أعلن «التحالف الدولي» ضد «داعش» ان التنظيم خسر نصف اراضيه في العراق، لافتاً الى أن العمليات العسكرية في جنوب الموصل توقفت موقتاً، فيما تواجه قوات الأمن العراقية تحديات عدة في هذه الجبهات. ويشن «داعش» هجمات انتحارية منذ يومين في محاولة لاستعادة القرى التي خسرها في ناحية القيارة، جنوب الموصل، فيما يشاغل الجيش في قضاء هيت في الأنبار وضواحيها بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة.
وقال الناطق باسم «التحالف الدولي» في العراق ستيف وارن، خلال مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء في بغداد، إن «داعش خسر نصف الأراضي التي احتلها في العراق، ومنها بيجي وتكريت وسنجار والرمادي»، وأشار الى ان «استكمال تحرير كبيسة في الأنبار والقرى القريبة من مخمور جنوب الموصل». وأضاف ان «العمليات في مناطق مخمور وهيت والفلوجة ستجري في وقت واحد لأسباب عسكرية»، ولفت الى ان «القوات الأمنية استطاعت اجتياز الخطوط الأمامية لداعش في مخمور بعمق 2 كلم، حيث شهدت العمليات توقفاً بسبب الظروف الجوية وعدم امكان تحرك الآليات على الأرض». وزاد ان «التحالف الدولي تمكن الأسبوع الماضي من قتل المسؤول عن العمليات المالية في داعش حجي إمام، ما أصاب التنظيم في الصميم كونه كان يعمل سابقاً لمصلحة أبو مصعب الزرقاوي». وزاد ان «الحكومة الاميركية تنفق 11 مليون دولار يومياً في العراق وسورية لمحاربة داعش، وقدمنا إلى العراق بليوني دولار، 90 في المئة منها على شكل معدات للجيش».
وأعلنت «قيادة علميات نينيوى» الثلاثاء ان قوات اللواء 72 صدت هجوماً لخمسة انتحاريين في قرية خربردان التي تم تحريرها الأسبوع الماضي في محاولة من داعش لاستعادتها». وأضافت أن التنظيم «يحاول منذ يومين شن هجمات صاروخية وأخرى انتحارية على قطعات الجيش في قرى شرق القيارة، فيما شن التحالف الدولي غارات على معاقله، ما أجبره على الانسحاب». وأعلن شيوخ عشائر الموصل استعدادهم للمشاركة في المعارك الجارية لتحرير المدينة، وقال الشيخ أحمد خالد الجربا الشمري، خلال مؤتمر صحافي أمس ان «العشائر براء من ممارسات وجرائم داعش»، مؤكداً «الاستعداد لحمل السلاح لمواجهة التنظيم». وأعتبر «الاعتداء على شرف الإيزيديات واختطافهن اعتداء على شرف كل ابناء نينوى والعراق»، وأعرب عن «تقدير العشائر العربية دور قوات البيشمركة في تحرير مناطق ربيعة وزمار وسنجار».
وفي الأنبار، ما زال الجيش يحشد قواته عند أطراف قضاء هيت، غرب الرمادي، بالتزامن مع تكثيف التحالف الدولي غاراته على معاقل «داعش». وقال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر هيت ان «غارات جوية عنيفة استهدفت مناطق قنان ومزرعة خالد سعدون والحسنية والجمعية الثانية والمشتل وسكة القطار في الأطراف الجنوبية والشرقية للقضاء». وأضاف أن الجيش «يتقدم نحو مركز هيت ويشتبك مع داعش في منطقة المعمورة جنوب المدينة»، ولفت الى ان «العبوات الناسفة الكثيفة والعجلات المفخخة تعرقل تقدمه». وأعلنت مصادر أمنية قتل قائد الحشد العشائري العقيد يوسف النمراوي واصابة ثلاثة آخرين بتفجير منزل أثناء تفكيك المتفجرات في ناحية كبيسة.
وحذّر رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، من ارتكاب الميليشيات الطائفية عمليات تطهير عرقي وفظائع في الموصل، على غرار ما شهدته مناطق عراقية عدة بعد تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي.وفي مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أشاد الجبوري بالعملية التي أفضت إلى دحر «داعش» من الرمادي في محافظة الأنبار، وطالب بـ«البناء على زخم هذه المعركة لتحرير المناطق الأخرى، ولاسيما الموصل». وتعد مدينة الموصل الواقعة في محافظة نينوى أحد أبرز معاقل تنظيم داعش المتشدد في العراق، وكان قد سيطر عليها في يونيو 2014 إثر الانسحاب المفاجئ للجيش العراقي والقوات الأمنية الأخرى.وقال رئيس البرلمان العراقي «لقد كان تحرير الرمادي في الأيام الأخيرة من عام 2015 لحظة نجاح نادر في العراق، وأعطت العراقيين فرصة لدراسة ما يصلح وما لا يصلح القيام به في القتال ضد داعش».
وأضاف أن تحرير الرمادي ولّد «زخماً ينبغي لنا الاستفادة منه إذا كنا نريد حقاً أن نطرد داعش من الأراضي العراقية، بما في ذلك من مدينة مهمة مثل الموصل، واتخاذ الخطوات الأولى نحو مصالحة حقيقية بالعراق»، حسب موقع «سكاي نيوز عربية» الذي نقل المقال.لخص الجبوري أسباب نجاح عملية دحر «داعش» من الرمادي بثلاثة عوامل مهمة، هي الضربات الجوية الأميركية و«المشورة العسكرية والاستخباراتية» والتعاون بين الجيش العراقي والحكومة المحلية في محافظة الأنبار. إلا أن العامل الحاسم في هذه العملية، وفق الجبوري، تمثل بالاستفادة من «إمكانات العشائر السنية والمجتمعات المحلية في المنطقة»، وليس ميليشيات الحشد الشعبي التي ارتكبت في عمليات سابقة انتهاكات وفظائع. واعتبر الجبوري أن تحرير الرمادي كسر طريقة القيام بالعمليات السابقة، التي قامت خلالها الميليشيات الطائفية غير المشروعة التي تحصل على الرواتب الحكومية كجزء من قوات الحشد الشعبي. وأشار في هذا السياق إلى إقدام هذه الميليشيات على اجتياح المدن والقرى التي تم تحريرها والقيام بأعمال قتل انتقامية وتدمير المنازل والمساجد، وقد وثقت منظمة العفو الدولية وغيرها من الجماعات تلك الفظائع.
وأكد الجبوري أن الميليشيات منعت الكثير من الناس في محافظات صلاح الدين وديالى التي استعيدت من «داعش» العام الماضي من العودة إلى ديارهم وأجبروا على العيش في مخيمات مؤقتة، وفي مدن مثل المقدادية.واستخدمت ميليشيات الحشد الشعبي محاربة متشددي «داعش» كغطاء لشن حملة بشعة من التطهير العرقي التي سببت نشوب معارك متكررة وأعمال العنف تستمر حتى اليوم، حسب ما أضاف رئيس البرلمان العراقي، وإذ شدد على ضرورة عدم الرجوع إلى استراتيجية فاشلة والسماح للميليشيات الطائفية بمحاربة «داعش» ومن ثم ارتكاب فظائع ضد المدنيين، فإنه أكد على أهمية البناء على نجاح الرمادي كنموذج، في الوقت الذي ننظر فيه نحو تحرير الموصل.ورغم أن منظمات حقوقية دولية دانت الفظائع التي ارتكبتها ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران في مناطق عراقية بعد طرد «داعش» منها، فإن السلطات العراقية لن تتخذ أي إجراءات حقيقية لمحاسبة المسؤولين وقيادات هذه الجماعات.
وقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، الثلاثاء، في هجوم انتحاري استهدف عمالاً متجمعين في ساحة الطيران وسط بغداد تبناه تنظيم «داعش»، كما أوقع الهجوم 27 جريحاً وفق مسؤولين أمنيين وصحيين، فيما تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف الجوي في محافظتي صلاح الدين والأنبار، خصوصاً في مناطق جزيرة الخالدية، حيث يجري العمل على تطهيرها من عناصر «داعش» كما تستعد القوات العراقية لاقتحام مدينة هيت على وقع قصف جوي كثيف تمهيداً لاستعادتها.وقال الناطق باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن إن انفجار ساحة الطيران كان بواسطة انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه وسط العمال، وليس بعبوة ناسفة، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المواطنين. وأعلن تنظيم «داعش» في بيان نشر على مواقع قريبة منه مسؤوليته عن الهجوم الذي قال إنه أوقع أربعين ما بين قتيل وجريح.وقالت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة، إن طيران الجيش نفذ ضربة جوية على مواقع عصابات «داعش» في جزيرة صلاح الدين شمال غرب الصينية، أسفرت عن تدمير سيارة عسكرية، فضلاً عن مقتل 25 إرهابياً بينهم قناصون كانوا يقومون بالرمي باتجاه القطعات المتواجدة في المناطق المذكورة.
وذكر مصدر عسكري عراقي أن الطيران الحربي للتحالف الدولي قصف أحد مضافات تنظيم «داعش» خلف مستشفى هيت العام القديم غرب الرمادي، ما أدى إلى تدمير المضافة، وقتل 20 عنصرامن تنظيم «داعش» فيها. في حين قال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، إن قوة أمنية من الجيش تابعة للفرقة العاشرة وبمساندة القوات الأمنية تمكنت، الثلاثاء، من قتل سبعة عناصر من «داعش» وتدمير سيارة عسكرية شرق منطقة البوعبيد شرقي الرمادي. وأضاف أن القوات الأمنية تواصل عملياتها العسكرية لتحرير وتطهير مناطق جزيرة الخالدية من تنظيم «داعش»، موضحاً أن الظروف الجوية أبطأت تقدم تلك القوات في عملياتها.
وأعلن قائد عمليات الجزيرة اللواء علي إبراهيم دبعون، إن طائرات التحالف الدولي وجهت ضربات عنيفة ضد أهداف لتنظيم «داعش» في مدينة هيت، مشيراً إلى أن القصف هو تمهيد لاقتحام هيت من قبل القوات الأمنية وبمشاركة مقاتلي العشائر لاستعادة السيطرة عليها. وفي غضون ذلك، نشر تنظيم «داعش» صوراً لما قال إنه إعدام خمسة أشخاص بتهمة التجسس لمصلحة الحكومة العراقية، بينهم فتى لا يتجاوز عمره 15 عاماً في محافظة الأنبار غرب بغداد. ونشر التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي «تقريراً مصوراً» حول «تصفية الجواسيس»، بحسب التعليقات المرفقة، تظهر خمسة أشخاص قبل وبعد قتلهم بطرق مختلفة. وأعلن مصدر أمني عراقي بمحافظة صلاح الدين أمس مقتل 11 شخصاً بينهم نساء وأطفال على أيدي مسلحين في مدينة سامراء. وقال المصدر إن «المنزل يعود لعائلة أحد رجال الشرطة الذي كان ضمن القتلى أيضاً»، مبيناً أن «لا معلومات لدى الشرطة حتى الآن عن الفاعلين».
و شنّت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أربع غارات جوية الاثنين على مواقع مسلحي «داعش» في العراق. وقالت القيادة المشتركة لعمليات التحالف في بيان أمس، إن الغارات الأربع وجهت قرب مدن هيت وسنجار والسلطان عبدالله، واستهدفت مواقع قتالية ومنزلاً كان يستخدمه مسلحو «داعش».
أرسل تعليقك