قد كشفت دراسة قامت بها عضو هيئة التدريس في قسم علوم الحياة في جامعة الإمارات، الدكتورة روية الكندي أجرتها على مجموعة من المنازل شملت إمارة أبوظبي والعين حول جودة المياه في خزانات المياه المنزلية، ووجدت أن كمية البكتيريا فيها تجاوزت المعدلات الطبيعية، كما أشارت إلى أن تخزين المياه في خزانات المنازل لأغراض الشرب والطبخ والنظافة الشخصية والمنزلية لا يضمن دائما سلامة وجودة المياه عند الاستخدام، ويرجع ذلك إلى تدهور الجودة عند نقطة جمع المياه في خزانات المياه، وحدوث تلوث وهي من الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بالإمراض.
حيث لا يخلو سطح بناية أو عمارة سكنية من خزانات المياه التي يعتمد عليها السكان في توفير احتياجاتهم اليومية من تنظيف وغسل الأواني والملابس والخضراوات، وهذه الخزانات في حال أهملت تتحول إلى بيئة خصبة للبكتريا والطحالب والحشرات والفئران.
خزانات مياه منها ما هو حديث ومطابق للمواصفات، ومنها ما هو قديم وقد انتهى عمره الافتراضي، وفي كل الأحوال فإنها تظل عرضة للتلوث، ويجب التشديد على مراقبتها من قبل جهات حكومية وصحية.
لاشك يوجد قوانين ملزمة من البلديات تؤكد على تطبيق شروط الصحة والسلامة، ولكن الرقابة شبه غائبة، تغض الطرف عن ملاك مخالفين، وقوانين "مجمدة" لا تتحرك إلا بفعل شكوى يقدمها المتضررون.المسؤولية لاتحركها سوى ضمائر الملاك، فمنهم من يتجاهل أو يتكاسل ومنهم من يلتزم بمبدأ لا ضرر ولا ضرار.
في جولة بين ساكني بعض البنايات لرصد مشكلة تنظيف خزانات المنازل في بعض إمارات الدولة ومعرفة مدى التزام أصحاب البنايات بتنظيفها، وهل هناك قوانين ملزمة أم لا ؟ وما هو دور البلديات في التفتيش؟.
يصف الوضع عمرو محمد "مهندس" يقيم في إحدى بنايات الشارقة تقدمت بشكوى إلى البلدية بعد أن أصابني اليأس، وخشيت على الأولاد من مياه الخزان الملوثة، موضحا أن خزان البناية لم تشمله النظافة منذ خمس سنوات، فضلا عن أنه قديم وصدئ، وأوضح عمرو محمد لم أر يوما مفتشا يراقب على خزان المياه في البناية، وبالتالي لم يهتم صاحب البناية، فقد أوكل مهمة التنظيف إلى ناطور البناية حتى لا يلتزم بالدفع مع شركات النظافة وباتت المياه عكرة لا تصلح للاستخدام الآدمي.
موضحا "أن مفتش البلدية قام بالتفتيش على الخزان بناء على الشكوى وألزمت صاحب البناية بتغيير المواسير الصدئة في حين الخزان قديم، وغير مطابق للمواصفات، وقد انتهى عمره الافتراضي، وعند الكشف عليه وجدوه مفتوحا يكسو جدرانه الصدأ والأتربة والحشرات والطيور النافقة والفئران الميتة التي بداخله"، والحال لم يتغير وباق على ما هو عليه!
وفى سياق متصل يوضح محمد إبراهيم "موظف" أن الخزانات غير المحكمة الغلق عرضة لترسب الغبار والأتربة الطينية التي تأتي محملة بها الرياح لدرجة أن لون الماء يصبح شبه أسود". مضيفا أن غياب الرقابة من قبل البلديات على خزانات المياه تجعل أغلب أصحاب البنايات لا يتعاقدون مع شركات للتنظيف .
من جانبه أشار محمود صلاح "موظف" إلى أن بعض ملاك البنايات يتركون تنظيف خزانات المياه في عهدة الحارس حتى لا يدفعون تكاليف النظافة فيهملها ويترك غطاءها مفتوحا لمتابعة مستوى المياه وتكون عرضة للتلوث ودخول الحشرات وانتقال الأوبئة والميكروبات"، موضحاً أن البلدية توجه الملاك من خلال قوانينها إلى النظافة الدورية لخزانات المياه لكنها لاتلزمهم ولاتقوم بالتفتيش الدوري وتكتفي بغرامة مالية .
وأوضحت ولاء صلاح، "ربة بيت"، أن مياه الخزان أحيانا يتحول لونها إلى الأصفر، وقالت إن البناية التي تسكن بها قديمة، وخزان مياهها قديم ولا يتم تنظيفه إلا كل عامين أو أكثر وخلال الخمس سنوات التي أقمت فيها بالبناية تم تنظيفه مرة واحدة. مشيرة إلى أن "مياه الخزان لا تصلح حتى للاغتسال والاستحمام أو الوضوء.
وحول دور بلدية دبي في التفتيش على خزانات المياه في البنايات، أضاف مدير إدارة الصحة العامة في بلدية دبي المهندس مروان الحمد، أن البلدية تضع لائحة شروط ومواصفات في البناء تشترط فيها المادة 47 الخاصة بمواصفات تصميم شبكات المياه والخزانات على أصحاب البنايات بتنظيف الخزانات من خلال عقود تبرم مع شركات معتمدة من قبل البلدية، متابعا أن هناك فرقا من المفتشين تقوم بالرقابة على مستوى الصحة والسلامة في المباني العامة من مدارس والفنادق وتقوم بزيارة البنايات السكنية للتفتيش على جودة المياه ،موضحا أن مياه الشرب قد يطرأ عليها تلوث من أنواع البكتيريا وكل شيء يمكن تعرضه للتلوث إذا ترك للإهمال وعدم النظافة.
وأوضح المهندس مروان أحمد إذا تقدم الساكن بشكوى بسبب تلوث المياه فإننا نوقع مخالفة مالية على صاحب البناية من ألف إلى خمسة ألاف درهم، مع المتابعة لتعديل الوضع.
من جانبها أوضحت بلدية الشارقة أنها تطبق مواصفات صحية لخزانات المياه لكل المنشآت السكنية في إطار المحافظة على مستوى النظافة
.وأكد مساعد المدير العام للهندسة والمشاريع في بلدية الشارقة، المهندس عبدالعزيز المنصوري إن الخزان يجب أن يكون مصمما طبقا للمواصفات الفنية،ويكون موقعه بعيدا عن جميع مصادر التلوث،ومحكم الاغلاق.
أما بخصوص المباني القائمة، أقر المنصوري أن البلدية تشجيع أصحاب تلك العقارات بتركيب أنظمة توفرالتبريد أو تغطية خزانات المياه من حرارة الشمس بإرسال إخطارات لهم بذلك من أجل حل مشكلة سخونة المياه في فصل الصيف".
أكد مدير إدارة الرقابة الغذائية في بلدية دبي سلطان الطاهر أن قانون البلدية يلزم صاحب البناية بتنظيف خزان المياه كل ستة أشهر وأن يكون لديه عقد تنظيف للخزان مع شركة معتمدة من البلدية".
وإدارة المباني تعتمد مواصفات الخزانات المصنعة من الفيبر جلاس المغلفة بطبقة من مادة الإكليرك المعزولة لضمان جودة مياه الخزانات وبقائها نظيفه أكد مدير شركة تنظيف خزانات طلال الزيدي، إن المواد الكيماوية المستخدمة في التنظيف والتعقيم لخزانات المياه، معتمدة من البلديات طبقا للمواصفات والنسب على أن تكون آمنة وغير ضارة بالصحة العامة، على أن تطهر الخزانات بحقن مادة الكلور من أجل الحصول على مياه نقية خالية من الشوائب فيما يعمل الطاقم المدرب على نظافة الخزانات بطريقة أكثر حرفية ومأمونية.
أرسل تعليقك