ظهرت تفاصيل جديدة بشأن السيدة الباكستانية المتطرفة التي اشتركت مع زوجها الأميركي في قتل 14 شخصًا في سان بيرناردينو في ولاية كاليفورنيا والتعهد بالولاء لتنظيم داعش.
وكشفت التحقيقات أن تاشفين مالك التي انتقلت العام الماضي برفقة زوجها سيد ريزوان فاروق البالغ من العمر (28 عامًا) إلى الولايات المتحدة قضت أغلب أوقات حياتها في المملكة العربية السعودية ويقول أقاربها إنها أصبحت أكثر تحفظًا وتدينًا قبل ثلاثة أعوام.
وأكد حفظة بتول وهو أحد أقارب مالك في باكستان الذين ينفصلون عن العائلة الثرية التي تقيم في السعودية، أن مالك التي لم يتقابل معها من قبل لأنها تنتمي إلى عائلة غنية بينما هم فقراء اعتادت على ارتداء ملابس ذات نمط غربي، إلا أنها مؤخرًا تحولت إلى ارتداء ملابس أكثر تقليدية مثل النقاب وتغطي كامل جسدها، فضلًا عن توعيتها لمن هم في عمرها بضرورة إتباع تعاليم الإسلام على الرغم من أن المملكة العربية السعودية لا تفرض قواعد معينة فيما يتعلق بالملابس.
ويرى المحققون بأن المذبحة التي وقعت في سان بيرناردينو واستهدفت مركزًا للإعاقة تعد عملًا متطرفًا، في الوقت الذي أعلن فيه تنظيم داعش من خلال بث إذاعي على الإنترنت أن مالك وزوجها اللذين سقطا قتلى على أيدي الشرطة بعد تبادل لإطلاق النار عقب الحادث يتبعان للتنظيم.
وتبقى كيفية تحول الزوجين إلى التطرف الذي يدفع إلى إطلاق النار بطريقة غير معروفة، وقالت مصادر من داخل الحكومة الأميركية إنه لا يوجد دليل على أن الهجوم جاء بتنسيق مباشر مع التنظيم المتطرف أو أنه يعرف جيدًا من قاموا بتنفيذ ذلك الهجوم.
وأوضحت "فوكس نيوز" أنه من المرجح بأن واحدة على الأقل من رحلات فاروق إلى المملكة العربية السعودية عامي 2013 و2014 تخللها وصول أحد الزوجين أو كلاهما إلى أعضاء مشتبه بهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة.
وذكرت "لوس أنجلوس تايمز" أن مصادر من داخل الشرطة قالت إن فاروق أيضًا كانت له علاقة بجبهة النصرة وهي ذراع تنظيم القاعدة في سورية، فضلًا عن جماعة الشباب في الصومال.
وأخبرت المصادر صحيفة "الدايلي ميل" بأن المسؤولين الأميركيين عقدوا اتصالات مع نظرائهم في باكستان بشأن العلاقة ما بين مالك والمسجد الأحمر في إسلام آباد والمعروف بخطبه المتشددة ودعم أحد شيوخه وهو مولانا عبد العزيز للعمليات التي ينفذها تنظيم داعش.
وحضرت مالك التي تزوجت من فاروق في آب / أغسطس من هذا العام بعدما التقيا عبر الإنترنت عام 2013، إلى الولايات المتحدة في تموز / يوليو من عام 2014 بجواز سفر باكستاني وتأشيرة دخول تشير إلى أنها مخطوبة.
ودرست مالك الصيدلة في باكستان ولكنها لم تعمل في ذلك المجال داخل الولايات المتحدة الأميركية التي عاشت فيها كربة منزل برفقة فاروق وطفلة تبلغ من العمر (6 أشهر).
ومن جانبه، أفاد مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية في لوس أنجلوس ديفيد بوديش بأن المتورطين في الهجوم المتطرف حاولا طمس الدليل بما في ذلك تحطيم اثنين من الهواتف المحمولة وإلقائهما في سلة مهملات.
وأكد رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية أن اتصالات تليفونية كانت ما بين الزوجين وأشخاص آخرين يرصدهم مكتب التحقيقات الفيدرالي، كما تبيّن بحسب ما ورد على لسان أحد المسؤولين في مكتب إنفاذ القانون بأن مالك تعهدت بالولاء لتنظيم داعش وبايعت زعيمها أبو بكر البغدادي عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وتجدر الإشارة إلى أن فاروق ولد في شيكاغو في 14 حزيران / يونيو عام 1987 لأبوين من باكستان، بينما تربى في جنوبي كاليفورنا، وقبيل الهجوم المتطرف انقطع لقرابة الشهر عن الذهاب إلى المسجد الذي كان يتردد عليه على الرغم من أنه كان سعيدًا قبل ستة أشهر حينما رزق بطفلة.
وعلى جانب آخر، أصر الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال خطابه الأسبوعي على أن الولايات المتحدة الأميركية لن تهاب مثل هذه الهجمات المتطرفة، مجددًا دعوته بضرورة تشديد تدابير السيطرة على السلاح.
وتعهد أوباما بأن المحققين سوف يتوصلون إلى كيفية وقوع مثل هذا الحادث، وأشار إلى أن الحكومة ومجتمعات إنفاذ القانون ورجال الدين ينبغي عليهم العمل سويًا لحماية المواطنين حتى لا يقعون ضحية للأيدلوجيات البغيضة.
أرسل تعليقك