لندن ـ ماريا طبراني
منذ أن زارت تاجرة الأثاث ليليان فاوست المغرب عندما كانت طالبة، وهي تعشق هذا البلد، مما جعلها تعود إليها كل عام مع زوجها كريستوفر. وعندما اشترى بعض الأصدقاء أرضًا لبناء منزل خارج مراكش، بدأت فاوست وعائلتها يفكرون في أن يفعلوا شيئا من هذا القبيل. وفي عام 2006 بدأت في البحث عن بقعة مناسبة في الريف، ووجدت في نهاية المطاف بناية صغيرة في "وادي أوريكا" الخلاب يقع على سفح جبال الأطلس، التي تبدو في الأفق.
أسرة بريطانية تستوحي ديكور منزلها من الطراز المغربي الجميلوتقول فاوست: "لقد وجدنا هذه المزرعة الصغيرة مع الكثير من أشجار الزيتون، وكذلك الشعير والقمح والبرسيم. وبمجرد أن اشترينا الأرض كان علينا التفكير في اختيار مهندس معمار، وأجرينا مقابلات معهم كأسرة واحدة، أنا وزوجي وابنتانا، كاميلا وريتا، واتفق الجميع على عماد رحموني، الذي هو ديناميكي للغاية فهو لديه فكرة كل ثانيتين، ونحن نحب طريقته في وضع الإيقاع والحياة في المنزل وتصفية الضوء دون استخدام ستائر".
أسرة بريطانية تستوحي ديكور منزلها من الطراز المغربي الجميلوأرادت العائلة شيئا حديثا بلا شك، ولكن مع بعض الواقعية، فأعاد رحموني إحياء المزرعة الريفية بشئ من المعاصرة، المغلفة في التراث القديم، مع مراعاة المناظر الطبيعية التي تحد شرفات المنزل، وعدم وضوح الحدود بين الداخل والخارج باستمرار في المنزل، والتي جعلها الإطار الطبيعي للبناية.
وتقول فاوست: "نحن نستخدم القمح لصنع الطحين الخاصة بنا والخبز وبعد ذلك بيع بعض من الزيتون وتحويل الباقي إلى زيت زيتون، وقد كان من الهام جدا بالنسبة لنا الحفاظ على العنصر البربري والطبيعي في المنزل، حتى لا ننسلخ عن التراث المغربي الذي نحرص عليه؛ فمن يدخل إلى منزلنا لا يمكنه فصل الخارج عن الداخل، إذ تشعر بتوحد الجدران والأثاث مع الطبيعة، دون أن تشعر بالمبالغة أو التشويش على الجمال الخارجي".
وأضففت: "كنا دائما متخصصين في الأثاث بعد الحرب، والتصميم، وكذلك الأثاث المعاصر، وهذا ما كانت تفتقده لندن، لذلك صرنا أشهر مكتب تصميم في العاصمة مع الفوز بالعديد من الجوائز".المنزل الذي يضمُّ عددًا من القطع من قبل المصممين الشهيرين، أو التي اقتنتها فاوست من المعارض، يخلط تصميمات الأخشاب والحديد والأحجار، لصنع تحفة من المواد الطبيعية، مع الكثير من تماثيل الحيوانات، ولكن معظم القطع واردة حديثا، سواء الكلاسيكية التي تعود لمنتصف القرن أو التصاميم المعاصرة.
أما المساحات على مقربة من المدخل الكبير وقاعة الاستقبال، فهي موطن لبعض الأثاث على طراز السبعينات، بما في ذلك الأرائك في غرفة الجلوس. وأنت تتحرك على طول الممر، تجد المزيد من المساحات وغرف النوم الخاصة بالعائلة، حيث وضعت فاوست لطخات من الألوان من خلال لوحة جدارية في كل غرفة، مع الاحتفاظ بالبساطة.
وقد عهدت الأسرة إلى مصممين للمناظر الطبيعية من أجل الحدائق التي تحيط بالمنزل وحمام السباحة القريب، والذين أضافوا نباتات تتطلب القليل من الماء، بما في ذلك الصبار وأجافيس، فضلا عن الأعشاب والورود، إلى جانب مسارات الرياح من خلال الحدائق، مما يؤدي إلى سلسلة من أجنحة الضيوف، وتستخدم لاستضافة الأصدقاء ولتأجيرها أيضا في الإجازات.
أرسل تعليقك