القاهرة -صوت الامارات
يبدو أنه لا مخرج قريب من أزمات صناعة السينما، خصوصا فى مجال التوزيع السينمائى، حيث يتعرض فيلم «كدبة كل يوم» بطولة عمرو يوسف لحرب شرسة لمنع انتشاره فى السينمات من قبل الموزعين، إذ تم منع عرضه فى سينما point 90 بالتجمع الخامس، بحجة أن جمهور هذه السينما يفضل الأفلام الأجنبية فقط، كما يتم عرضه بعيدا عن أوقات الذروة فى سينما نايل سيتى، كما يتم عرضه فى سينما أوديون فى حفلتين صباحيتين فقط بالتبادل مع فيلم «أوشن 14».
وربما الغرض من هذه الحروب يأتى لرغبة الموزعين فى تحقيق أرباح أكثر من خلال عرض الفيلم الأجنبى بصورة مكثفة عن الفيلم المصرى.
المشكلة التى تواجه المنتجين فى هذا الأمر تتمثل فى أن الموزعين هم أنفسهم أصحاب دور عرض، حيث يسخرون السينمات التى يملكونها لعرض أفلامهم والتى غالبا ما تكون أجنبية، و«التقفيل» على الأفلام المصرية، دون مراعاة لخسائر الصناعة والعاملين فيها.
ويقول المخرج هشام عبد الخالق، إن حروب التوزيع لا تنظمها قوانين أو تشريعات، خاصة أن غرفة صناعة السينما ليس لديها آلية لتنفيذ قراراتها مضيفا: «يجب على الموزعين أن يصلوا لصيغة تنظيمية للعمل نابعة من قراءتهم للواقع، ومن رؤيتهم لمستقبل السينما المصرية وألا ينظروا فقط للمكاسب التى يحققونها على المستوى القريب».
وأشار إلى أن أن مطالبات المنتجين بزيادة نسخ الأفلام الأجنبية لن تعود بالنفع على الفيلم المصرى مطلقا، وذلك لأن موزعى الأفلام يرغبون فى تحقيق إيرادات سهلة دون المجازفة بالمشاركة فى إنتاج أفلام مصرية، موضحا أن مطالبات المنتجين تأتى بسبب خوفهم من تجمعات السينمات التى من المقرر أن تفتح خلال الفترة المقبلة، منها كايرو فيستيفال سيتى، ومول مصر الموجود بمدينة 6 أكتوبر فيحاولون أن يزيدوا من عدد القاعات التابعة لهم لمواجهة المنافسة المقبلة، كما يقومون بتحالفات مع بعض المنتجين لتوزيع أفلامهم، وذلك لضمان بقائهم.
وأوضح أنه على الرغم من وجود مصادر أخرى أمام المنتجين لتحقيق إيرادات مثل البيع للقنوات الفضائية المصرية والعربية فإن السينمات تظل المصدر الأول لإيرادات الأفلام ويجب ألا تتم محاربة الفيلم المصرى على أرضه، بحجة أن الجمهور يرغب فى مشاهدة الأفلام الأجنبية، بل بالعكس إذا قام المنتجون بعرض الأفلام المصرية جيدة الصنع سيشاهدها الجمهور، معربا عن استيائه من عدم عرض فيلم «كدبة كل يوم» فى سينماpoint 90 بالتجمع الخامس قائلا: «الفيلم يخاطب كل أسرة مصرية وهو كوميدى اجتماعى وتم تصويره بجودة عالية، وإذا تم عرضه هناك سوف يقبل الناس على مشاهدته».
وأضاف أن السينما المصرية تشهد حاليا فترة نشاط ملحوظ ويعود ذلك إلى هروب المنتجين من الإنتاج الدرامى، وذلك بعد أن أصبحت أجور نجومه خيالية ولا يستطيع أن يتحملها المنتجون، ولذلك قل عدد الأعمال الدرامية هذا العام عن الأعوام الماضية، كما أن هناك عددا من القنوات الفضائية الجديدة التى بدأت فى شراء الكثير من الأفلام لعرضها على شاشتها منها قناة osn أفلام وقناة النهار، موضحا أن صناع الأفلام يواجهون مشكلة أخرى، وهى انشغال الكثير من النجوم والفنيين فى أعمال دراما، وهو ما يعطل تصوير الأفلام الجديدة التى لا يكون أمامها فعليا سوى 4 أشهر على الأكثر من بعد انتهاء موسم العرض الرمضانى للبدء فى التحضير لمسلسلاتهم الجديدة التى يتم عرضها العام المقبل.
أرسل تعليقك