لندن - كاتيا حداد
أثبتت دراسة علمية جديدة أن استخدام أدوية مرض السكري تساعد البدناء على خسارة أكثر من ستة كيلوغرامات أو ما يعادل حجر واحد، بسبب قدرتها على الحد من الشهية.
وأشار الباحثون، إلى أن دواء مرض السكري "ليراجلوتايد" الذي يحقن في المعدة قبل وجبة الفطور، أثبت فعاليته على المدى الطويل، وتمكن معظم المرضى من خسارة أوزانهم في مدة الدراسة التي امتدت لمدة عام، عن طريق الدواء الذي يساعد على الحد من الشهية.
وأجروا الدراسة الجديدة، التي تنطوي على تجربة عشوائية، في 191 معمل في 27 دولة في جميع أنحاء العالم، على مدى أكثر من 56 أسبوعا، وتتراوح أعمار المرضى المشاركين مابين 18 عامًا فيما فوق، بشرط أن يبلغ مؤشر كتلة الجسم 30 فأعلى.
ويحسب مؤشر كتلة الجسم عن طريق قسمة الوزن بالكيلوغرامات على مربع الطول بالمتر، ويعتبر مؤشر كتلة الجسم صحية عندما تتراوح مابين 19 إلى 25، ومنح الباحثون ثلثي المتطوعين البالغ عددهم 3731، الدواء بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية لتحسين عاداتهم الحياتية، واستمر الثلث الباقي في إتباع نمط الحياة نفسه ولكن مع تناول علاج بديل.
وحجب الباحثون المعلومات المتعلقة بالتجربة عن طرفي الدراسة، بمعنى أن المرضى والأطباء لا يعلمون إذا كانوا يتعاملون مع أدوية حقيقية أو وهمية، ومنحوا ثلثي المتطوعين جرعة أعلى من الدواء إلى البدناء بلغت 3 ملليغرام، في الوقت الذي يتعاطى فيه مريض السكري 1.8 ملليغرام، ويتم حقن الدواء تحت الجلد يوميا.
وجاءت نتائج الدراسة مذهلة، حيث وجد الباحثون أن المرضى الذين يتلقون علاجا وهميا تمكنوا من خسارة 6 أرطال في المتوسط، بينما تمكنت المجموعة الأخرى من خسارة ثلاثة أضعاف الوزن المفقود في المجموعة الأولى، و تمكن 63% من الأشخاص في مجموعة العلاج بدواء السكري من خسارة 5% من أوزانهم، وذلك مقارنة بـ27% من المجموعة الأخرى.
ويعتمد علاج "ليراجلوتايد"، الذي يتم تسويقه تحت اسم "Saxenda "، على تحفيز عمل الهرمونات الموجودة في القناة الهضمية، التي تقوم بإرسال إشارات إلى المخ، تخدعه بالشعور بالشبع، ووجدت الدراسات السابقة أن الأشخاص الذين يتناولون هذا العقار، يتناولون طعام أقل من المعتاد بنسبة 10%.
ويشار إلى أن مستويات البدانة تضاعفت على مدى العقدين الماضيين، ما جعل بريطانيا تحتل المركز الثاني من حيث الدول التي ترتفع بها نسبة البدانة في أوروبا، وقد تقصر السمنة من عمر الإنسان تسعة أعوام، وتزيد من مخاطر الإصابة بمجموعة من المشاكل الصحية الخطيرة مثل مرض السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان.
وأكد رئيس قسم الغدد الصماء والسكري والأيض في مستشفي جامعة "تمبل" في فيلادلفيا كيفين وليامز، أن فقدان الوزن عن طريق عقار "ليراجلوتايد" في المجموعة البحثية، يعبر عن نتائج مهمة، إلا أن العقار لديه آثار جانبية خطيرة مثل زيادة توتر الجهاز الهضمي، وظهور الحصى في المرارة وزيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان الثدي.
وأكد الباحثون أن هناك الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات بشأن نتائج سرطان الثدي، مضيفين أن الدواء الذي قد يعزز خسارة الوزن، من الممكن أن يتسبب في العثور على المزيد من الأورام .
أرسل تعليقك