أثارت خطوة الاكراد في سورية قيام نظام فيدرالي في المناطق التي يسيطرون عليها في شمال البلاد، خلال اجتماع عقد في مدينة "رميلان" في محافظة "الحسكة"، ردود فعل دولية رفضت بإجمالها هذه الخطوة واعتبرتها خطوة تقسيمية لسورية.الرد الأول جاء من "الائتلاف السوري المعارض" الذي أكد رفضه للنظام الفيدرالي الكردي، محذرا من تشكيل "كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري".
واكد الائتلاف في بيان، "لا مكان لأية مشاريع استباقية تصادر إرادة الشعب السوري"، محذراً "من أي محاولة لتشكيل كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري". ومشدداً على ان "تحديد شكل الدولة السورية، سواءً أكانت مركزية أو فدرالية، ليس من اختصاص فصيل بمفرده"، بل سيتم ذلك "بعد وصول المفاوضات إلى مرحلة عقد المؤتمر التأسيسي السوري الذي سيتولى وضع دستور جديد للبلاد".
وحذرت الحكومة السورية أيضاً مما اعتبرته "النيل من وحدة" سورية، وفق ما نقلت وكالة الاعلام الرسمية "سانا" عن مصدر في وزارة الخارجية.
وقال المصدر ان الحكومة السورية "تحذر أي طرف تسول له نفسه النيل من وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية تحت أي عنوان كان بمن في ذلك المجتمعون في مدينة الرميلان" في محافظة الحسكة (شمال شرق) حيث تم اعلان النظام الفدرالي. واكد ان "طرح موضوع الاتحاد أو الفيدرالية سيشكل مساسا بوحدة الأراضي السورية (...) ولا قيمة قانونية له".
واعلنت الخارجية الأميركية انها "لا تعترف بمناطق حكم ذاتي داخل سورية"، على الرغم من دعمها وحدات حماية الشعب الكردية، التي اثبتت انها الاكثر فعالية في قتال تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".وقال مسؤول تركي كبير من جهته، إن "تركيا تعارض أي خطوات منفردة لإقامة كيانات جديدة في سورية على أساس عرقي وذلك في الوقت الذي وافقت فيه المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سورية على إقامة نظام اتحادي في شمال البلاد".
وأضاف : إن "انسحاب روسيا الجزئي قد يلطف الأجواء هناك. وينبغي أن تظل سورية واحدة دون إضعافها، وينبغي أيضاً أن يقرر الشعب السوري مستقبل بلاده بالاتفاق وبموجب دستور. وان أي مبادرة منفردة ستضر بوحدة سورية".
وكان ممثلو الأكراد اجتمعوا في اليومين الماضيين بمشاركة حوالي ٢٠٠ شخص لمناقشة موضوع الفيديرالية، وتوصلوا إلى إعلان الاتحاد بين "روج آفا وشمال سورية"، على أن تشمل لاحقاً مدينة الرقة بعد طرد "داعش" منها بدعم التحالف الدولي.
وقد عقد المؤتمر في نادي "العمال"، الذي كان مركزاً لحزب "البعث" الحاكم في مدينة الرميلان التي تضم أحد أكبر آبار النفط السورية، وناقش وثائق الفيديرالية. وتتحدث مسودتا وثيقتي "المجلس التأسيسي" عن خلفيات تاريخية و "الدمار الذي سببته الدولة القومية" للوصول إلى أن "الحل الواقعي هو نموذج الأمة الديموقراطية والفيديرالية الديموقراطية".
وقال رئيس "الاتحاد الديموقراطي الكردي" صالح مسلم إن "سورية ذات الحكم الواحد والحكم المركزي انتهت، وبدأت أمس خطوة رئيسة في تأسيس سورية الفيديرالية الديموقراطية. واضاف: نحن ضد الحكم الواحد وضد المركزية المطلقة، ونؤيد اللامركزية، وإعلان الفيديرالية يعزز وحدة سورية على أساس علاقة جديدة بين الأقاليم ودمشق- المركز".
وأعلن مسلم إن المؤتمرين انتخبوا رئيسين للاتحاد واختاروا لجنة من ٣١ شخصاً لوضع أسس «الفيديرالية» خلال ستة أشهر في مؤتمر تأسيسي يعقد بحضور ٢٠٠-٣٠٠ شخص.
وأوضح: "نحن مع اللامركزية، لكننا ضد المركزية المطلقة ونظام الحكم الواحد"، مشدداً على أن دمشق عاصمة البلاد ومركز الاتحاد الفيديرالي، لكن صلاحيات إدارة البلاد والتنسيق بين الأقاليم خاضع للحوارات مستقبلاً بما ذلك السياسية الخارجية والدفاع وإدارة ثروة البلاد.
وأطلع مسلم ومسؤولون أكراد مسؤولين أميركيين وروساً على وجهات نظرهم إزاء الإدارات الذاتية والفيديرالية باعتبارها نماذج لسورية المستقبل، لكنه حرص على التأكيد "أننا لم نأخذ إذن احد وأي دولة»، وقال إن أي اتصالات رسمية لم تجر بعد إعلان أمس سوى ما سمعناه بالإعلام، مع العلم أن موسكو أكثر المتحمسين لـ "الخيار الكردي" سياسياً وعسكرياً.
يذكر أن الاكراد لم يدعوا الى مفاوضات "جنيف" بجولتيها الاول والثانية برغم مطالبة روسيا بضرورة اشراك حزب "الاتحاد الديموقراطي" الأكبر بين الاحزاب الكردية.
أرسل تعليقك