اختتمت يوم الخميس في أبوظبي قمة "عين على الأرض 2015" والتي أقيمت برعاية كريمة من رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، واستمرت على مدى ثلاثة أيام.
وسلطت القمة التي أقيمت تحت شعار "قرارات واعية من أجل تحقيق التنمية المستدامة"، الضوء على الدور الذي تلعبه الحكومات، والتكنولوجيا، والمجتمع العلمي، ومشاركة المواطنين في تحسين سبل الوصول إلى البيانات النوعية حول وضع الموارد في العالم.
و صرحت الأمين العام لهيئة البيئة أبوظبي رزان خليفة المبارك، في ختام القمة، أنه من المهم جداً إنشاء ومشاركة المعلومات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، والمحافظة عليها وتطبيقها من أجل دعم عملية اتخاذ القرار بصورة واعية، وهذه كانت أبرز الاهداف التي ركزت عليها قمة "عين على الأرض".
وقالت إن التعاون الدولي عبر كافة مستويات وشرائح المجتمع يعتبر أمراً لا بد منه، كما أن تكلفة التقاعس عن ذلك باهظة للغاية، فما لم نخطط بشكل جماعي لمستقبل تنعكس فيه العدالة بقدر أكبر في مجالات التنمية البشرية والاقتصادية من خلال الاحترام المطلق للبيئة، وللموارد المحدودة على الكوكب، فإن بقاء ملايين البشر، والعدد اللامتناهي من سلالات الحيوانات وأنواع النباتات ستكون تحت التهديد والخطر، وفقط، مع الوصول إلى المعلومات الدقيقة والشاملة والمتكاملة وفي الوقت المناسب، يمكننا أن نأمل في اتخاذ القرارات الصحيحة".
من جهته كشف وزير البيئة الأردني طاهر الشخشير عن مباحثات بين وزارة البيئة الأردنية وهيئة البيئة في أبوظبي للتعاون في مجال تبادل الخبرات، حيث ستقدم وزارة البيئة خبراتها في مجال الشرطة البيئية وإدارة المحميات الطبيعية، فيما ستقدم هيئة البيئة خبراتها للأردن في مجال الدعم الفني والمالي والتقني لإعادة تأهيل المناطق المتضررة بيئيا في الأردن.
وأضاف الشخشير أنه تم الاتفاق على تعيين ضباط ارتباط بين الهيئة والوزارة لتسهيل وصول المعلومات والبيانات البيئية بين الهيئة ووزارة البيئة الأردنية ومعالجة القضايا المشتركة وتقديم المقترحات المختلفة.
وأشار إلى أن هناك تعاون بين الأردن والإمارات في مجال تحلية مياه البحر في خطوة نحو توفير المياه وحل مشكلة المياه في الأردن.
ووجه الوزير الأردني الشكر لدولة الإمارات لدعمها المملكة الأردنية الهاشمية في كافة النواحي.
وقال الشخشير إن هيئة البيئة في أبوظبي بذلت جهودا ضخمة وواضحة لإنجاح هذه القمة التي تميزت بالمشاركة الواسعة من قبل خبراء اقليمين ودوليين ومنظمات لها خبرات في مجال تبادل المعلومات البيئية، مؤكدا أن العالم العربي مازال يعاني من معضلة تبادل المعلومات البيئية.
وقال إننا بحاجة ماسة لتبادل المعلومات الدقيقة حول الوضع البيئي لكل منطقة والتي سيستفاد منها لاتخاذ القرارات المناسبة لحل المشاكل البيئية.
وأضاف إن العالم العربي لا زال بحاجة للتوعية في المجال البيئي وتبادل المعلومات بين دول المنطقة.
وركزت فعاليات اليوم الاخير من القمة على الظروف اللازمة لدعم جهود التنسيق الفعالة بين مستخدمي البيانات ومزوّديها. ومن بعض المواضيع التي تمت مناقشتها: ميادين السياسات، والتزامات التمويل، وبناء القدرات.
وضمت قائمة المتحدثين اليوم الختامي البروفيسور إنريكو جيوفانيني، الخبير الاقتصادي والإحصائي الإيطالي، والذي كان أيضاً الرئيس المشارك لـ "مجموعة الخبراء المستقلين الاستشارية حول ثورة البيانات لتحقيق التنمية المستدامة"، والتي تأسست من قبل الأمانة العامة للأمم المتحدة، والدكتور ويلبر كاسيلوا أوتيشيلو، عضو برلماني عن دائرة إميوهايا في كينيا.
وشارك في القمة ما يزيد 650 مشارك وأكثر من 150 متحدثًا دوليًّا بارزًا تحدثوا عن قضايا تتمحور حول توفير البيانات والمعلومات البيئية ذات الصلة، والطلب عليها، والظروف المواتية لها، فضلاً عن الدور المصيري الذي تنطوي عليه تلك البيانات لبناء كوكب صحي أكثر، وتضمن برنامج القمة إطلاق العديد من المشاريع الرئيسية تحت مظلة "عين على الأرض، وشمل ذلك مجالات التركيز على المبادرات الخاصة، من حيث المساواة في الوصول إلى البيانات، والشبكات المرتبطة، والتعليم، والتنوع البيولوجي، واستدامة ومرونة المجتمعات، وإدارة الكوارث، وأمن المياه، والمحيطات والكربون الأزرق
أرسل تعليقك