أستاذة في الجامعة الأميركيّة في القاهرة تصمُم مدارس تلاءم الأطفال المُصابين بالتوّحد
آخر تحديث 13:42:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

لعدم وجود أيّة إرشادات معماريّة مناسبة بشكل المباني الخاصة بالمرضى

أستاذة في الجامعة الأميركيّة في القاهرة تصمُم مدارس تلاءم الأطفال المُصابين بالتوّحد

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - أستاذة في الجامعة الأميركيّة في القاهرة تصمُم مدارس تلاءم الأطفال المُصابين بالتوّحد

تصمُم مدارس تلاءم الأطفال المُصابين بالتوّحد
 القاهرة – محمد الدوي

 القاهرة – محمد الدوي وضعت الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الإنشائيّة والمعماريّة في الجامعة الأميركيّة في القاهرة، ماجدة مصطفى، بعض الخطوط الإرشاديّة الرائدة في مجال تصميم المباني الخاصة بالأطفال المصابين بالتوحد "the Autism ASPECTSS™ Design Index"، والذي يوضح 7 معايير معماريّة لتصميم المباني الخاصة بمرضى التوّحد تمكنهم من التركيز بصورة أفضل والعمل في الوقت ذاته على تحسين ملكاتهم الطبيعية. وأشارت أنه يوجد واحداً من بين كل 88 طفلاً مصاباً بمرض التوّحد، طبقا لما أصدره مركز التحكم والوقاية من مرض التوّحد. وفي 2002 عندما تقدمت الجهات المختصة بطلب إلى الدكتورة ماجدة مصطفى لتصميم أول مبنى تعليمي خاص بالأطفال المصابين بمرض التوّحد، أصيبت بالدهشة لعدم وجود أيّة إرشادات معمارية خاصة بتصميم المباني الخاصة بمرضى التوّحد.وتؤكدّ مصطفى "لقد ظننت بسذاجة أنني عندما ألجأ إلى المراجع المعماريّة المعروفة سأجد بسهولة قسماً خاصاً بمرضى التوّحد وكيفية تصميم المباني المناسبة لاحتياجاتهم، كما هو الحال في حالات الإعاقة الجسدية أو الإعاقة السمعيّة أو البصريّة، إلا إني لم أجد شيئاً من ذلك". عندئذ بدأت طالبة الدكتوراه بسرعة في وضع التوجيهات المعماريّة الخاصة ها والتقت بعدد كبير من مرضى التوّحد، بالإضافة إلى بعض من آباء الأطفال المصابين بالتوّحد ومدرسيهم، وبعدها وضعت الدليل الخاص بتصميم المباني الخاصة بمرضى التوّحد "the Autism ASPECTSS™ Design Index". ولقد بدأ تطبيق تلك المعايير الرائدة عند تصميم بعض المدارس مثل المدرسة المتقدمة لتطوير المهارات الخاصة بالأطفال ذوي الحاجات الخاصة في القطاميّة، القاهرة، وبدأت بعض الشركات حالياً في كل من الهند وكندا في تطبيق تلك المعايير المعماريّة الخاصة بها عند تصميم المباني التعليميّة لمرضى التوّحد. وكان عليها أنّ تعمل جاهدة لفهم المشاعر والمواهب والحاجات الخاصة بأطفال التوّحد، قبل البدء في وضع تلك التوجيهات المعماريّة. وأوضحت أنّ "تخيل أن كل صوت تسمعه، وكل لون تراه، وكل نسيج تلمسه، وكل رائحة تشمها، وكل التفاصيل التي تراها تتضاعف وتتضخم، ثم تخيل صعوبة أن تركز في تعلم أي شيء في مثل هذه البيئة".وأخذت مصطفى كل ذلك في الاعتبار عند وضعها التصميم المعماري الخاص بمرضى التوّحد، وأكدت "عندما تبدأ في وضع تصميم مدرسة من المدارس الخاصة بأطفال التوّحد، يكون المعيار الرئيسي هو تقليل مساحة البيئة الحسيّة والتحكم فيها على قدر الإمكان. فأنت تحتاج إلى رفع كل هذا الضغط الحسي والتخفيف من وجود أي أغراض غير ضروريّة".وتتمثل أحد المعايير الخاصة ببرنامج التصميم الخاص بمرضى التوّحد في إدخال بعض التحسينات والتعديلات على نظام الصوتيات لأن الأطفال المصابين بالتوحد يكون لديهم حساسية شديدة للأصوات. وأوضحت "عندما ندخل مثلاً إلى الحجرة، قد نسمع طنين كمبيوتر أو همهمة صادرة من أحد أجهزة التكييف، إلا إننا نستطيع بسرعة التوائم مع الصوت الصادر والبدء في التركيز على الشيء المراد تعلمه، فالشخص المصاب بالتوّحد لا يستطيع بمفرده تجاهل تلك الأصوات، فطنين الكمبيوتر وهمهمة التكييف تبقى معهم، وكل تلك الضوضاء تتداخل مع أيٍ من المهارات التي يتعلمونها".وتقترح مصطفى تصميم مساحة تعليمية يكون الاعتماد فيها على تقليل الأصوات الخلفية والترددات بقدر الإمكان بالإضافة إلى تحسين جودة الصوت، مما يمكن أطفال التوحد من التركيز أثناء الفصل الدراسي، وتزداد بذلك لحظات الصفاء الذهني والتركيز لدى مرضى التوّحد أثناء اليوم الدراسي. ولا تركز التوجيهات المعماريّة الخاصة بمصطفى على ضرورة التحكم في المنبهات الحسية فحسب، بل أيضاً ترشد إلى ضرورة التعامل بسلاسة مع سلسلة التصرفات النمطيّة الخاصة بمرضى التوّحد وصولاً إلى توفير بيئة تعليمية توفر الراحة لمرضى التوّحد. وأشارت إلى "تركز التوجيهات على الأشياء أو الصفات التي يراها الناس كأعراض سلبية لمرضى التوّحد أو ينظرون إليها باعتبارها من ضمن الصعوبات الخاصة بمرضى التوّحد".ويتصف الأشخاص المصابين بالتوّحد مثلاً بتكرار الحركات بصورة نمطيّة، وهو ما يمثل أحد الطرق التي يتواءمون بها مع المحيط الخارجي. وأوضحت أنه "عندما تتخيل نفسك تعيش في عالم يتضاعف فيه كل إحساس وفي نفس الوقت يكون من الصعب عليك فهم هذا الإحساس، فإنه يكون من المستحيل عليك التنبؤ بأيّ شيء في هذا العالم. لذلك نجد مرضى التوحد من الأطفال يلجئون دائماً إلى النمطيّة والتكرار في الحركات، وبهذا يكونون على دراية بالخطوة القادمة، فهم يلبسون نفس الملابس كل يوم ويتبعون نفس الطريق باستمرار".وتعمدت مصطفى في تصميم المدارس الخاصة بمرضى التوّحد أنّ يركز التصميم على حبهم للروتين بدلاً من إجبارهم على تغيير الروتين والنمط الذي اعتادوا عليه عند قدومهم للمدرسة، وأوضحت أنّ "يقترح الدليل تصميم مدرسة تتعاقب فيها الأنشطة بسلاسة، وذلك على حسب الجدول الخاص بهم، لذا فإنه من لحظة مغادرتهم لأتوبيس المدرسة، إلى وقت الفسحة الخاص بهم، إلى وقت تناولهم الغذاء، لن يكون هناك أي خرق للروتين".ويظهر تأثير تلك المفاهيم المعماريّة الجديدة في التصميم بوضوح للعيان. وأوضحت أنه "نجد أن التوجيهات المتبعة في التصميم الجديد تزيد من مساحة التركيز لدى الأطفال المصابين بالتوّحد، وتهذب من تصرفاتهم، بالإضافة إلى تقليل الوقت اللازم لرد الفعل، فالأطفال المصابون بالتوّحد يحتاجون إلى وقت طويل قبل الاستجابة لأية تعليمات".وسلّمت مصطفى أيضاً أنه لا يجب النظر إلى تلك التصميمات باعتبارها من القوانين الصارمة التي لا يمكن تجاوزها عند تصميم المباني الخاصة بمرضى التوّحد، لأن أطفال التوّحد عليهم إن آجلاً أم عاجلاً مواجهة العالم الخارجي بحقيقته. وأوضحت أنه "إذا قمنا بتطبيق نظرية ASPECTSS بكل حذافيرها وبشكل شامل على كل مكان خاص بأطفال التوّحد، نكون بذلك قد ساهمنا في خلق بيئة شبيهة ببيئة الصوبة الزراعيّة، فالنبات يترعرع في الصوبة الزراعيّة وينمو، ولكن بمجرد خلعه من الصوبة فإنه يذبل ويموت. ونفس الشيء يحدث إذا طبقنا تلك المبادئ بحذافيرها على كل مبنى خاص بمرضى التوّحد. وليس هذا في الحقيقة ما أقترحه، إنما أقول أنه يجب تطبيق عناصر بعينها إلى درجة معينة. فإذا أعطيت الأطفال الفرصة الكافية لتحسين مهاراتهم، تستطيع بذلك التخلص من الدعامات التي يرتكزون عليها بصورة تدريجيّة. ويتمكن الأطفال بذلك من تطوير مهاراتهم ثم الانتقال إلى المرحلة التاليّة، إلى أن يستطيعوا الخروج إلى البيئة الطبيعيّة المحيطة بهم".وتأمل مصطفى أن تتمكن مستقبلاً من دراسة الآثار طويلة المدى لتلك التوجيهات. موضحة "أريد أنّ أرى مدى استيعاب الأطفال المصابين بمرضى التوّحد للمهارات التي اكتسبوها في المباني المصممة خصيصاً لهم، وكيفية تطبيقهم لتلك المهارات عند احتكاكهم بالعالم الخارجي، فالغرض الأساسي من كل ذلك يتمثل في إكساب مرضى التوّحد مهارة الاعتماد على النفس".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أستاذة في الجامعة الأميركيّة في القاهرة تصمُم مدارس تلاءم الأطفال المُصابين بالتوّحد أستاذة في الجامعة الأميركيّة في القاهرة تصمُم مدارس تلاءم الأطفال المُصابين بالتوّحد



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"داميان هيندز" يطالب بتعليم الأطفال المهارات الرقمية

GMT 11:11 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف سعيد بالاشتراك في مسلسل "بالحب هنعدي"

GMT 03:01 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حسين فهمي ووفاء عامر يستكملان "السر" لمدة أسبوع

GMT 16:07 2013 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم النينجا المكان الوحيد الذي تخدمك فيه النينجا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates