دبي - جمال أبو سمرا
بدأ موسم تعشيش السلاحف البحرية في شواطئ إمارة دبي وتم رصد عش لسلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض يوم 13 شباط/ فبراير الجاري، في محمية جبل علي البحرية .
وأوضحت المهندسة علياء الهرمودي مديرة إدارة البيئة ببلدية دبي أن مجموعة الإمارات للبيئة البحرية (EMEG)، وهي شريكة استراتيجية للبلدية في المحمية لاحظت في وقت سابق وجود مسارين كاذبين بالقرب من موقع التعشيش، ما يوحي بأن أنثى سلحفاة منقار الصقر ظهرت سابقاً لإيجاد موقع مناسب للتعشيش، قبل أن تطفو أخيراً على السطح للمرة الثالثة وتضع بيضها في هذا الموقع في النهاية .
وأضافت علياء الهرمودي أنه قد تم الإعلان عن محمية جبل علي البحرية في عام 1998 بهدف الحفاظ على الموارد الطبيعية البحرية، وتقوم بلدية دبي بإدارة المحمية بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين مجموعة الإمارات للبيئة البحرية (EMEG)، وتعتبر هذه المنطقة هي الوحيدة المتبقية في إمارة دبي التي تتيح التعشيش لهذه السلاحف .
وتعمل بلدية دبي من خلال أنشطة الحماية وبرامج الإدارة المتعددة في المحمية للتأكد من الحفاظ على هذه الأنواع المهددة واستمرارها للأجيال القادمة، وقد اتخذت بلدية دبي مع مجموعة الإمارات للبيئة البحرية (EMEG) خطوات حازمة لضمان حماية السلاحف منقار الصقر في مياه وسواحل الإمارة .
واشار رئيس مجموعة الإمارات للبيئة البحرية علي صقر السويدي إلى أنه تم رصد نحو 80 بيضة مع متوسط قطر 5 .2 سم في موقع العش . والجدير بالذكر أن هذه السلاحف تميل للتواجد الانفرادي، وتعشش بكثافات منخفضة في شواطئ صغيرة ومتفرقة، وتتكيف الإناث للزحف على الشعاب المرجانية والمناطق الصخرية للوصول إلى مواقع التعشيش المنعزلة .
ومن أجل حماية البيض من الصيد غير المشروع والافتراس من قبل الكائنات الأخرى، تم نقله من قبل موظفي المجموعة إلى موقع أكثر أماناً كان قد تم إعداده سابقاً خصيصا لهذا الغرض .
وأوضحت رئيسة قسم البيئة البحرية والحياة الفطرية في بلدية دبي عائشة المر المهيري أن محمية جبل علي البحرية تستضيف كل عام عدة أعشاش من سلاحف منقار الصقر، والتي تعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض حسب تصنيف القائمة الحمراء التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، وهي من السلاحف البحرية الاستوائية التي تسكن بيئة الشعاب المرجانية، وتلعب دوراً مهماً في مجتمعات الشعاب المرجانية من حيث مساعدة الشعب المرجانية على الازدهار والنمو، ويقدر أن السلحفاة الواحدة يمكنها أن تستهلك أكثر من 1000 رطل من الإسفنج في السنة، وهذا بدوره يقلل من تكاثر الإسفنج الذي لو لم يتم استهلاكه من السلاحف لكسا أرض المرجان وخنق الشعاب وأدى إلى موتها في النهاية .
وتقع محمية جبل علي في المنطقة الواقعة بين جبل علي ورأس غنتوت وتبلغ مساحتها 85 .21 كيلومتر مربع، وتصنف وفقاً لمعايير الاتحاد العالمي لصون الطبيعة كمحمية طبيعية وموئلاً ومنطقة إدارة أنواع .
وتضم المحمية 10 أصناف من النباتات و227 نوعاً من الحيوانات، وتتميز بوفرة الشعب المرجانية والأعشاب البحرية والبرية والتي تشكل ملاذاً ومرعى للثدييات البحرية والبرية كبقرة البحر الأطوم، والدلافين والسلاحف، والأسماك المرجانية، كما أن الديدان والرخويات والزواحف والحشرات فيها تجذب أعداداً كبيرة من الطيور البرية والبحرية .
وتعتبر المحمية أحد المواقع المهمة المتبقية فى إمارة دبي لفطر "Tirmania sp" والمعروف محلياً باسم "الفقع" والمرتبط بنوع من الشجيرات "Helianthemum lippii" . وتزور الدلافين الموقع بصفة متكررة خاصة نوع الدولفين الأحدب "Sousa chinensis " والدولفين ذو الأنف الزجاجي "Tursiops aduncus" .
وتعد المحمية من أهم المواقع التعليمية حيث يتوافد إليها طلاب العلم للمشاركة فى النشاطات والبرامج البيئية مثل المراقبة البيئية والنظافة والتوعية وبرامج الحماية خصوصا طلاب المدارس حيث يندمجون مع الطبيعة لعدة أيام بعيدا عن حياة المدينة الصاخبة .
وبدأ البحث عن أعشاش السلاحف البحرية منذ العام 2007 ومنذ ذلك الوقت فقد تم رصد حوالي 1604 من المواليد التي فقست من اجمالي 48 عشا والتي تم إطلاقها بسلامة فى المياه بين الأعوام 2007 و2011 .
أرسل تعليقك