لندن - كارين إليان
يساعد الاستماع إلى الموسيقى أثناء النوم على تحسين الذاكرة، حيث تتزامن الأصوات في إيقاعها مع إيقاع موجات وذبذبات المخ البطيئة، عند الأفراد النائمين، الأمر الذي يعزز ويدعم تلك الذبذبات، والتي تقوم بدورها بتعزير ودعم الذاكرة، وتساعد على النوم العميق.ويعد هذا الاكتشاف العلمي، الناتج عن دراسة أجراها فريق من
العلماء في جامعة توبينجين في ألمانيا، هو الأول من نوعه، سيما وأنه كان معروفًا أن الموجات والذبذبات البطيئة في نشاط المخ، والتي تحدث خلال ما يسمى بفترة نوم الموجة البطيئة، تمثل أهمية كبرى في حفظ الذاكرة.وكان فريق العلماء قد أجرى الدراسة على 11 فردًا، تعرضوا خلالها لمحفزات صوتية، وعندما تعرض المتطوعين للمحفزات الصوتية، التي كانت متزامنة مع إيقاع ذبذبات المخ وموجاته البطيئة، كانوا أكثر قدرة على تذكر مجموعة من الكلمات تعلموها في الليلة السابقة، كذلك كشفت الدراسة أن التحفيز، بعيدًا عن المرحلة التي يكون فيها إيقاع ذبذبات المخ بطيئًا، لم يكن فعالاً".ويقول الدكتور جان بورن، والذي شارك في إجراء الدراسة، أن "جمال الدراسة يكمن في بساطة القيام بتطبيق المحفزات السمعية عند كثافة منخفضة، وهو أسلوب يتسم بكونه عملي، ويخلو من العيوب، ويلتزم بأخلاقيات الطب، إذا ما قورن بأساليب التحفيز الكهربائية، ولهذا هو وسيلة بسيطة ودقيقة، للترتيبات الطبية اللازمة لتعزيز ودعم إيقاعات النوم"، ويضيف أن "فعالية التحفيز الصوتي لا تتحقق إلا عندما تحدث الأصوات في تزامن مع إيقاع التذبذب البطيء الجاري خلال النوم العميق"، ويوضح "كنا نقدم المحفزات الصوتية مع بدء الذبذبات البطيئة، ومن خلال هذه الطريقة تمكنا من دعم تلك الذبذبات البطيئة، الأمر الذي جعلها تكشف عن مدى أوسع وتواتر لفترات أطول".ويعتقد فريق العلماء أيضًا في إمكان أن يحسن ذلك أسلوب النوم، من خلال تعزيز إيقاعات المخ الأخرى، التي تحدث خلال فترة اليقظة، والإيقاعات المرتبطة بتنظيم الانتباه.
أرسل تعليقك