مراكش-ثورية ايشرم
يعد الصالون المغربي من أكثر الفضاءات التي تجد المرأة اهتمام به بشكل كبير وتوليه العناية الكافية والاهتمام حتى على أبسط وأدق التفاصيل مهما كانت صغيرة فيه، فهو المكان الذي تستقبل فيه ضيوفها لا سيما الضيوف من العيار الثقيل، إذ يخصص فقط للمناسبات والأعياد ولا يمكن الجلوس فيه بشكل مستمر حفاظًا على أناقته وجماليته المختلفة عن جميع الصالونات حول العالم، خصوصًا وانه يحتوي على الكثير من التفاصيل التي قد تظهر للبعض أنها بسيطة وسهلة إلا أنها في الواقع تدخل المرأة في متاهات كبيرة عند اختيار التصميم والموديل واللمسات التي تتناسب معه ليكون أنيقا وفاخرا وغاية في الفخامة ويليق بمن سيجلس فيه.
ويعد هذه الفضاءات من أهم الفضاءات في المنزل، وهو الخامة التي لا يخلو منها منزل مغربي مهما كان صغيرا أو بسيطا إلا وتجد حيزا كبيرا مخصص للصالون المغربي الذي يعد ضروريا وغاية في الأهمية ، واختيار تصاميم الصالون يحتاج إلى الذوق الرفيع فضلا عن تتبع آخر الصيحات الرائجة في موضة الصالونات المغربية لمنحه الجمالية الفائقة والمرموقة التي تجعله مميزا وأنيقا وغاية في الجمالية ، فتصميم الصالون لا ينطلق فقط من اختيار الأثاث بل يأتي أولا من اختيار لمسات الجدران والأسقف كاعتماد الزليج المغربي المميز بزخارفه ونقوشه التقليدية والعصرية المتنوعة ،واعتماد خامات الفسيفساء الرقيق الذي يتنوع بدوره بلمسات من الرقة والأناقة والرفاهية التي يضفيها على جدران الصالون حيث يستطيع الصانع والحرفي المغربي صناعة لوحات فنية مميزة بهذه الأشكال الصغيرة من الفسيفساء والتي تضيف للجدران رونقًا غاية في الجمالية.
كما أن الألوان مهمة جدا في الصالون المغربي سواء كان عصريا أو تقليديا أو كلاسيكيا أو حتى بربريا وذلك يدخل في الثقافة المغربية التي تشتهر بالألوان الزاهية والراقية التي يتم اعتمادها في الأثاث والفرش المغربي ، ويظهر ذلك أيضا في الأسقف الجبسية التي تجدها تشجع بالجمالية والرقة والتألق من خلال تلك النقوش والزخارف المعتمدة والتي تعطي الصالون نعومته التقليدية المغربية وأصالته العريقة التي تجعله مختلفا عن كل الفضاءات الأخرى إضافة إلى اختلافها وتميزه عن الصالونات العالمية ، لا سيما إذا تم اعتماد تلك النقوش التقليدية المغربية التي تعود إلى فترة زمنية عتيقة تسافر بك إلى الثقافة الأندلسية والإسلامية التي عادة ما تمتاز بها الثقافة المغربية سواء في المساجد والقصور والاقامات الملكية والخاصة بالسلاطين.
ويتميز الصالون المغربي أيضا بعدد من الخامات الراقية واللمسات اللامعة التي تزيده نوعا مميزا ومختلفا من الجاذبية الساحرة ، والتي تتمثل في اختيار الكنبات المناسبة ، دون الاستغناء عن الجهة السفلى للكنبة والتي تعتبر مهمة حيث يعتمد فيها نقوش وزخارف تقليدية إما لمسات من الارابيسك أو الصنعة التقليدية المغربية المتعددة والمتنوعة والتي يتفنن فيها الصناع والحرفي المغربي الذي يقدم لوحات فنية راقية تعبر عن الذوق الرفيع والصناعة العتيقة التي ورثها عن أجداده والتي يقدمها في قالب من الرقي والفخامة الراقي ، فضلا عن لمسة الكنبات التي توضع في الأعلى والتي تكون بتصاميم مستطيلة مميزة ، تكون حسب مساحة الصالون ويتم تغليفها بأقمشة فاخرة وراقية يتم اختيارها حسب رغبة الزبون وذوقه والتي تتكون من الغطاء السفلي فضلا عن لمسة غطاء مطرز وأنيق تنضاف إلى الكنبة من الأعلى لتعطيها الاختلاف والتألق والجمالية الراقية .
كما أن الصالون المغربي يحتوي على عدد كبير من الوسائد الكبيرة التي تكمل إطلالته والتي تكون بلمسة من الأقمشة المعتمدة في الكنبات نفسها ، مع استخدام السجاد حسب مساحة الصالون والذي يتم تنسيقه أيضا حسب نمط الديكور في الصالون وألوانه إما تقليديا مائة في المائة أو ممزوج بلمسات تقليدية وعصرية أو اعتماد صالون كلاسيكي عريق ، دون نسيان الطاولة التي تكون عبارة عن طاولة كبيرة في وسط الصالون مع استخدام طاولات صغيرة تسمى " الصندريات " في جنبات الكنبات إما خشبية أو نحاسية أو فضية حسب الذوق إضافة إلى استخدام لمسة الستائر المميزة والمناسبة وخامة من البوفات إما الجدلية أو القطنية التي تضفي خاصية راقية ولمسة تقليدية فاخرة على المكان.
كما أنه يحتوي على تلك اللمسات والإكسسوارات والديكورات التي تعتبر مهمة أيضا لإكمال إطلالة الصالون كالتحف الفنية التي يتم تثبيتها في الجدران أو استخدام أو اللوحات الفنية التي ينصح باعتماد واحدة دون الإكثار أو الاكتفاء فقط باعتماد مرايا كبيرة في الجدار الرئيسي للصالون ويفضل أن تكون تقليدية وبزخارف من اللمسات العريقة والقديمة حتى تناسب الفضاء ، إضافة إلى الإضاءة التي تعتبر مهمة جدا والتي يفضل أن تكون قوية في الصالون باعتماد ثريات في قلب الصالون ويفضل أن تكون قريبة في ألوانها من ديكورات الصالون وأناقته التي تخطف الأنظار وتجعل عبارة عن متحف وليس مجلس لاستقبال الضيوف فقط.
أرسل تعليقك