تجربة المعلّمة سماح تكشف عمق الصراع الطائفي في سورية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

طلابها ارتدوا الزيّ الأسود وأمهلوها 3 أيام للمغادرة

تجربة المعلّمة سماح تكشف عمق الصراع الطائفي في سورية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - تجربة المعلّمة سماح تكشف عمق الصراع الطائفي في سورية

مؤيدو داعش فى الرقة
دمشق - نور خوام

كشفت المعلمة "سماح اسماعيل" لجريدة الإندبندنت عن قصة طردها من الرقة، وتبدأ قصتها قبل تواجد داعش أثناء نمو سلطة جبهة النصرة التابعة لتنظيم
القاعدة، حيث كان الناس الذين يعشون فى بلدة صغيرة تدعى " آل سبها" على ضفاف نهر الفرات فى عام 2013 يفكرون فى أن الحرب التى اجتاحت سورية ربما
تنال منهم أيضا.
وعملت سماح (39 عاما) معلمة حكومية فى مدرسة أحمد العزاوي وكانت سعيدة بتعليم الطلاب اللغة الإنجليزية فى عمر 17 و18 عاما، والتعليم كان
مجانىا" فى سورية، وتتبع سماح الطائفة العلوية وهى الأقلية  التي ينتمى اليها الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن هذه الطائفة لا تسيطر على مهنة
التدريس في سورية، وعاشت سماح خارج الرقة لمدة أربع سنوات ونصف لكنها بقيت فى المدينة فى مارس/ أذار 2013 حتى العاشرة ليلا، ولاحظت أن جميع
المبانى الحكومية تبدو فارغة ولم يكن هناك شرطة في الشوارع ولا أضواء في مركز الشرطة.
وبعد ثلاثة أيام أثناء مغادرة سماح للمدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي في المساء، أخبرها مدرس أخر يدعى أحمد أن 8 آلاف رجلا جاؤوا إلى الرقة من
الشرق يرتدون زيا أسود مع أسلحة ومدافع فيما قال البعض أنهم استقلوا دبابات تركية، وتقول سماح " بكيت، لقد كانت لحظة مؤلمة للغاية، وحزمت
حقائبى وكنت أعرف ما سيحدث، ثم جاؤوا إلى باب منزلى ليلا، وكان هناك خمسة شباب ورجل كبير وهو مالك المنزل الذى أعيش فيه، وطلبت منهم الدخول لشرب
القهوة، كان الشباب يرتدون ملابس سوداء وكنت أعرفهم لقد كانوا طلابى". وأردفت سماح " علمت ما سيحدث، وتعرفت على الأولاد إنهم أحمد وعلي كانوا
طلابي ولم يقولوا شيئا غير مهذب لي لكنهم قالوا نحن لا نريد أن نؤذيك ولكن نريدك أن تخرجي من المدينة لأنه غير مرحب بك هنا، كانت وجوههم ليست
لطيفة كما كانت عندما كانوا مجرد طلاب، كانوا يرجفون غضبا وخجلا لم ينظروا إلى عيني لكنهم نظروا إلى أسفل، كان لديهم بنادق وأسلحة وقالوا إن
لم أغادر سوف يأخذون الأثاث ويحرقون المنزل".
وانتقلت سماح إلى منزل الجيران لمدة ثلاثة أيام، وأضافت  " لم أكن خائفة، كنت أفكر في أن ذلك سيحدث ولم أتم، واستمر طلابي لمدة نصف ساعة ورحلوا،
لم يكونوا طلابا" جيدين، ولم أكن خائفة لأنني معملتهم ولأنني من هذا البلد ولذلك لم يستطيعوا إيذائي، لقد كانوا جميعا ينتمون إلى عائلات
مزارعة، وكانت هناك إصلاحات حكومية وكانت أسرهم من المزارعين الجدد  ولديهم أراض جديدة وأغنياء نسبيا، إنهم يزرعون الذرة والعنب والقطن".
واستقلت سماح حافلة بعد 11 يوما إلى تدمر التي وقعت تحت سيطرة داعش العام الماضي، ثم اتجهت إلى حمص ومنها إلى أسرتها في اللاذقية حيث تشعر بالأمان
ولكن بالملل أيضا، وتابعت سماح "لقد نشأت هنا ولم يكن هناك أى شئ، أكره هذا المكان، لكنه أفضل من الرقة حاليا، وأصبحت أيام الجمعة عقاب بعد أن
غادرت، وكان باستطاعتي التحدث إلى أصدقائي عبر الأنترنت وأول شئ حدث وأخبروني به كان مطالبة إحدى النساء بتغطية نفسها، ثم تم إغلاق جميع
المدارس، وكان المسجد هو المكان الوحيد لتعليم الأطفال". وأكملت سماح " ذهبنا الى النوم فى إحد الأيام واستيقظنا على حالة أخرى
تماما، أصبحت جبهة النصرة ضد داعش تماما، وكان لدي شعور أن طلابى الذين طلبوا مني المغادرة قد ماتوا حاليا، ولا أعرف لمذا إنه مجرد إحساس بذلك،
لم يحصلوا على درجات جيدة ولكن كان هناك علاقة جيدة بيني وبينهم". وأوضحت سماح أن السبب الذي جعل الطلاب يخبرونها بأنها غير مرحب بها كونها
تتبع الطائفة العلوية، وتعمل لدى الحكومة التي يجب تدميرها وفقا للفكرة السائدة عام 2013، وتعرضت الرقة للقصف بواسطة الأميركيين والروس
والسوريين والأردنيين والسعوديين ومن كل شخص فى المنطقة، واعتقد سكان الرقة أن القصف كان فى مخيلة القوى المختلفة التى تزعم تدمير أكثر طائفة
دينية مكروهة، ولكن يصبح السؤال هل استطاعت سماح العودة إلى التدريس في مدرسة أحمد العزاوي؟ هل يمكن توحيد سورية مجددا؟ ولذلك يجب التفكير في
الحياة فيما بعد جبهة النصرة وداعش وغيرها من الجماعات الإرهابية. وإذا كان مستقبل سورية كغيرها من البلاد يرتكز على التعليم بدلا من
البنادق كيف نفسر تصرف الطلاب الذين هاجموا منزل سماح بالأسلحة؟ ألم يعد التعليم يجدي؟ ويتذكر الجميع في سورية اليوم الذي تعرضوا فيه للتطرف وهو
6 مارس/ أذار 2013.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة المعلّمة سماح تكشف عمق الصراع الطائفي في سورية تجربة المعلّمة سماح تكشف عمق الصراع الطائفي في سورية



GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:46 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لمشاهدة احتفالات رأس السنة في نيويورك

GMT 03:04 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إبداع وعروض رائعة في الملتقى الإماراتي الأفريقي

GMT 10:50 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات أنيقة للفنانات في مهرجان"روما السينمائي"

GMT 19:05 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

فتوحي يؤكد أن فريقه لعب لتحقيق الفوز علي الوحدة

GMT 12:39 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إلهام شاهين تتعاقد على بطولة فيلم جديد تحت عنوان "الفارس"

GMT 14:43 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

شرطة دبي تفوز بجائزة "المؤسسة الأوروبية" للجودة

GMT 04:45 2018 الأحد ,11 آذار/ مارس

سقوط شيرين عبد الوهاب أثناء حفلها بـ"دبي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates