القاهرة - صوت الإمارات
أكد أخصائي علم السموم ومدير معامل "لايف ساينس لاب" في الولايات المتحدة الأميركية العالم المصري الدكتور جمال الدين إبراهيم، أنه تمكن وفريقه البحثي في أميركا من التوصل إلى علاج يقاوم أمراض المناعة الذاتية، أقرته هيئة الغذاء والدواء الأميركية أخيرًا، تعتمد فكرته الأساسية على استخدام مادة من مشتقات "الجلوكوزامين" الطبيعية ذات مصدر بحري مضاف إليها فيتامين "د 3" ومستخلص مركز من مادة "الكركم" التي تقلل نسبة الالتهاب، مع مواد فعاله أخرى في تركيبة واحدة، تقوم بطلاء الأنسجة لحمايتها من خلايا جهاز المناعة التي تهاجمها حتى يعود إلى طبيعته.
وأشار العالم المصري إلى أن هناك 80 نوعًا من أمراض المناعة الذاتية منها "مرض التصلب المتعدد - إم إس"، "التهاب المفاصل الروماتويدى"، "التهاب الكبد غير الوبائي"، وفيها يقوم الجهاز المناعي بجسم الإنسان بإنتاج أجسام مضادة تهاجم الأنسجة المختلفة في الجسم ظًنًا منه أنها مركبات غريبة، مؤكدًا أن نسبة الإصابة بتلك الأمراض في زيادة مستمرة خلال الفترة الأخيرة نتيجة لزيادة نسب التلوث في الهواء، المياه والغذاء.
وأوضح أن أحدث الدراسات العلمية كشفت أن الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية لديهم نقص شديد في فيتامين "د 3"، وغياب هذا الفيتامين الذي يجب أن تصل نسبته في جسم الإنسان من 30 - 100 نانو غرام، يعد من سمات الإصابة بتلك الأمراض بنسبة كبيرة.
وأكد الدكتور جمال الدين إبراهيم أن مرض "إم إس" يعد من أخطر أمراض المناعة الذاتية التي تهدد حياة المرضى ، والتي لا تزال الأبحاث في العالم تحاول التوصل إلى الأسباب الرئيسية للإصابة به ، والتي يلعب فيها الاستعداد الوراثي للإنسان دورًا كبيراً ، موضحا أن هذا المرض قد يظهر مبكراً في عمر الطفولة ، أو قد يتأخر في الظهور حتى عمر 30 عامًا بسبب أن جهاز المناعة يأخذ وقتًا طويلًا في مهاجمة أعضاء الجسم.
ولفت إلى أن الدراسات الحديثة كشفت أن تناول الأطفال لأكثر من نوع بروتين في الوجبات الغذائية يساعد على الإصابة بهذا المرض ، وعزا ذلك إلى أن جهازهم الهضمي لا يتمكن من هضم جميع تلك البروتينات بأنواعها المختلفة فتتراكم بعض مراحلها الوسطى التي تتشابه في التركيب مع أنسجة عضلات الجسم فيفشل الجهاز المناعي للجسم في التفرقة بينهما فيهاجم الاثنين معا ، ولا يستطيع معرفة البصمة الوراثية الخاصة بخلايا الجسم فيتعامل معها باعتبارها غريبة عنه ، لافتا إلى أن العلاج التقليدي المستخدم هو إعطاء مشتقات الكورتيزون التي لا تساهم في القضاء على المرض ، وإنما تقوم "بفرملة " الجهاز المناعي لتخفيف الأعراض إلا أنه سرعان ما يعتاد عليها الجسم ويلجأ الطبيب إلى اختيار مشتق آخر وهكذا.
ويرى العالم المصري أنه قد حان الوقت لاستخدام وسائل علاجية أخرى بعيدًا عن مشتقات الكورتيزون لقلة فعاليته وتكلفته الباهظة ، إلى جانب خطورة أعراضه الجانبية على صحة المرضى.
وكانت جامعة "عين شمس" قد افتتحت العام الماضي، أول وحدة طبية لعلاج مرض "إم إس - التصلب المتعدد" في مصر ، وتشمل الوحدة على أجهزة المتابعة وجهاز رسم القلب الكهربائي وتقدم خدمة متميزة يطلق عليها (يوم رعاية المرضى).
ويعد مرض "إم إس" مرضاً مناعياً ذاتياً يصيب الجهاز العصبي المركزي ، كما أنه يعد ثاني أسباب العجز الرئيسية على مستوى العالم بعد حوادث الطرق.
أرسل تعليقك