دبي – صوت الإمارات
أعلنت هيئة تنمية المجتمع، الجهة الحكومية المسؤولة عن تطوير أطر التنمية المجتمعية في إمارة دبي، عن إطلاق مبادرتها المجتمعية "المجالس مدارس"، التي تستهدف طلاب الحلقتين الأولى والثانية في مدارس وزارة التربية والتعليم والمدارس الخاصة في دبي.
وتعد الخطوة إحدى مبادرات الهيئة لتعزيز وعي الناشئة بالعادات والتقاليد المحلية، وترسيخ انتمائهم لقيم المجتمع الأصيلة، في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها الحياة العصرية. وتعمل هيئة تنمية المجتمع على استثمار الدور المهم الذي لعبته المجالس في تراث دولة الإمارات، كونه منبرًا رئيسًا للتربية والتهذيب ومناقشة القضايا المجتمعية واحتواء مشكلات الأفراد وإيجاد الحلول المناسبة لها، وإحياء هذا الدور بالتعاون مع المؤسسات التعليمية.
وأكد مدير عام هيئة تنمية المجتمع، خالد الكمدة، أهمية إحياء الدور التقليدي لمجالس الأحياء، الذي كان له على مدار السنوات أثر فاعل في ترسيخ التلاحم الاجتماعي، وتعزيز الترابط والتكاتف بين الأسر والأفراد. وقال الكمدة "كانت المجالس منبرًا لمناقشة القضايا المجتمعية وطرح الحلول للتحديات التي يمر بها أفراد المجتمع، وذلك بحضور كبار السن وذوي الخبرة والسلطة في المجتمع، فضلًا عن دورها في معرفة أخبار المنطقة والمدن المجاورة من رواد المجلس والضيوف".
وأشار إلى أن مع التطورات الحضارية المتسارعة، تضاءل هذا الدور، وابتعد أهالي الأحياء عن مجالسهم، مضيفًا "نظرًا إلى أهمية المجالس مركزًا مجتمعيًا محليًا، نعمل في هيئة تنمية المجتمع على إعادة الزخم لمجالس الأحياء، وتعريف الأطفال والشباب بتقاليدها وآدابها".
وتضم مبادرة "المجالس مدارس" سلسلة من المحاضرات تقام بشكل متناوب في المدارس، وفي مجالس الأحياء التابعة لهيئة تنمية المجتمع، ويشرف على تقديم هذه المحاضرات مجموعة من كبار السن المسجلين لدى هيئة تنمية المجتمع في برنامج "تواصل الأجيال". ويقدم المحتوى العلمي للمحاضرات على شكل فيلم صمم لهذا الغرض يستعرض عادات المجالس وآدابها الرئيسة، إضافة إلى ورش عمل تطبيقية لتدريب الأطفال والمراهقين على هذه العادات والتقاليد التي درج عليها أهالي المنطقة.
وذكرت مدير إدارة التلاحم الاجتماعي بهيئة تنمية المجتمع، هنا بكار الحارثي: "للمجالس في مجتمعنا أهمية كبيرة في عملية غرس قيم التنشئة الاجتماعية، حيث يسهم اصطحاب أولياء الأمور لأطفالهم إلى المجالس في تعزيز الوعي الديني والاجتماعي والثقافي لديهم، وتوسيع معارفهم بجوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وتتضمن المراحل المقبلة من مبادرة (المجالس مدارس) تصميم سلسلة من الأفلام التعليمية للأطفال حول العادات المجتمعية الأصيلة، كالكرم والشجاعة، والمهن الإماراتية بين الماضي والحاضر".
وتابعت "نهدف إلى تغطية 10 من مدارس التعليم الأساسي في إمارة دبي، بواقع 1050 طالبًا تقريبًا، تراوح أعمارهم بين ستة و16 عامًا، وسنواصل تطوير المبادرة لتغطي شريحة أوسع من الأطفال والشباب وبمحتوى علمي متنوع يعزز انتماءهم المجتمعي وهويتهم الوطنية".
واستضافت هيئة تنمية المجتمع، في افتتاح المبادرة بمجلس الراشدية في دبي، أخيرًا، أكثر من 60 طالبًا من المرحلة التأسيسية، استمعوا إلى عرض توضيحي حول أهداف المبادرة ودور المجالس وعاداتها في إكرام الضيوف وتعليم القرآن الكريم والشعر وآداب التواصل، إضافة إلى مشاركة أهالي الأحياء أفراحهم وأحزانهم، كما تم عرض الفيلم العلمي للمبادرة، وتلته حلقة نقاشية بين الأطفال وكبار السن، تعلم فيها الأطفال عادات وتقاليد مجالس الرجال.
وتتضمن المبادرة استبيانات لقياس مدى استفادة الطلاب من المحتوى العلمي، واستشعارهم أهمية المجلس مصدرًا لتعزيز الثقافة المجتمعية وترسيخ مفاهيم الهوية الوطنية والانتماء المجتمعي
أرسل تعليقك