أعدمت أجهزة المخابرات السرية الروسية، مسؤولين عسكريين يشتبه في أنَّهم أسقطوا الطائرة الماليزية "MH17" شرق أوكرانيا في تموز/ يوليو من العام الماضي، وفقًا لما أكدته مصادر شاركت في تحقيق هولندي رسمي، حول سقوط الطائرة الماليزية.
وكشف التحقيق الهولندي أنَّ صاروخًا من طراز "باك"، أُطلق من الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون في أوكرانيا، تسبب في إسقاط طائرة من طراز "بوينغ 777"، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها، ويبلغ عددهم 298 راكبًا.
وأفاد تقرير صادر عن مؤسسة الإذاعة الهولندية، أنَّه من المرجح بشدة أن أفراد عسكريين روسيين، أطلقوا الصواريخ من السماء على الطائرة الماليزية، وفقًا لما أفادت به مصادر في الشرطة وجماعة من المحققين يعملون على التحقيق في فقدان الطائرة الماليزية.
وصرَّح الصحافي الهولندي، روبرت باس، بأنَّ هناك مصادر تفيد بأنَّ هؤلاء العسكريين، قد غيروا هوياتهم أو أعدمتهم المخابرات الروسية من أجل إخفاء كل شيء، مضيفًا "للأسف لن تكون هناك محاكمة للمذنبين في نهاية المطاف، وسيقتصر الأمر على صدور تقرير عن نتائج التحقيق".
وزعمت مصادر بأنَّ المحققين لم يتمكنوا من تعقب المتورطين في إطلاق الصواريخ على الطائرة الماليزية.
وتشكو مصادر قريبة من التحقيق من أنهم مراقبون من قبل الأجهزة السرية الروسية التي تحاول اختراق أنظمة أجهزة الحاسوب الخاصة بهم، وتزرع برامج للتجسس على هواتفهم الذكية، وفق التقرير الصادر عن مؤسسة الإذاعة الهولندية.
وأوضحت أنَّ الهواتف وأجهزة الحاسوب المحمولة، التي يستخدمها المحققون في أوكرانيا، قد تم تدميرها، بسبب اختراقها من قبل برامج التجسس، مضيفة أنَّ أجهزة الاتصالات المنزلية لضباط الشرطة الذين يشاركون في التحقيق، قد تمت إزالتها لأنها كانت ملوثة ببرامج التجسس.
يُذكر أنَّ التحقيق الذي طال انتظاره في تحطم الرحلة "MH17"، لن يكشف النقاب عن نتائجه قبل تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وتقول الإذاعة الهولندية أنَّها تستند في مزاعمها على مصادر عدة من الشرطة ومجموعة من المحققين.
ونفت روسيا بشدة أي دور لها في إسقاط الطائرة الماليزية، كما نفت مزاعم بأنَّ الطائرة، قد تم إسقاطها من قبل متمردين مواليين لموسكو.
وأبرز التحقيق الهولندي الرسمي أنَّ كل الأدلة تتجه صوب اتجاه واحد، وهو سقوط الطائرة، عن طريق هجوم أرضي بصاروخ "باك"، وبالرغم من أن هذا التحقيق تناول بالفحص أكثر من مليون وثيقة وأشرطة وصور، إلا أنه لم يفصح عن أي سيناريوهات أخرى محتملة حول سقوط الطائرة الماليزية.
وأضاف الصحافي الهولندي "هذا هو السيناريو الأكثر احتمالًا؛ ولكنه ليس الوحيد، وهناك خيارات أخرى قيد التحقيق والدراسة".
ونقلت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية، بالأمس عن خبير قوله: إنَّ الثقوب في جسم الطائرة الماليزية لا تطابق الأضرار الناجمة عادة عن طريق صاروخ "BUK".
وأوضح أنَّه "تم العثور على ما لا يقل عن تسعة ثقوب التي تمثل نموذجا من الأضرار الناجمة عن صاروخ جو-جو، ما يوحي بأنَّ الطائرة الماليزية، قد سقطت إثر إطلاق طائرة لصاروخ عليها".
وفي حين تشير الحكومات الغربية بالبنان إلى أنَّ نظام صواريخ "باك" هو الذي تسبب في سقوط الطائرة الماليزية، في 17 تموز/ يوليو من العام 2014، إلا أن الاستنتاج الذي توصل إليه التحقيق الهولندي سيكون ضربة مدمرة لموسكو.
أرسل تعليقك