أعلنت السلطات الإيرانية، أنَّ طائرة أميركية من دون طيار قتلت اثنين من مستشاريها العسكريين في العراق، في الوقت الذي يحاول مفاوضو البلدين التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي المتنازع عليه.
وأكد الحرس الإيراني على موقعه الإلكتروني، أنَّ الضربة وقعت في 23 آذار / مارس، بعد أن بدأ التحالف بقيادة الولايات المتحدة الضربات الجوية لدعم القوات العراقية في محاولة استعادة السيطرة على المدينة التي تسيطر عليها "داعش" في تكريت.
وأوضح أنَّ القتلى هم علي يزداني وهادي جعفري، قائلين أنهم دفنوا أول أمس الأحد, ودعوهم بالمستشارين، دون الكشف عن ما إذا كانت إيران كانت على اتصال بالقوات العراقية أو الأميركية بعد الضربة.
وبدأ التحالف بقيادة الولايات المتحدة حملة من الضربات الجوية وبعثات الاستطلاع حول تكريت، مسقط رأس صدام حسين، في الـ21 آذار/ مارس في دعم لعمليات واسعة النطاق لاستعادة السيطرة عليها بعد توقف الجهود العراقية.
وصرَّحت السفارة الأميركية في بغداد، قائلة "يهدف التحالف الدولي لضرب "داعش" فقط, كما يتم تنفيذ جميع الضربات الجوية بناء على طلب من الحكومة العراقية وبالتنسيق الكامل مع وزارة الدفاع العراقية".
وأنكرت البنتاغون بشدة التقارير الصادرة بخصوص أنَّ طائرة من دون طيار استهدفت مستشارين عسكريين إيرانيين أثناء العمليات الجارية في العراق بهدف استعادة السيطرة على تكريت من قبضة المتطرفين من تنظيم "داعش".
وأوضحت أنَّ الطائرات الحربية لم تشن هجمات قرب تكريت في ذلك التاريخ، موضحة أنَّ الولايات المتحدة الأميركية بدأت رسميًا شن الضربات الجوية على معاقل "داعش" في تكريت في 25 من شهر آذار / مارس بالتنسيق مع الحكومة العراقية.
وأبرزت البنتاغون، "على مدار شهر كامل فقد كانت القوات الجوية الأميركية بعيدة تمامًا عن المدينة التي شاركت فيها القوات العراقية والجماعات المسلحة المدعومة من إيران بمعارك ضارية من أجل السيطرة على مسقط رأس صدام حسين من أيدي عناصر "داعش".
وصرًّح المتحدث الرسمي للولايات المتحدة الأميركية بشأن العمليات العسكرية ضد "داعش" كول واين ماروتو، بأنَّه لا توجد لدينا أسباب حقيقية أو أية معلومات للتأكيد بصحة هذه الإدعاءات.
وأكدت أيضًا المتحدثة باسم البنتاغون سمدر اليسا سميث، أنَّه لم يكن هناك أية ضربات جوية من خلال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية سواء على مدينة تكريت أو حتى بالقرب منها.
إدانة إيران للولايات المتحدة الأميركية باستهداف عناصرها تأتي قرب انتهاء المفاوضات لمنعقدة في لوزان سويسرا التي تتم بين البلدين بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وأوضح القائد العسكري الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط الجنرال ليود أوستن، الأسبوع الماضي للكونغرس، أنَّ الجماعات المسلحة المدعومة من إيران قد غادرت المدينة، لتفسح المجال أمام الولايات المتحدة الأميركية لشن غارات جوية ولكن تقارير محلية جديدة تشير إلى أنَّه على الرغم من بدء عمليات الولايات المتحدة هذه الجماعات ما زالت باقية.
يُذكر أنَه في أعقاب الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 فقد وجّهت الولايات المتحدة اتهامات لإيران وعملائها بقتل جنود أميركيين عن طريق الاعتداء المباشر أو من خلال جلب متفجرات وزرعها على جانب الطريق، وأحد هؤلاء العملاء يدعى قيس خزالي من جماعة "أصحاب الحق" كان سجينًا في الولايات المتحدة قد شوهد أخيرًا في شمال العراق يساند الولايات المتحدة وإيران ويقاتل ضد عناصر "داعش".
وأفاد تقرير صادر الأحد، من وول "ستريت جورنال"، بأنَّ قيادات لبعض الجماعات المسلحة الشيعية والتي تعتبرها الولايات المتحدة بأنها "ليست مقربة أو على اتصال بإيران" قد نجحت في الوصول إلى مراكز القيادة العسكرية الأميركية في العراق حيث التخطيط للعمليات التي تتم وذلك من خلال القوات العراقية.
وأضاف ماروتو بأنَّ هناك ترتيب كامل مع الحكومة العراقية واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة من أجل توجيه الضربات الجوية بدقة مع الحفاظ على سلامة وأمن هؤلاء الذين يدعمون الولايات المتحدة في حربها على معاقل "داعش".
وتسيطر "داعش" الآن على ثلث العراق وسورية, وبدأت الولايات المتحدة الضربات الجوية ضد الجماعة في آب/ أغسطس، في حين عرضت إيران المستشارين وغيرها من المساعدات لمحاربة المتطرفين، وتم شن الهجوم لاستعادة تكريت من قبل القوات العراقية والجماعات الموالية لها, وأعلنت جماعات عدة، الخميس الماضي أنها ستقاطع عمليات تكريت بسبب تورط الولايات المتحدة.
وصرَّح قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال لويد أوستن، لجلسة استماع في مجلس الشيوخ الخميس، بأنَّ الولايات المتحدة وافقت على طلبات الحكومة العراقية لدعم العملية بشرط عدم مشاركة الجماعات المسلحة.
وأوضح المتحدث باسم وحدات التعبئة الشعبية، معين قديمي, أن الهيئة التي تدعمها الحكومة للإشراف على الجماعات المسلحة المختلفة لم تكن على علم بتقارير تفيد بأنَّ هناك إيرانيين قتلوا بالقرب من تكريت.
أرسل تعليقك