واشنطن - رولا عيسى
اكتشف العلماء هرمون في الأمعاء يمكن أن يضاعف خطر الإصابة بالسمنة، بسبب مساهمته في إبطاء عملية الأيض، مما يعني أن الجسم يحرق سعرات حرارية أقل، وقد يؤدي هذا الاكتشاف إلى زيادة الأمل في حبوب مكافحة السمنة التي تقلل من هرمون "نوروتنسين".
ووجدت دراسة أجريت على 4632 رجل وامرأة من السويد أن الاشخاص الذين لديهم ارتفاع في هذا الهرمون كانوا أكثر احتمالية لأن يصابوا بالسمنة بمقدار الضعف في منتصف العمر، مقارنة بالأشخاص الذين لديهم مستويات أقل.وربطت الدراسة بين هذا الهرمون والإصابة بسرطان الثدي والسكري وأمراض القلب، وأشار الباحثون في مجلة "نيتشر" أن هرمون "نوروتنسين" هو هدف محتمل للوقاية العلاج من السمنة، وعلاوة على ذلك وجدوا أن الفئران التي لديها نقص في انتاج هذا الهرمون كانت محمية ضد تطوير السمنة ومرض السكري، حتى عندما كانت تتبع نظام غذائي غني بالدهون.
وخلصت المزيد من التجارب على كل من الفئران وذباب الفاكهة إلى أن هرمون "نوروتنسين" يحول دون نشاط إنزيم "امبك"، الذي ينظم عملية التمثيل الغذائي، ويعتقد أنه يعمل على مسار هذا الإنزيم لضمان امتصاص أعلى نسبة من الدهون التي تدخل الجسم.
وأوضح طبيب الأورام من جامعة "كنتاكي" الأمريكية مارك ايفرز أن العلماء توصلوا إلى نتائج أظهرت دور هرمون "نوروتنسين"، والذي يؤثر على عملية "الأيض" ويزيد من امتصاص الدهون، ويمكن أن يكون لهذا الهرمون تأثير كبير مع وفرة الدهون في الوجبات الغربية النمطية، ويمكن أن يكون له أثار كبيرة وضارة على زيادة الوزن واضطرابات التمثيل الغذائي.
وأضاف أنه يعتقد أن هذا الهرمون يساهم في نمو بعض أنواع السرطانات، ويرتبط بشكل وثيق بمرض السمنة، ويعتقد أن ارتفاع نسبة هذا الهرمون يرفع نسبة الإصابة بأنواع السرطان المرتبطة بالسمنة.وأضاف بالقول: "بما أن نتائجنا تربط بين الهرمون وزيادة امتصاص الدهون والسمنة، فهذا يدل على أنه يمكن استخدام مستوى الهرمون كعلامة تنذر بالبدانة في المستقبل، ويمكن أن يصبح هدفًا محتملاً للعلاج والوقاية من السمنة". واسترسل قائلاً: "من وجهة النظر التطويرية في عملية الأيض فإن الجينات التي تساهم في ارتفاع مستوي هذا الهرمون في الجسم مفيدة لضمان امتصاص الدهون بكفاءة أعلى ولكن وفرة الدهون في الوجبات الغربية النمطية يزيد خطر الإصابة بالسمنة لأنه يساهم في زيادة تخزين الدهون وبالتالي الاضطرابات الأيضية".
ويعاني أكثر من 1.7 مليار شخص حول العالم من زيادة الوزن، كما أن عواقب السمنة تؤدي إلى 2.5 مليون حالة وفاة سنويًا.
وتبلغ معدلات البدانة في بريطانيا بين النساء 28.4%، وهي المرتبة الثانية في أوروبا وتأتي بعد مالطا، وبين الرجال 26.2% وهي الأسوأ في القارة، وفي غضون عقد من الآن ستكون بريطانيا الدولة الأكثر بدانة في أوروبا، مع ما يقرب من 40% من البالغين يعانون من السمنة المفرطة.
أرسل تعليقك