لندن ـ كاتيا حداد
يمتلك حيوان أسد البحر بعض الحواس الأكثر حساسية على وجه الأرض، وقد تم تشريح دماغ حيوان أسد البحر لأول مرة في دراسة جديدة للكشف عن حساسية اللمس عبر الشعيرات التي قد تكون قابلة للمقارنة مع أصابع الإنسان.ووجد الباحثون بأن كل شعيرة من هذه الشعيرات على أنف أسد البحر تتصل بمناطق محدّدة في جذع الدماغ مسؤولة عن فكّ شفرات هذه الإشارات الواردة إليها، وهو ما يتوافق مع حاسة اللمس بالأصابع عند الإنسان، والتي تساعدنا في الكشف عن أية تغيرات دقيقة في الملمس. ولكن أسد البحر يرتبط لديه أيضاً اللمس بواسطة الزعانف والذيل مع مناطق محددة في الدماغ.
وما كان أكثر غرابة هو إكتشاف تمتع حيوان أسد البحر بمنطقة في الدماغ متطوّرة تسمي نواة بيشوف Bischoff ، والتي توجد في ذيول الحيوانات مثل الراكون و الكنغر وكذلك الحيتان. ومع ذلك، فإن أسد البحر لديه ذيل قصير جداً.وفي مجلة علم الأعصاب المقارن Comparative Neurology قال الباحثون بأن ما توصلوا إليه يعد أول تقرير شامل على مناطق الجهاز العصبي المركزي لأي نظام إستشعار في زعنفيات الأقدام. وأشار الباحثون إلى أن أسد البحر يعد واحداً من بين العديد من الثدييات التي يزن الدماغ لديها ما يزيد عن 680 غراما" إلى جانب الإنسان والفيل والحيتان إضافةً إلى الدلافين، إلا أن الكثيرين لا يعرفون المهارات الدماغية لزعنفيات الأقدام.
وأوضح البروفيسور جون كاس الذي قاد فريق العمل في جامعة فاندربيلت Vanderbilt في ناشفيل Nashville بولاية تينيسي Tennessee بأن الدماغ الذي يتمتع به أسد البحر في نفس حجم دماغ الشمبانزي، ولكن عقولها مطوية بشكل مكثف بطريقة مماثلة للحيتان والدلافين. مضيفاً بأنهم يعلمون الكثير بشأن تنظيم وعمل الدماغ لدى بعض الحيوانات مثل الفئران على سبيل المثال، إلا أن الثدييات متنوعة للغاية فيما يتعلق بالدماغ بما فيهم الفقمات.
وتمكن الباحثون من دراسة دماغ إثنين من الحيوانات، وأبدت إيفا سوير عالم الأعصاب في جامعة فاندربيلت Vanderbilt إندهاشها عند الإطلاع علي دماع أسد البحر لأول مرة، لأنه وبعد قضاء أعوام في دراسة دماغ العديد من الحيوانات، فقد كان صادماً رؤية شيء ما كبير ومختلف للغاية عن أي دماغ لحيوان آخر. ولا يوجد تفسير لتمتع بعض الحيوانات بحجم كبير للدماغ، ولكن قد يرجع ذلك إلي حجم الجسم أو عوامل أخرى مثل إنعدام الوزن في البيئة البحرية، أو التأقلم مع درجات حرارة المياه الباردة، أو مجرد نتيجة عشوائية من التطور.
أرسل تعليقك