رامشتاين" العسكرية في غرب ألمانيا،
وقررت القاضية في محكمة "كولونيا" الإدارية رفض القضية بعد الاستماع إلى ساعتين من الحجج من مقدمي الدعوى، والمحامي الخاص بهم ومحامي الحكومة الألمانية.
وأكدت القاضية أنَّ "الحكومة الألمانية ليست ملزمة بمنع الولايات المتحدة من استخدام قاعدة "رامشتاين" الجوية لتنفيذ هجمات الطائرات دون طيار في اليمن".
وأشارت إلى أنَّ الولايات المتحدة وألمانيا نفتا استخدام القاعدة لتنفيذ هجمات الطائرات دون طيار، على الرغم من تأكيد أنَّ الحكومة الألمانية لا تستطيع منع الولايات المتحدة من استخدام "رامشتاين" لفعل ذلك الأمر.
وكان فيصل بن علي جابر، الذي رفع القضية جنبًا إلى جنب مع أقاربه أحمد سعيد بن علي جابر وخالد محمد ناصر بن علي جابر، أوضح في بيان مكتوب إلى المحكمة، أنَّ أقاربه كانوا سيبقون على قيد الحياة دون تحليق طائرات دون طيار فوق اليمن.
وقُتل سالم بن علي جابر وابنه وليد عبد الله بن علي جابر، (26عامًا)، في غارة طائرة دون طيار خلال لقائه ممثلي تنظيم "القاعدة" في العام 2012.
وأوضح فيصل، الذي حصل على "الدية" من حكومة الولايات المتحدة في أعقاب الهجوم، أنَّه وعائلته ما زالوا يعيشون في خوف دائم من هجمات الطائرات دون طيار.
وصرَّح محامي وزارة "الدفاع" الألمانية جادل ستيفان سوهم، بأنَّ ألمانيا لا يمكن أن تكون بمثابة "المدعي العام العالمي تجاه الدول الأخرى ذات السيادة".
وبيَّن محامي المدعين سونكي هيلبرانز، أنَّ "رامشتاين" أكبر قاعدة عسكرية أميركية خارج الولايات المتحدة وكانت موقعًا لمحطة التقوية الفضائية التي سهلت الاتصال بين مشغلي الطائرات دون طيار في جنوب غرب أميركا مع الطائرات دون طيار في الدول المستهدفة مثل اليمن وأفغانستان وباكستان.
وأفادت المدير القانوني لمؤسسة "ريبريف" كات كريغ، بأنَّه أمر إيجابي جدًا أنَّ المحكمة اعترفت بأنَّ المخاوف بشأن "رامشتاين" كانت معقولة وأنَّ هذه قضية مهمة لها صلة حقيقية بألمانيا.
وتابع ممثل عن المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، أندرياس شولر، أنَّ المحكمة أقرت بالدور الذي تلعبه "رامشتاين" في الحرب دون طيار وهذا شيء يجب أن يؤخذ في الاعتبار في الإجراءات المستقبلية.
وشدَّد فيصل بن علي جابر، في بيان صدر من خلال محاميه، على أنَّ الجلسة كانت مناسبة مهمة لضحايا الطائرات دون طيار، بطبيعة الحال، قائلًا: إنَّه من المخيب للآمال أننا لم نكسب القضية، وسأستمر في وضع ثقتي في القانون والعدالة الألمانية للحفاظ على سلامتي وأمن عائلتي".
أرسل تعليقك