الشارقة – صوت الإمارات
تضطلع جمعية "الشارقة الخيرية" بدور مهم في إكمال مسيرة الإمارة الخيرية التي داوت أياديها البيضاء آلام المنكوبين، وأسعفت المحتاجين في مختلف بقاع الأرض، وتسترشد بوصلتها الإنسانية ومنظومتها المتناسقة بفكر عضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الشارقة في العمل الإنساني الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حيث أولى القاسمي عناية كبيرة بالبنية التحتية للعمل الإنساني في الإمارة، فأنشأ مع بداية قيام الاتحاد صرح مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية للعناية بذوي الاحتياجات الخاصة، داعمًا المدينة بنادٍ للمعاقين لتجاوز مرحلة الرعاية إلى مرحلة التمكين، ولحرصه على تأمين الاحتياجات الإنسانية داخل الدولة وخارجها، أصدر مرسومًا أميريًا، بإنشاء جمعية الشارقة الخيرية .
ومع رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة حرم حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، اتسعت قنوات العمل الإنساني لتشمل حملات "سلام يا صغار" الهادفة إلى مساعدة أطفال فلسطين عبر آلية مستدامة وعمل مؤسسي غير مرهون بأوضاع كارثية راهنة، وقد امتدت تلك الحملات لتشمل أطفال سوريا ولبنان من خلال حملة "القلب الكبير"، التي استطاعت لفت أنظار الإنسانية إلى تلك المآسي، كما شكلت خمس جمعيات في الإمارة صديقة للمرضى، لتنهض بمسؤوليتها حيال رفع الوعي والدعم بشتى أنواعه، ولدورها البارز، منحتها منظمة الغوث الإنساني لقب المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين .
ومن هذا المنطلق الإنساني البحت، حرصت الجمعية على إثراء الساحة الخيرية منطلقة من إيمانها الشامل والكامل بأن منظومة العمل الإنساني تؤدي أهدافها بالجهود الجماعية المتنوعة، وإيمانها التام بأن المسؤولية المجتمعية هي واجب ديني وأخلاقي ووطني، حيث تهدف رؤية الجمعية إلى الريادة في التنمية المستدامة للأعمال الإنسانية، فيما تتمحور رسالتها حول كونها جمعية خيرية إماراتية، رائدة في تأمين الاحتياجات الإنسانية طوال العام للمستحقين داخل الدولة وخارجها، من خلال المشاريع الوقفية والتبرعات العينية .
وتتمثل الأهداف الاستراتيجية للجمعية بتحقيق أعلى مستويات الدعم والمساندة للمستحقين، وتعزيز ثقافة الرعاية والكفالة لمستحقيها، فضلًا عن ضمان تقديم التسهيلات الإغاثية، وفق المعايير الدولية، والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة .
وتضطلع الجمعية بـ 8 مشاريع محلية، تتمثل في حملة رمضان، وحملة الأضحى، وكسوة العيد، إضافة إلى حملة تيسير الحج والعمرة، والمساعدات الشهرية، والمساعدات المقطوعة، وعلاج المرضى، وبناء المساجد .
فيما تضطلع بـ 7 مشاريع على المستوى الخارجي تتمثل في بناء المساجد، وحفر الآبار، والمشاريع التعليمية، والصحية، والعامة، والكفالات، والإغاثة العاجلة .
وقدمت جمعية الشارقة الخيرية مشروعين رائدين داخل الدولة؛ هما فرحة مجتمع العرس الجماعي ومسكني راحة بالي، حيث أقامت الجمعية أول عرس جماعي في الشرق الأوسط عام 1990 وكان وراء هذا الحدث التاريخي الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حيث بادر بإنشاء دعم لجنة الزواج، وجاءت الاحتفالية بتلك المناسبة في أزهى حلة في متنزه الجزيرة، حيث احتفل الجميع بزواج "21" عريسًا مواطنًا، وقد شهد الحفل عدد من الشيوخ والوزراء والمسؤولين وأهالي العرسان وأصدقائهم، وتم توزيع العديد من الهدايا التي أهديت للعرسان من الشيوخ والضيوف وبعض المؤسسات المجتمعية. فيما نظمت الجمعية العرس الجماعي الثاني 2013 حيث جاءت هذه المبادرة المجتمعية لمساعدة أشخاص كثر من ذوي الدخل المحدود ممن لا تشملهم منحة صندوق الزواج، وقد تم الاحتفال بزواج "56" عريسًا من المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، تحت مسمى "عرس شارقة الخير الثاني"، وانطلاقًا من اهتمام الحكومة الرشيدة في الإمارة بتوفير الحياة الكريمة للمواطن وأسرته ومتابعة أوضاعهم المعيشية عن قرب، وتسخير كل سبل الراحة لهم؛ جاءت فكرة مشروع "مسكني راحة بالي" .
كما قدمت الجمعية مشاريع رائدة خارج الدولة كمشروع سحاب الخير، وعدد من الحملات الطبية، حيث تم تأسيس لجنة مشتركة بين جمعية الشارقة الخيرية والعربية للطيران في عام 2007 تهتم بجمع التبرعات النقدية على
متن رحلات العربية للطيران، وفقًا للنصوص المتفق عليها، وتسمى "لجنة سحاب الخير"، ومقرها جمعية
الشارقة الخيرية، لتجسيد الشراكة المجتمعية بين المؤسسات وتفعيل العمل التطوعي بين جميع
أفراد ومؤسسات المجتمع، وتيسير التبرع للمشاريع الخيرية، وتوفير خيارات متعددة للراغبين بالمساهمة فيها ونشر ثقافة العمل الخيري كرسالة تسامح وتكافل بين جميع الشعوب .
إذ تقوم العربية للطيران بالترويج للمشاريع الخيرية التي تقوم بها جمعية الشارقة الخيرية، على متن رحلاتها وجمع التبرعات من المسافرين وتسليمها لجمعية الشارقة الخيرية، لتوجيهها نحو المشاريع الخيرية المختلفة في أنحاء العالم، ومنها "بناء مساكن للفقراء -بناء مستوصفات وعيادات طبية -حفر آبار -بناء المدارس والفصول الدراسية" .
وشملت مشاريع سحاب الخير الكثير من الدول منها على سبيل المثال لا الحصر "سيريلانكا، السودان، اليمن، الهند"، وأينما كانت وجهة طيران العربية يتم تنفيذ مشروع سحاب الخير في الدولة المعنية .
وتعتبر الحملات الطبية من المشاريع الرائدة للجمعية، حيث تسعى من خلالها لاستبدال الأمل بالألم، من خلال قيام كوادر مميزة بعلاج العديد من المرضى الذين يعانون ويتألمون في عدد من الدول الفقيرة خصوصًا الأطفال، وتستهدف كذلك الأمراض الأكثر شيوعًا .
ومن هذه الحملات، حملة القلوب الصغيرة، التي تنفذها الجمعية في عدد من الدول الفقيرة لعلاج الأطفال، الذين لديهم مشكلات وتشوهات خلقية في القلب، فيما تنفذ الجمعية حملة مكافحة العمى في عدد من الدول الفقيرة لعلاج الأشخاص الذين يعانون مشكلات بصرية، تتمثل في تجمع المياه البيضاء في العين أو غيرها من الأمراض التي تصيب العيون .
وتسعى الجمعية إلى ترسيخ ثقافة الرعاية والكفالة لمستحقيها وزيادة الوعي المجتمعي والإنساني بها، ومن هذا المنطلق، أُنشئت لجان تدعم هذه المشاركات وهي لجنة "أيادي" التي تم تشكيلها بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة الشارقة، سنة ،2009 وهي معنية بنزلاء المنشآت العقابية والإصلاحية، لمساعدة أسرهم التي فقدت المعيل، وتأهيل المفرج عنهم، ليعودوا ضمن المنظومة المجتمعية منتجين وفاعلين ، وقد نتجت الفكرة من توجهات قيادتنا الرشيدة بأن نمد الأيادي الصديقة والمساندة لتلك الفئة، وقد استفادت 4267 أسرة من مساعدات اللجنة البالغة 835 .617 .13 درهمًا خلال 6 سنوات .
وتم تشكيل لجنة تراحم بالتعاون مع منطقة الشارقة التعليمية سنة 2010 وهي معنية بالمعسرين من طلبة المدارس والمساهمة في تسديد الرسوم الدراسية وشراء الحقيبة المدرسية، إلى جانب تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية، وإشراك الطلاب بالأعمال الخيرية التطوعية، وقد استفاد 3459 طالبا وطالبة من مساعدات اللجنة البالغة 811 .855 .16 درهمًا خلال 4 أعوام .
فيما تم تشكيل لجنة صندوق "طالب العلم" بالتعاون مع جامعة الشارقة، سنة 2009 وهي معنية بإزالة كافة العوائق المادية لطلاب جامعة الشارقة من ذوي الدخل المحدود والتي تحول دون اكمال مسيرتهم الدراسية، وقد استفاد 300 .3 طالب وطالبة من مساعدات اللجنة البالغة 857 .730 .6 درهما خلال 5 أعوام .
في حين تم تشكيل لجنة "الأقربون أولى" سنة 2009 وهي معنية بالدعم المادي للمؤسسات والدوائر الخدمية في الإمارة ليتحقق من خلالها المشاركة المجتمعية والارتقاء بتقديم الخدمات لجميع شرائح المجتمع والمساهمة في التخفيف من أعباء تلك المؤسسات، وقد استفادت 100 مؤسسة من مساعدات اللجنة البالغة 890 .107 .8 درهما خلال عام 2009.
وتتطلع الجمعية لتحقيق العديد من الأهداف المستقبلية والتي يتمثل أهمها في دعم برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، ورفع المستوى المعيشي للأسر المتعففة، وزيادة الموارد المالية والوقفية، ومكافحة الفقر والحد من انتشاره، والمساهمة في تمكين المرأة وتنمية مهاراتها .
وتتقدم جمعية الشارقة الخيرية بكلمة شكر للدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لما يبذله من جهد مخلص وعطاء متميز وخدمات جليلة والذي كان لها الأثر الكبير في دعم وإرساء قواعد العمل الخيري في الإمارة، وأتاح هذه البوابة النبيلة لتقود مسارات العمل الإنساني والإنمائي لرفعة البشرية، والشكر موصول لولي العهد ونائب حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، الذي يمضي قدمًا على خطى حاكم الشارقة، على متابعته الحثيثة ودعمه الدائم ونصائحه المتواصلة التي يسديها لنا من أجل رفعة العمل الخيري، ورقيه للوصول إلى مصاف الجمعيات الخيرية المتقدمة .
أرسل تعليقك