طرابلس ـ فاطمة السعداوي
عثرت كتيبة تابعة للجيش الليبي على كمية ضخمة من الصواريخ الحرارية «صاروخ C5» في مقر كتيبة راف الله السحاتي في منطقة الهواري في مدينة بنغازي. وأعلنت رئاسة أركان القوات الجوية ،فجر الأحد ، إن الكتيبة قامت بتسليم «800 صاروخ C5» إلى القيادة العامة للجيش .وتعد كتيبة راف الله السحاتي من أهم وأقوى الكتائب التي كانت تقاتل ضد قوات الجيش في بنغازي .
وتمكنت الأجهزة الأمنية الليبية من اعتقال مسلحين فرّوا من بنغازي التي شهدت، السبت، استمرارا" لتقدم الجيش باتجاه آخر معاقل الجماعات المتشددة في المدينة الواقع شرقي ليبيا. ونشرت وكالة الأنباء الليبية إن "النقطة الأمنية في مدخل مدينة شحات" ألقت القبض على "عشرة إرهابيين فارين من مدينة بنغازي تسللوا في شاحنة على متنها ثلاجة لنقل الأسماك".
ونجح الجيش الليبي خلال عملية أطلق عليها "دم الشهيد" انطلقت الأسبوع الماضي، في إلحاق هزائم بالجماعات المتشددة ولاسيما "داعش،" التي كانت تتحصن في بعض المناطق في بنغازي. وبعد تحرير منطقة الليثي وأحياء أخرى، استمرت القوات الحكومية في عمليات تطهير المدينة، حيث أفيد، السبت، عن "تحقيق تقدم كبير في محور منطقة النواقية" جنوب غربي المدينة.
وقرَّر قائد الجيش الليبي، الفريق أول خليفة حفتر، تشكيل لجنة للتحكُّم في مداخل ومخارج مدينة بنغازي، شرق البلاد، في إطار حملته لتطهير المدينة من العناصر المتطرفة، بينما يواصل الجيش الليبي تقدمه في محور الصابير وسوق الحوت في المدينة، ضمن "حملة الشهيد" التي أطلقها قبل أيام.
وأكد مدير المكتب الإعلامي في الجيش الليبي، خليفة العبيدي، أن الجيش بدأ، السبت، قتاله في محور منطقة "قنفودة" ضد العناصر المتطرفة ومحاصرة المجموعات الأخرى في الصابري وقنفودة فقط، وأن كتائب الجيش بمساندة شباب الأحياء يقتحمون المنطقة وحققوا تقدمًا كبيرًا فيها. وأوضح العبيدي أن فرق أخرى من الجيش تمشّط وتؤمِّن الليثي والهواري؛ لتمكين السكان من العودة إلى بيوتهم بعد غياب أكثر من عام، وأن قوات الجيش تمكنت من أسر العشرات من مقاتلي تنظيم داعش من ذوي الجنسيات العربية والأفريقية إضافة إلى قادة ليبيين، مشددًا على أن معركة حسم بنغازي شارفت على الانتهاء ولن تستمر أكثر من أسبوع.
وأكد معاون "مجموعة عمليات عمر المختار"، التابعة للجيش الليبي، العقيد كمال الجبالي، السبت، أن سلاح الجو الليبي استهدف خلال اليومين الماضيين مواقع عدة تابعة لتنظيم "داعش" في ضواحي درنة، وأن سلاح الجو دمر مخزنًا للذخائر والأسلحة، فضلاً عن تدمير عدد من الآليات في منطقة الحجّاج المطلة على باب طبرق في الساحل في درنة، موضحًا أن سلاح الجو شنّ غارات على مواقع للتنظيم في حي 400 الشرقي، أسفرت عن مقتل العشرات من المسلحين، فضلاً عن تدمير أربع سيارات ملغومة.
وتسلم الجيش التونسي في المنطقة العازلة، جنوب شرق البلاد، شخصين من السلطات الليبية أحدهما تونسي والثاني جزائري متهميّن بالضلوع في عمليات متطرفة في تونس، وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية، السبت، أنّ المتهمين انتقلا إلى ليبيا من تونس، وأن عملية التسليم تمّت في إطار التنسيق بين السلطات التونسية والليبية على الحدود المشتركة.
وفشل مجلس النواب الليبي، السبت, في تحديد مصير حكومة الوفاق الوطني، المنبثقة عن جلسات الحوار السياسي، ما عكس عمق الانقسامات داخله والخلافات الحادة بين فريقين، أحدهما يؤيد الحكومة، وآخر يعارضها.
واعتبر عضو مجلس النواب طارق الجروشي “أن الحكومة التي تقدم بها فائز السراج لا تلبّي طموحات الليبيين”، مضيفا “الوطنيون داخل مجلس النواب لن يرضوا بهذه الحكومة المعيبة”. وأشار الجروشي، إلى أنه قبل اعتماد حكومة ومنحها الثقة “يجب أن نمنح ضمانات لتنفيذ الشروط التي أعطيت لنا أثناء المشاركة في الحوار السياسي قبل شهور”.
وأكد عضو مجلس النواب خليفة الدغاري أن “كتلة السيادة الوطنية في البرلمان، والتي تتكون من 50 عضوًا، قررت عدم منح الثقة للحكومة الجديدة”. وأضاف الدغاري “اطلعنا في مجلس النواب على السّير الذاتية للوزراء الذين قدمهم فائز السراج في تشكيلته الحكومية، فوجدنا أنهم لا يملكون المؤهلات والقدرة الكافية للخروج بالبلاد من الأزمات التي تمر بها، واتصل رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بالمبعوث الأممي في ليبيا مارتن كوبلر، وأبلغه بذلك”.
وأيّد 100عضو في مجلس النواب من أصل 200 هم إجمالي عدد نواب البرلمان، بينهم 15 من المقاطعين، موقف حكومة السراج. وأصدروا النواب بيانا أعلنوا فيه منحهم الثقة للحكومة الجديدة، متّهمين زملاء لهم مناهضين للحكومة بـ”تعطيل الجلسات بالقوة”. وقال البيان إن “النواب الرافضين لحكومة الوفاق منعوهم بالقوة من إجراء التصويت على منح الثقة للحكومة، رغم بلوغ النصاب القانوني للجلسة”. كما استنكروا “اقتحام قاعة البرلمان من بعض الرافضين للاتفاق، ونشرهم الفوضى، وتهديدهم النواب، ومنعهم من التصويت”. من جانبها استنكرت عضو مجلس النواب فوزية أبو غالية، في تدوينة على صفحتها في “فيسبوك”، “منع النواب المعارضين لحكومة الوفاق الوطني، عقد جلسة الثلاثاء، عبر الضغط على بعض النواب بعدم تسجيل حضورهم في كشف حضور الجلسة، ومطالبتهم بعدم الدخول إلى القاعة”. وقالت أبو غالية “الكثير من النواب الداعمين للحكومة دخلوا القاعة، ولكن للأسف ساد جو من الهرج والمرج، وتبادل الاتهامات، والتخوين، والشتائم، وتم الضغط على رئيس البرلمان لإلغاء الجلسة”.
وطالب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر، أعضاء مجلس النواب بـ”الاضطلاع بمسؤولياتهم، وفقا للاتفاق السياسي، والقيام بما فيه مصلحة ليبيا وشعبها، من خلال اعتماد حكومة الوفاق الوطني”.
أرسل تعليقك