انطلقت اليوم فعاليات ملتقى " معا نرتقي بجودة الحياة " الحدث الأول من سلسلة ملتقيات معا نرتقي خلال العام الدراسي الجاري والتي تعقد للعام الرابع على التوالي.
شهد الملتقى الذي عقد بمجمع محمد بن راشد الأكاديمي بدبي مشاركة واسعة من مختلف أطياف المجتمع التعليمي من طلبة ومعلمين وقيادات مدرسية فضلا عن عرض تجارب حية لعدد من الجهات الداعمة منها مهرجان طيران الإمارات للآداب وفريق دبي اكسبو 2020 وجائزة دوق إدنبره الدولية ومكتبة دبي العامة ومؤسسة دبي لرعاية المرأة والأطفال وهيئة الصحة بدبي وبرنامج / spark UAE / وهيئة كهرباء ومياه دبي.
واستعرض المشاركون في ملتقى / معا نرتقي بجودة الحياة / عددا من التجارب الناجحة التي استطاعت غرس ثقافة السعادة في المجتمع التعلميمي منها تجربة السير أنتوني سيلدون مؤسس حركة السعادة في المملكة المتحدة والتي تركز على تعليم الطلاب المهارات اللازمة لبناء علاقات إيجابية والحفاظ عليها إضافة إلى تأسيس صحة نفسية جيدة ما يعد الحجر الأساس للسعادة.
واستمعت القيادات المدرسية إلى تجربة السير أنتوني سيلدون حول التعليم الإيجابي ودوره في تعزيز الجهود الرامية لتحقيق السعادة في المملكة المتحدة حيث أشار سيلدون إلى أن الطلبة في المملكة المتحدة يتعلمون المهارات اللازمة ليعيشوا حياة سعيدة .. داعيا إلى ضرورة أن يترافق تطوير الطلبة من الناحية الأكاديمية مع هذا الأسلوب الجديد في التعلم والذي ينشيء مجتمعا أفضل في رعاية أفراده.
وعقدت جلسة حوارية رئيسية بعنوان " التحصيل الأكاديمي يرتقي بالسعادة..
كيف يستطيع المعلمون إضفاء المزيد من أجواء السعادة ضمن فصولهم الدراسية.. ؟ " بمشاركة كل من السير أنتوني سيلدون والدكتور كايبينغ بينغ من الصين وتاي لاي هوك من سنغافورة والدكتور عبد الله الكرم رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي وأدارتها الدكتورة سونيا جعفر من دبي.
وقال الدكتور عبد الله الكرم مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي خلال الجلسة الحوارية " أنه يوجد في دبي سياق إجتماعي فريد من نوعه يجمع أكثر من 200 جنسية وثقافة ونتفق جميعا على أن جميع من يعيشون على أرض دبي يطمحون إلى السعادة .. مشيرا إلى أن هذه هي نقطة انطلاقتنا في جهودنا المشتركة كفريق عمل مع المدارس الخاصة في دبي.. ففي الوقت الذي تشهد فيه دبي نموا إقتصاديا متناميا كان له مردود إيجابي على جودة الحياة.. وفي ظل تعدد وسائل وأساليب التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها فإننا نهتم كثيرا الآن بجعل السعادة أداة نحو تحقيق النجاح لطلبتنا ومدارسنا وذلك هو التحدى المستقبلي لنا جميعا ".. لافتا إلى أن الكثيرين منا ينظرون إلى أن الإنجاز والتفوق الدراسي يقود إلى تحقيق السعادة..
ونحن نسعى لأن تكون السعادة وسيلتنا نحو تحقيق هذا الإنجاز.
من جانبه أكد السير أنتوني سيلدون أن السعادة تكمن في النظر بتمعن في كل الأفكار والتطلعات التي تنبع من داخل كل منا وإذا كنا قادرين في الواقع على جعل مدارسنا بالصورة التي نتخيلها فإنها بالتأكيد سوف تصبح أفضل.
وقال ان دبي تجسد نموذجا رائدا ويحتذى به في إسعاد الناس لذا فإن مسؤولية معلمينا أن يكونوا أكثر سعادة من أجل أطفالنا واضعين نصب أعينهم حجم تأثيرهم الذي يترسخ في نفوس طلبتهم.
واتفق كل من كايبينغ بينغ "الصين" و تاي لاي هوك "سنغافورة" على أهمية التعليم الإيجابي في تعزيز مستويات السعادة لدى الأطفال في كل من الصين وسنغافورة حيث أكد نبيغ أهمية السعي نحو مواصلة العمل من أجل تغيير نظرة طلبتنا إلى العالم من حولهم مشيرا إلى أن دور علم النفس الإيجابي في تحقيق هذا الهدف على مستوى الصين بما يساهم في تحقيق الأهداف المستقبلية للتربية والتعليم في الصين.
إلى ذلك أطلقت هيئة المعرفة والتنمية البشرية على هامش الملتقى - الذي شهد إطلاق حزمة من الفعاليات والانشطة الرياضية المتنوعة لضيوفه - مبادرة " عش العربية" وهي برنامج مبتكر تنظمه نخبة من المعلمين في دبي لزملائهم المعلمين ليتشاركوا معهم أفضل تجارب معلمي اللغة العربية من أجل غرس حب اللغة العربية في عقول وقلوب طلبتهم ومساعدة زملائهم في تقديم دروس تتناغم مع الأسلوب الذي يفضله الطلبة في التعلم.
وقالت فاطمة غانم المري الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم المدرسي في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي يركز البرنامج على كون اللغة العربية لغة حياة وهدف مجتمعي تتضافر الجهود من أجل تعزيز مكانتها لدى الطلبة والمجتمع.. مشيرة إلى أن فعاليات مبادرة "عش العربية" تمزج بين مجموعة من العناصر الرئيسية وهي ما يريده أبناؤنا في مسيرتهم مع تعلم وإتقان مهارات اللغة العربية وسبل تحفيز معلمي اللغة العربية على إجتذاب الطلبة بأنشطة مبتكرة عبر إدخال التقنيات الحديثة في الحصص الدراسية إضافة إلى إظهار التقدير المجتمعي للغتنا باعتبارها أسلوب حياة.
وأضافت سوف ينعقد البرنامج خلال تواريخ محددة من أيام السبت اعتبارا من الثالث من شهر أكتوبر المقبل بواقع 6 فعاليات ممتدة تستضيفها مدارس خاصة بدبي على مدار العام ..مستهدفا معلمي اللغة العربية الحاليين للغة العربية للناطقين بها ولغير الناطقين وغيرهم من المعلمين المهتمين بإدخال العربية في حصصهم الدراسية.
وتستهدف سلسلة ملتقيات معا نرتقي خلال العام الدراسي الجاري ربط معلمي وطلبة المدارس الخاصة بدبي من مختلف الأعمار على مدار 6 ملتقيات دورية بمشاركة أكاديمين دوليين ومحليين إضافة إلى المدارس الخاصة بدبي.
وشارك المجتمعون في ورش عمل بإدارة معلمين من المدارس الخاصة بدبي والبالغ عددها 173 مدرسة خاصة تطبق 16 منهاجا تعليميا وتستقبل أكثر من 255 ألف طالب وطالبة تركز على عرض تجارب حية تشير إلى أن الأطفال الذين يتمتعون بمستويات عالية من جودة الحياة في النواحي العاطفية والسلوكية والاجتماعية في المدرسة يحققون أداء أفضل من الناحية الأكاديمية مقارنة بأقرانهم الذين لم يحظوا بمثل هذه المستويات. وعلى نحو مماثل فإن المعلمين الذين يتمتعون بجودة الحياة في المدرسة، يقدمون دروسا أكثر تميزا وفعالية ويكون لهم تأثير إيجابي أكبر على طلبتهم.
ويقدم ملتقى معا نرتقي "بجودة الحياة" للمعلمين والقيادات المدرسية نصائح عملية حول كيفية جعل الطلبة والمعلمين والكادر الإداري وأولياء الأمور في المدرسة أكثر سعادة وأوفر صحة.
وقالت موزة السويدي رئيسة المشاركة المجتمعية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي " نستهدف مواصلة رصد الممارسات المستقبلية عبر الإطلاع على أحدث الأفكار والأبحاث التي من شأنها دفع عجلة التطوير في المدارس وتشجيع المزيد من التعلم وإندماج الطلبة وتحفيز الابتكار بما يتماشى مع استراتيجية دبي للابتكار والأجندة الوطنية لدولة الإمارات 2021م ".
وأضافت ان المشاركة المتميزة للمؤسسات الداعمة على مستوى الدولة خلال فعاليات الملتقى منذ انطلاقته في العام 2012م ساهمت في إثراء تجارب المشاركون في الملتقى.. مشيرة إلى أنه تم تسجيل أكثر من 119 مدرسة خاصة لحضور الملتقى ومشاركة أكثر من 550 معلما وقيادة مدرسية وطلبة إضافة إلى أكاديمين وتربويين على المستويين المحلي والدولي ما يعكس حرص المجتمع التعليمي على مواصلة رحلته من أجل المزيد من جودة التعليم والمزيد من السعادة والمزيد من جودة الحياة.
أرسل تعليقك