أقرّ الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، أقرّ الخطة الأمنية لاستتباب الوضع واستقراره في عدن بعد تحريرها من الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، موجهًا بسرعة عودة الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن؛ لمباشرة مهامها العاجلة لخدمة المواطن.
وجاء ذلك خلال اجتماع استثنائي باللجنة الأمنية العُليا بحضور قيادات أمنية وعسكرية بارزة، ومنهم نائب قائد قوات التحالف العربي في عدن العميد راشد الغفلي وقائد القوات السعودية المقدم عبيد الشمري.
وجرى خلال الاجتماع الاستثنائي مناقشة أبرز القضايا المتعلقة بالمواجهات الدائرة على أبواب صنعاء، وقد أشاد هادي بالتقدم الذي تحرزه قواته على الأرض من خلال السيطرة على فرضة نهم وأجزاء من مديرية بني الحارث، التي تبعد عن العاصمة صنعاء بـ8 كيلو مترات.
ووضع الرئيس اليمني الجميع أمام صورة موجزة عن تطورات الأحداث والوضع العام الذي يتحسن بصورة متوالية من خلال الملاحم البطولية التي يسطرها حماة الوطن في سبيل الانتصار للإرادة الشعبية على قوى الشر والطغيان الحوثي وعلي عبدالله صالح ومن يتحالف معهم من العصابات المسلحة، مشددًا على ضرورة الضرب بيد من حديد لتلك الجماعات والعناصر ومن يحميها أو يتستر خلفها والتي تحاول جر البلاد إلى فوضى خلاقة وتزعزع أمن واستقرار الوطن.
وبشأن الأوضاع في عدن أقرّ الاجتماع الذي عقده الرئيس، بحضور محافظ عدن ومدير أمنها، الخطة الأمنية لاستتباب الوضع واستقراره في عدن بعد تحريرها من المليشيات الانقلابية لتدور عجلة الحياة والبناء والنماء ويلمس المواطن ثمار تضحياته بأنها لم تذهب هدرًا، مشيرًا إلى أن الخلايا والأذرع المزروعة للانقلابيين لن تتمكن من تعكير صفو الحياة من خلال محاولاتهم البائسة لخلط الأوراق عبر التفخيخ والتفجير.
ووجَّه بسرعة عودة الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن؛ لمباشرة مهامها العاجلة لخدمة المواطن بعد تحريرها من الانقلابين، وأقرّ أثناء الاجتماع نشر قائمة بأسماء العناصر المطلوبة أمنيًا، والتي يجب تسليم نفسها للأجهزة الأمنية تجنبًا لأيّة تداعيات لا يحمد عقباها.
وميدانيًا اختطف مسلحون مجهولون، الاثنين الماضي، العميد ركن منصور صالح الحنشي برفقة نجله في مديرية المنصورة في محافظة عدن، ويتولى العميد الحنشي صرف مرتبات عسكريين جنوبيين في بلدة المنصورة، حيث يعمل الضابط الأمني نائبًا لمدير التوجيه المعنوي وحاليًا رئيسًا لإحدى لجان صرف مرتبات العسكريين الجنوبيين ضمن قوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية.
وتعرض منزل المدير العام لمديرية البريقة، هاني اليزيدي، لهجوم نفذه مسلحون مجهولون بإلقاء قنبلة على منزله، حيث أفادت المصادر بأن المنزل لم يتعرض لأي أضرار أو إصابات من أفراد أسرته.
وفي محافظة الجوف أفادت الأنباء بوصول تعزيزات كبيرة من لواء الفتح التابع للجيش اليمني إلى منطقة خب الشعف في خطوة لمحاصرة معسكر الخنجر الإستراتيجي في منطقة اليتمة بالمديرية، وتُعد مديرية خب والشعف موقعًا مهمًا حيث تربط محافظات صعدة وصنعاء ومأرب وعمران وحضرموت، ويعتبر معسكر الخنجر آخر المعسكرات في محافظة الجوف، التي مازال يوجد فيه ميلشيات جماعة الحوثي.
ونفذت كتيبة المهام الصعبة المرابطة في فرضة نهم، إحدى مديريات العاصمة صنعاء، أول عملية نوعية؛ حيث ذكر مصدر عسكري في الجيش الوطني اليمني أن كتيبة المهام الصعبة نفذت عملية نوعية فاجأت بها ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح وسيطرت على رتل عسكري كامل كان في طريقه لتعزيز المليشيات.
وفي العاصمة صنعاء أغلق الحوثيون مقر نقابة الصحافيين اليمنيين، في مؤشر خطير ضمن سلسلة الانتهاكات التي تقوم بها تلك الجماعة تجاه الصحافيين والإعلاميين في اليمن.
هذا وشنّ رجال الشرطة والأمن، والمقاومة الجنوبية في محافظة عدن، بمساندة طائرات "الأباتشي" التابعة للتحالف العربي هجومًا مباغتًا فجر الثلاثاء الماضي، على أوكار الجماعة المتطرَفة التي تنتشر في مديرية المنصورة، التي تشهد عشرات الاغتيالات والاختطافات تُنفذها تلك الجماعات بحق الكوادر الأمنية والعسكرية والقضائية.
وسُمع أصوات انفجارات قوية تهز البلدة ناتج عن قيام طائرات الأباتشي بإطلاق صواريخ على بعض الأوكار التي يوجد فيها المتطرفون، حيث شوهد عدد من الدراجات النارية وهي تحترق والتي عادةً ما يستخدمها لتنفيذ أيّة أعمال تخل بالأمن من خلال الاغتيالات ضد المسؤولين.
وتأتي هذه الحملة بعد ساعات من اجتماع استثنائي عقدته اللجنة الامنية العُليا برئاسة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وبحضور محافظ عدن ومدير أمنها لمناقشة الأوضاع الأمنية التي تُعاني منها عدن.
وذكر مصدر أمني أن الوحدات الأمنية التي يشرف عليها وزير الداخلية اللواء حسين عرب ومحافظ عدن عيدروس الزبيدي، ومدير الأمن العميد شلال شايع سيطرت على مختلف مداخل ومخارج مديرية المنصورة في عدن، وطاردت المسلحين، مشيرًا الى أن المسلحين يحاولون التحصن في مناطق مكتظة بالسكان.
وأكد المصدر ذاته أن الأجهزة الأمنية عازمة على تطهير المنصورة بشكل كامل من الجماعات المتطرفة المسلحة، مطمئنًا السكان بأن المنصورة خلال ساعات ستكون تحت سيطرة رجال الأمن بشكل كامل.
وأوضح بيان صادر عن إدارة الإعلام والتوجيه في شرطة عدن، أن وحدات من الأجهزة الأمنية في عدن بمساندة رجال المقاومة نفذت فجر الثلاثاء الماضي، حملة أمنية لتمشيط مديرية المنصورة وإخراج الجماعات المسلحة من العابثين بالأمن والاستقرار ومرتكبي جرائم القتل والاغتيالات والتفجيرات، التي استهدفت قيادات الدولة ورجال الأمن والمواطنين.
وذكرت شرطة عدن أن هذه الحملة الامنية تأتي امتدادًا للخطة الأمنية الأولى ووفقًا للاجتماع الذي عقد للجنة الأمنية العليا، بمشاركة قيادات من قوات التحالف العربي، وخرج الاجتماع بالموافقة على تنفيذ الخطة الأمنية لاستتباب الوضع الأمني واستقراره في عدن بعد تحريرها من الحوثيين والمخلوع صالح واستكمال خطة الانتشار الأمني صوب بقية المديريات، التي كانت تعبث بها الجماعات المسلحة المُتطرَفة وفي مقدمتها مديريات المنصورة والشيخ عثمان ودار سعد.
ولفت البيان إلى أن وحدات من الأمن توغلت في شارع التسعين والأحياء السكنية القريبة منها بعد تمكنها من تأمين جولة كالتكس والخط الرابط بين البريقة والمنصورة.
وبدأت قوات الأمن تنفيذ حملة ملاحقة للجماعات المسلحة التي انسحبت من موقع الاشتباكات في أطراف المنصورة تجاه جولة كالتكس والبلدية والغزل والنسيج إلى المجلس المحلي، حيث توعدت الأجهزة الأمنية والمقاومة بضربات موجعة للجماعات المسلحة.
وأشار مصدر أمني إلى أن الوقت حان لتطهير المنصورة من الجماعات المسلحة التي عرقلت عجلة الأمن والبناء من خلال تنفيذ الاغتيالات وتفخيخ السيارات وتفجيرها فوق رجال الأمن وقيادات الدولة والمواطنين؛ لغرض زعزعة الأمن والاستقرار لصالح أجندة تتبع الحوثيين وعفاش، وأن الأجهزة الأمنية قررت تطهير مديرية المنصورة من هذه الجماعات المتطرفة وبسط الأمن والاستقرار فيها بعد رفض هذه الجماعات تسليم أنفسها للأجهزة الأمنية والضرب بيد من حديد لمن تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار العاصمة عدن.
وأعلنت أجهزة الأمن أنه في الساعات المقبلة ستكون هناك مفاجآت جديدة وسيتم الإعلان عنها لاحقًا حتى يتم بسط الأمن والاستقرار في عموم مديريات المنصورة والشيخ عثمان ودار سعد، وتطبيق خطة الانتشار الأمني المعلن عنها مسبقًا ضمن المرحلة الثانية للخطة الأمنية حتى تشمل جميع مديريات العاصمة عدن.
أرسل تعليقك