يا ريت هموم إنسانية بين العقل والقلب
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"يا ريت" هموم إنسانية بين العقل والقلب

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "يا ريت" هموم إنسانية بين العقل والقلب

"يا ريت" هموم إنسانية بين العقل والقلب
دبي -صوت الإمارات

بعبارة "يا ريت" تم اختصار أحلام الشخصية الرئيسة للمسلسل اللبناني السوري الذي عرض أخيراً على عدد من الشاشات العربية، وفرض حالة من الإعجاب الممتزج ببعض عبارات الاستفهام الواقعية التي شملت مضمون المسلسل، وطريقة الطرح الجديدة التي أقدمت على تقديمها الكاتبة اللبنانية كلوديا مرشليان، وتولى إخراجها للشاشة فيليب أسمر بمعية عدد من نجوم الدراما السورية واللبنانية والمصرية.

هل يمكن أن يقع المرء في حب شخصين في الوقت نفسه؟ وكيف يمكن لمارشليان تبرير تبعات هذا المنعرج العاطفي الجديد بطريقة تنطق بالحقيقة وتوصد باب الخيارات أمام البطل الذي يقحم المشاهد على مدى 30 حلقة في نهج المتاهات النفسية التي أتبعتها مارشليان بكومة من الأحداث السياسية والاجتماعية التي واكبت بها مسارات شخصياتها الدرامية بشكل اختلط فيه الهم الفردي بالهم الجماعي، والألم السوري بالقضايا الإنسانية العاجلة، لعله أحد الخيارات التي فضلت به الكاتبة سرد محاور المسلسل وشخصياته في بيئة "أزماتية" طغت عليها هالة الجماليات البصرية المستوحاة من طريقة "الفيديو كليب الغنائي" التي تميز بها فيليب أسمر مخرج العمل، ووظفها ضمن توليفة أحداث العمل للتخفيف من وطأة الأزمات الطارئة.

في عودة إلى عقدة النص الأساسية، نقف مطولاً عند حالة بطل المسلسل وإشكالية تعلقه بحب امرأتين في وقت واحد، بطريقة بدت للوهلة الأولى غير منطقية وموغلة في الأنانية، لكن مع توالي نسق الأحداث، استطاع النص الدارمي الكشف عن كنه هذه المتاهات التي انحدر فيها البطل بشكل لا إرادي، من خلال قدرة الكاتبة على الولوج إلى أعماق الحياة النفسية والعاطفية للشخصية بطريقة مكنتها من إيصال الفكرة بشكل منطقي جعل المشاهد يبلغ مرحلة التعاطف مع البطل، وإقصاء الاعتبارات العقلانية والنواميس الاجتماعية التي زادتها جرأة الطرح ومنطقه الإنساني والدرامي بريقاً خاصاً، بالنظر إلى خلفية صراعات الشخصية النفسية القديمة مع ماضيها وأزماتها الحادة بسبب وفاة الشقيقة التوأم "زينة" منتحرة، وتشتت إياد بين ابنته الوحيدة وقصة زواجه الفاشلة من فتاة أجنبية من جهة، وبحثه الدائم عن الجانب الضائع في علاقته بدكتورة الفيزياء "جنى"، وعلاقته التي ظهرت مصادفة في الأفق بمدرسة الباليه اللبنانية "تينا"، التي سرعان ما تحولت إلى علاقة حب ضارية تعقدت فيها الأحداث لتصل إلى ذروة الأزمة المتوقعة والخسارة الحتمية لكلا العلاقتين، وبقاء إياد وحيداً.

ويحسب لكاتبة العمل نجاحها في طرح فكرة الأزمة الإنسانية السورية بأسلوب يلامس عقل المشاهد العربي العادي من خلال قصة لجوء عائلة سورية إلى إحدى القرى اللبنانية المجاورة للحدود بين البلدين، وزحفها تحت وطأة واقع مأساوي فرضه راهن الحرب وقسوة الابن الثائر "إياد" الذي انتقم من عائلته واعتبرها السبب الأساسي في وفاة شقيقته التوأم "زينة"، إلا أن مرض والدته في بداية المسلسل وإصرار "جنى" على ضرورة عودته لملاقاة والدته، دفع بالأحداث الدرامية إلى نسق تصاعدي حافظ عليه العمل في بقية حلقاته، إلى حين انفكاك العقدة الدرامية بتصالح إياد مع عائلته، واكتشافه استحالة الجمع بين قلبين في الوقت نفسه.

أما على صعيد الصورة الإخراجية، فلا شك أن مخرج الأغنيات المصورة فيليب أسمر قد بالغ في تقديم مجمل المشاهد الخارجية للعمل، وذلك عبر الاحتفاء الممعن بالسينوغرافيا التي أخذت في كثير من الأحيان طابع الاحتفاليات البصرية الخارجة عن المنطق والأقرب إلى طريقة "الكليبات" الغنائية، لاسيما في الجزء المتعلق بتقطيع المشاهد وزوايا الكاميرا، وقائمة المؤثرات البصرية "البراقة" التي رافقت ديكور "الأزمة"، وتعارضت مع واقعها وواقع أهلها المهجرين.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا ريت هموم إنسانية بين العقل والقلب يا ريت هموم إنسانية بين العقل والقلب



GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:12 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد وبن زايد يهنئون رئيس بنما بذكرى الاستقلال

GMT 13:59 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تصاميم على شكل الماس لحقائب "إن إس باي نوف"

GMT 10:32 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

لوني شتاءك بأجمل موديلات الأحذية الـ Pumps

GMT 01:32 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عيش الرفاهية في فنادق ومنتجعات الجميرا الفخمة

GMT 01:28 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

«بنتلي» تفوز بلقب الشركة الأكثر تقديرًا في بريطانيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates