واصلت طائرات قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، دك مواقع "الحوثيين" في صعدة، إذ شنت غارات على موقع للميليشيات في شمال المحافظة، ودمرت مجمعًا حكوميًا حوله "الحوثي" إلى مستودع أسلحة في الملاحيظ.
يأتي ذلك بعد ساعات من إلقاء طائرات التحالف منشورات على صعدة، تدعو المدنيين إلى المغادرة، بينما أعلنت قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية أنّ الطرق الرئيسة مفتوحة لمغادرة المدنيين صعدة حتى المغيب، وأكدت أن كل صعدة هدف عسكري اعتبارًا من الساعة السابعة مساء الجمعة، ودعت المدنيين في صعدة إلى مغادرتها قبل انتهاء المهلة بدقائق.
ومع اقتراب انتهاء المهلة، حلقت طائرات التحالف بكثافة في أجواء صعدة، واخترقت جدار الصوت فوق مران.
وكانت قوات التحالف دمرت، فجرًا، مقر قيادة الميليشيات في ساقين في صعدة، ومجمع اتصالات المثلث بشكل تام، ومركزين للتحكم والسيطرة في بني معاذ في صعدة معقل "الحوثيين"، ومصنع ألغام في صعدة القديمة، ومركز قيادة للميليشيات في مذاب الصفراء، بينما أعلن وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير، عن هدنة إنسانية في اليمن بدءً من الثاني عشر من آيار/مايو.
وأبرز الجبير، في اجتماع لوزراء خارجية دول الخليج في باريس: "قررنا أن تبدأ الهدنة الإنسانية هذا الثلاثاء 12 آيار/مايو، عند الساعة الـ11 مساءً، وتستمر خمسة أيام ومن الممكن تمديدها في حال نجاحها".
وبيّن خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الأميركي جون كيري في العاصمة باريس، الجمعة، أنّ الهدنة مشروطة بالتزام "الحوثيين" وصالح بها، مشيرًا إلى أنّه تم التباحث مع كيري حول سبل تطبيق هذه الهدنة الإنسانية إذا توفرت شروطها، وأضاف: "نأمل أن يعود "الحوثيون" إلى رشدهم وأن يدركوا أنّ مصالح اليمن والشعب اليمني ينبغي أن تكون أولوية قصوى للجميع".
وأشار إلى أنه تم التطرق إلى قمة "كامب ديفيد" المقبلة التي تهدف إلى تعزيز العلاقة الأمنية، فضلًا عن الملف النووي الإيراني.
بدوره، نبّه كيري إلى أنّ الهدنة لا تعني السلام، وعلى الجميع العودة إلى التفاوض لتحقيقه، ووقف إطلاق النار لن يكون بديلًا عن الحوار السياسي في اليمن، مردفًا: "نأمل أن يوافق "الحوثيون" على الهدنة الإنسانية وأن يلتزموا بها، وسنتواصل مع الدول المؤثرة على "الحوثيين" لأجل ذلك، وهناك مؤشرات بأنهم سيلتزمون بالهدنة المطروحة".
وشدد على أنّ الاتفاق النووي الإيراني لا يقلل من المخاطر التي تواجه المنطقة، منوهًا إلى: "مصالحنا تلتقي مع دول الخليج بشتى الطرق"، وكشف عن تفاهمات جديدة مع دول الخليج بسبب تنامي التهديدات في المنطقة، وأن قمة "كامب ديفيد" تناقش الملفات الأمنية والتطرف والنووي الإيراني.
ولفت مستشار وزير الدفاع والمتحدث باسم تحالف "إعادة الأمل" العميد ركن أحمد العسيري، أنّ قوات التحالف نفذت عمليات عدة استهدفت المواقع التي انطلقت منها القذائف باتجاه حدود المملكة العربية السعودية.
وتابع العسيري، أنّ التحالف ينفذ نوعين من العمليات: عمليات بالقرب من الحدود للقضاء على منفذي الاعتداءات على أراضي المملكة، وعمليات في العمق لاستهداف مراكز القيادة والتخطيط في صعدة ومران وأجزاء من مدينة حجة.
وبين أنه تم إيواء 215 شخصًا في شقق مفروشة بعد تضرر مساكنهم من القذائف التي دخلت للأراضي السعودية، مشددًا على أنّ التحالف يهدف الآن إلى حماية المواطن السعودي واليمني على حد سواء، والمملكة الآن في حالة الدفاع عن النفس، ولن تتخلى عن دورها في عملية إعادة الأمل.
واستطرد أن "الحوثيين" لم يتجاوبوا بشكل إيجابي مع أي مبادرة، مؤكدًا أن قوات التحالف سترد بالشكل المناسب، لافتًا إلى أن خيار التدخل البري مطروح لكنه لم يحدث حتى الآن.
أرسل تعليقك