بدأت هيئة البيئة – أبوظبي إجراءاتها لإنشاء مركز أبوظبي للمصادر الوراثية النباتية وذلك بعد اعتماده من قبل مجلس إدارة الهيئة الذي انعقد مؤخرا برئاسة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية.
ويهدف المركز إلى توثيق المصادر الوراثية للنباتات المحلية وتنوعها ودراسة الأنواع النباتية الهامة وحفظها من خلال استخدام منهج متكامل يتضمن طرق الحفظ الداخلية والخارجية لهذه الأنواع من النباتات بهدف المحافظة على التنوع البيولوجي.
ويعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في المنطقة، ويهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي النباتي في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، ومحاولة إعادة استزراعها وإكثارها في الطبيعة وحماية بعض الأنواع المهددة بالانقراض.
وتقوم الهيئة بتنفيذ المشروع بالتعاون مع جامعة الإمارات العربية المتحدة، ووزارة البيئة والمياه، وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، والمركز الدولي للزراعة الملحية ودائرة الشؤون البلدية.
أكدت رزان خليفة المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي أن هذا المشروع الوطني الهام سيختص بدراسة أنواع متعددة من النباتات الموجودة في الدولة والجزيرة العربية، مما سيساهم في تعزيز مكانة دولة الامارات على المستوى العالمي في مجال حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة فضلاً عن تعزيز الغطاء النباتي واستصلاح البيئة الطبيعية لبرامج إعادة تأهيل الموائل ودعم برامج إعادة توطين الأنواع المهددة بالإنقراض.
وأشارت إلى أن البيئة النباتية لدولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر إحدى مقومات التراث القومي والهوية الوطنية، إلا أن هذه البيئة بمواردها النباتية المتنوعة أصبحت عرضة للاندثار نتيجة تزايد عدد السكان والزحف العمراني بالإضافة إلى التصحر، مما يزيد من التحديات التي تواجهها الدولة في جهودها للتقليل من تناقص التنوع الوراثي النباتي وحمايته وحفظه للأجيال القادمة.
وشددت المبارك على أهمية المشروع، الذي يقام ضمن مزرعة جامعة الإمارات في العين، في تعزيز الشراكة بين هيئة البيئة – أبوظبي والجامعة بما يضمن مشاركة الطلاب في الأبحاث العلمية واستكمال الدرجات الجامعية المختلفة، وبناء الكوادر المتخصصة من أبناء الدولة في مجال المحافظة على البيئة وإدارة مواردها والأخذ بأنشطة البحث العلمي المرتبط باستخدام التقنيات الحديثة كأحد الركائز الرئيسية لتلبية المتطلبات التنموية، الأمر الذي يعبر عن التزام الهيئة والجامعة بالعمل معا نحو دعم قدرات المجتمع وتفعيل طاقاته للإسهام الجاد في بناء الوطن.
وذكرت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري: "لقد قدرت إحدى الدراسات الحديثة، التي نفذتها وزارة البيئة والمياه بالتعاون مع الهيئة، عدد أنواع النباتات المنتشرة في دولة الإمارات العربية المتحدة بحوالي 755 نوعاً نباتياً تنتمي إلى 81 عائلة مختلفة، يتواجد منها حوالي 401 نوعاً ينتمي إلى 255 جنساً نباتياً تشمل 62 عائلة نباتية في إمارة أبوظبي وحدها".
واضافت الظاهري "تعتبر بعض هذه الأنواع من المصادر الطبيعية لبعض المحاصيل التي تزرع في أنحاء متفرقة من العالم مما يزيد من أهميتها على المستوى العالمي حيث تشكل مورداً هاماً للمصادر الوراثية النباتية. وبسبب خصائص هذه النباتات الطبيعية المحلية وتنوعها في الدولة عموماً ، لذا فأنه من الضروري حفظها واستخدامها بشكل مستدام من خلال إنشاء "بنك للمصادر الوراثية النباتية"، والذي سوف يحقق أيضاً عوائد اقتصادية مباشرة وغير مباشرة على المدى البعيد".
بالإضافة إلى أهمية المشروع في صون واستدامة المصادر الوراثية للنباتات المحلية وتنوعها، يمثل المركز مؤشراً للدلالة على مدى التزام الدولة بالاتفاقيات والبروتوكولات الدولية الموقعة (اتفاقية التنوع البيولوجي، والمعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة، وبروتوكول ناغويا)، وكذلك بناء قدرات الكوادر المحلية المختصة في المجالات الفنية والعلمية والإدارية لبنوك المصادر الوراثية النباتية وفتح المجال لإجراء الأبحاث أو الحصول على الدرجات الجامعية المختلفة في المصادر الوراثية النباتية.
تتعاون الهيئة في تنفيذ هذا المشروع مع الحدائق النباتية الملكية "كيو" في لندن، التي تقدم الدعم الفني والاستشارات في مراحل إعداد التصاميم المختلفة للمشروع، ومراجعة وتقييم المشاتل الخاصة بهيئة البيئة ووضع المجموعات البذرية لتطويرها، ومراجعة وتقييم معشبة النباتات البرية في هيئة البيئة لتطويرها، وتقديم الإرشاد حول إعداد قواعد البيانات الخاصة بالمشروع، ووضع إجراءات التشغيل القياسية لعمل المركز في عمليات جمع وصون البذور وإنشاء وصيانة المعشبات النباتية وتقديم مقترح بالهيكل التنظيمي للمشروع مع تحديد الوظائف ومهامها وخبراتها المطلوبة.
ويذكر أن الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان كان قد أصدر قرار رقم (5) لعام 2013 بشأن تشكيل اللجنة العليا واللجنة الفنية لمشروع مركز المصادر الوراثية النباتية برئاسة هيئة البيئة – أبوظبي وعضوية ممثلي الجهات المعنية، والتي تضم جامعة الإمارات العربية المتحدة، ووزارة البيئة والمياه، وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، والمركز الدولي للزراعة الملحية وبلدية المنطقة الغربية.
أرسل تعليقك