أكد مدرب المنتخب الوطني لرفع الأثقال، التونسي رضا عياشي، أن المشاركة في الأولمبياد مختلفة عن كل البطولات، وسبقها تأهل للأولمبياد على مرحلتين من خلال بطولة العالم مرتين، والبطولة الآسيوية، ونأمل أن تكون البطلة الإماراتية عائشة البلوشي في مستواها، وتظهر بالشكل المطلوب وتشرف دولة الإمارات كفتاة إماراتية تسعى لترك بصمة في ريو، وفي أول ظهور لها على مسرح الأولمبياد.
وأوضح: "بالطبع لا نطمح إلى المنافسة على ميدالية، ورغم أن عائشة من أفضل اللاعبات على المستويين العربي وغرب آسيا، لكننا نطمح إلى أن تدخل اللاعبة ضمن أفضل 10 لاعبات على العالم، وهو ما سيكون انجازاً في مشاركتها الأولى كما اننا نطمح إلى أن تنجح اللاعبة بكل خبرتها في تحسين أرقامها في هذا المحفل الكبير".
وتابع: "بعد المشاركة في الأولمبياد لدينا خطط كثيرة وأهداف نسعى لتحقيقها، من خلال البحث عن ميدالية ذهبية عربية، وذهبية في غرب آسيا، وريو نقطة انطلاقة وليست نهاية المطاف بل نعمل من الآن لتحقيق نتائج جيدة في بطولة العالم للكبار العام المقبل، وهو الأمر الذي يحتاج إلى الكثير من المعسكرات وتضافر الجهود للوصول إلى هذه الأهداف، مع توفر الإمكانات".
وأكد أن: "رياضة رفع الأثقال رياضة غير جاذبة على مستوى العالم ولا تلقى إقبالاً كبيراً، وعدد قليل من الأبطال في العالم، وعملنا في تونس لسنوات طويلة حتى ظهر أبطال في اللعبة، وحققنا بطولة العالم وبطلة أولمبية للشباب، ولكن الأمر يحتاج إلى استراتيجية طويلة المدى، وعندما تجهز فريقاً أولمبياً تحتاج إلى أربع سنوات على الأقل، وإذا أردت أن تحقق ميدالية عليك أن تعمل على مدار ثماني سنوات متتالية كي تحقق ميدالية في 2024".
وأضاف: "مستوانا الحالي جيد على مستويي غرب آسيا والعرب ومن الممكن أن نحقق ميداليات، ولكن عندما نتحدث عن بطولة العالم أو الأولمبياد فالوضع مختلف تماماً، وفي هذه الحالة لا يمكن أن نعتمد على رباع أو اثنين، ولكن نحتاج إلى مجموعة كبيرة كي تختار منها، والتي تسمى النخبة الأولمبية، وهو ما ينطبق على كل الألعاب وليس رفع الأثقال فقط".
وأشار إلى أن الإمارات مملوءة بالمواهب في اللعبة، ولكن المشكلة الحقيقية في عدم وجود أندية للعبة، وهي أهم عقبة، واللعبة تحتاج إلى أندية وبطولات ومنافسة بين اللاعبين واللاعبات، ولا يمكن أن يقتصر الأمر على التدريبات فقط، والنشاط المحلي هو الفيصل لاختيار اللاعبين، وعلينا أن نبدأ من أعمار صغيرة 10 و11 سنة، لأننا عندما نذهب إلى "الكروس فيت" نجد أعمارهم فوق 18 سنة، ومن الصعب أن تعمل معهم، وإذا كنا نشارك بلاعبة في الأولمبياد فهذه اللاعبة تحتاج إلى منافسة من خلال مشاركة لاعبات أخريات، وهو ما يخلق نوعاً من التحدي، ولا يمكن أن تتحق النتائج دون منافسة وتحدي بين اللاعبين، ونحتاج في كل وزن إلى أربعة لاعبين على الأقل، وأي رياضي في العالم لا يمكن أن يؤدي دون أن يجد منافسين معه.
وحول ضربة البداية الصحيحة، قال: "اتحاد الأثقال بدأ الطريق الصحيح عبر بوابة المدارس، وتم تأسيس مدرسة كنواة للعبة، وهي خطوة يستحقون الشكر عليها لأنها بداية حقيقية وصحيحة، والعام المقبل ستكون هناك مدرسة للبراعم في اللعبة، لا تتجاوز أعمارهم 13 سنة".
وأضاف: "بالطبع هناك صعوبة كبيرة في ممارسة اللعبة في المدارس، لأن أولياء الأمور يبحثون عن ألعاب أخرى، ولا يريدون أن يبدأ أبناؤهم في لعبة مثل الأثقال، وهؤلاء يحتاجون إلى ثقافة وإقناع من أجل أن يدفعوا أبناءهم للعبة، والأمر متدرج حتى تنتشر اللعبة في كل إمارات الدولة".
وكشف عن أن اللعبة صعبة ومكلفة، ويكفي أن حذاء رفع الأثقال بـ300 دولار، أي أغلى من حذاء العداء الجامايكي أيسين بولت، وسعر "البار" يصل إلى 5000 آلاف دولار، واتحاد اللعبة يقدم كل ما لديه في حدود امكاناته، ونعرف أن الإمكانات موجودة في الإمارات، ولكن اللعبة تحتاج إلى الدعم، ولا يمكن أن نفكر في حدود المستوى العربي، بل نطمح إلى أن نصل للمستوى العالمي ونحقق ميداليات، ونرفع علم الإمارات في هذه البطولات العالمية.
وتابع: "لدي خبرة كبيرة في اللعبة، وسبق لي أن توليت تدريب منتخب تونس، لمدة ثلاث سنوات وحققت معه نتائج، وشاركت في الأولمبياد ثلاث مرات كمدرب و10 مرات في بطولات العالم، وتجربتي مع منتخب الأثقال مثيرة، والمدرب عليه أن يكون طموحاً ويقبل التحدي، واللعبة تحتاج إلى الصبر، ويكفي أنه في خلال سنة ونصف السنة من عملي مع الاتحاد، حققنا نتائج على المستويين العربي وغرب آسيا ووصلنا للأولمبياد، ولكننا نطمح إلى تحقيق ميداليات آسيوية وعالمية".
وأكد أن رياضة رفع الأثقال في الإمارات تبشر بالخير، ولدينا اللاعبة مي مدني، التي تشارك وعمرها 15 عاماً وتحقق أرقاماً جيدة، وهذه النوعية من اللاعبات التي نعول عليها في المستقبل.
أرسل تعليقك