أظهرت دراسة جديدة مثيرة للجدل أن "الفطر السحري" يمكن أن يساعد الناس على التعامل مع الرفض أو الخروج من العلاقة الرومانسية بشكل أفضل، وذلك بسبب مساعدة مواد الهلوسة في الفطيرات على التخفيف من الألم الناجم عن التعرض للرفض.
ويحفز عنصر "سيلوسيبيين" مستقبلات محددة من مادة "السيروتونين" التي تعمل كناظم عصبي ينظم المشاعر لتقليل الشعور بالعزلة. وفي حين أن العديد من الناس يتناولون عقاقير الهلوسة منذ الستينات والسبعينات والتي أظهر عدد كبير من الدراسات الحديثة أنها قد تساعد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب.
صورة 1 تشير دراسة جديدة مثيرة للجدل أن الفطر السحري يمكن أن يساعد في تخفيف الألم
وأظهر الباحثون في مستشفى جامعة "زيوريخ" السويسري للطب النفسي أن "سيلوسيبيين" الذي يشكل العنصر النشط في الفطر السحري المكسيكي، يمكن أن يغير طريقة معالجة النزاعات الاجتماعية في الدماغ، وفي التجربة التي أجروها مع 21 شخصا سليما قدموا لهم جرعة صغيرة من "سيلوسيبيين" وأعطيت مجموعة أخرى منهم دواءً وهميا.
صورة 2 العنصر النشط سلوسيبيين يحفز مستقبلات محددة من مادة السيروتونين الناقل العصبي الذي ينظم المشاعر لجعل الشعور بالعزلة أخف
ودرس الباحثون نشاط المخ أثناء لعب الناس لعبة على الانترنت تهدف الى جعلهم يشعرون بالعزلة والرفض، وذلك من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وتقنية تصوير أخر تسمى التحليل الطيفي بالرنين المغناطيسي للبحث داخل أدمغة المشاركين.
وطلبوا من المشاركين بعدها ملء استبيان لوصف تجربتهم، مع ضمان أنهم واعون لمشاعرهم ومحيطهم، وأفاد الأشخاص الذين قدم لهم "سيلوسيبيين" بشعورهم بأنهم أقل استبعادا من الأشخاص الذين تناولوا الحبوب الوهمية.
وخلص العلماء الى أن هذا العنصر النفساني يحفز مستقبلات الدماغ لمادة "السيروتوين" وهو هرمون يشارك في تنظيم المزاج، مؤدية الى تبديلات كيميائية بين أجزاء مختلفة من الدماغ، ويعتقد العديد من الخبراء أنها تعطل هذه العملية التي تسبب الاكتئاب أو القلق.
وأوضحت مؤلفة الدراسة كاتي بيرلير "يبدو وأنه من خلال اثنين من هذه المستقلات وهما سيروتونين ايه 1 و ايه 2 هما المسؤولان في الدماغ عن شعورنا بالألم الاجتماعي." وكشفت عمليات المسح عن وجود نشاط أقل في مناطق الدماغ المرتبطة بمشاعر الألم الاجتماعي مقارنة بالأشخاص الذين لم يأخذوا الدواء.
صورة 2 المرضى النفسيين في كثير من الأحيان يواجهون الاستبعاد الاجتماعي ودعم وجود اتصال يمكن أن يجعل ظروفهم أكثر سوءا، ويمكن لهذا البحث أن يسلط الضوء على ما يحصل في أدمغتهم.
و يرتبط زيادة النشاط في مناطق الدماغ في الظهرية الأمامية للقشرة الحزامية مع تجربة زيادة الألم الاجتماعي، والتي تؤدي الى الاضطرابات النفسية المختلفة، ولكن يبدو أن سيلوسيبين يؤثر على هذه المناطق المعينة في الدماغ."
ويواجه الكثير من المرضى النفسيين الاستبعاد الاجتماعي وعدم وجود اتصال بشري مما يجعل حياتهم أكثر سوءا، ويؤمل من هذا البحث تسليط الضوء على ما يحدث في الدماغ عندما يشعر الناس بالاستبعاد.
وأشار مدير وحدة الأعصاب وتصوير الدماغ في الجامعة فرانز فولنويدير بأن " هذه النتائج الجديدة يمكن أن تعتبر حجر الاساس لإضاءة الآليات العصبية من التفاعل الاجتماعي والتي ستساعد في تطوير علاجات جديدة."
ويمكن أن تكون هذه العلاجات مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والإضرابات الشخصية الجدية، والتي يمكن أن تتفاعل بقوة أكبر تصل الى رفض الشخص السليم، ومع ذلك فان هذا البحث هو مرحلة مبكرة عن تأثير الأدوية واختبارها على على قليل من الأصحاء.
وتظهر دراسات سابقة أن "سيلوسيبيين" يمكن ان تكون له أثار جانبية مثل جنون العظمة والاوهام، ويوصف بأنه غير قانوني، ما يعني أن استخدامه في العلاج سينتظر لسنوات مقبلة.
أرسل تعليقك