دبي - صوت الإمارات
17 قطعة على مدى 17 يومًا، طُبعت وجُمعت لتشكّل أول مبنى في العالم مهيّئ ومجهّز ليعمل فيه 20 شخصًا، هم فريق مؤسسة متحف المستقبل، يطبع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على مساحة 250 مترًا مربعًا، وهي أول خطوة لمؤسسة متحف المستقبل في تنفيذ استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد.
ويحتضن "مكتب المستقبل" فريق عمل المؤسسة، مؤقتًا، منذ افتتحه نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أخيرًا، هو أول مكتب متكامل لأنظمة الكهرباء والمياه والاتصالات والتكييف في العالم.
ويعكس تصميم المكتب، أحدث التصاميم المبتكرة والمتلائمة مع بيئة العمل المستقبلية.
ويشاهد زوّار المكتب بمجرّد دخولهم إليه مجسّمًا لعلامة "نصر.. فوز.. حب"، التي ابتكرها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ويُفضي المجسم إلى ثلاثة مبانٍ متقاربة، تتوسطها حديقة صغيرة، وفي هذه المباني مكاتب واسعة، وقاعات اجتماعات، وندوات.
ويوفر التصميم التفاعلي بيئة عمل جديدة، تتناسب وروح الابتكار التي يتمتع بها فريق العمل، إذ إنه يوفر فرصًا للالتقاء التفاعلي بين موظفي المؤسسة، وإجراء جلسات العصف الذهني، وورش العمل والمعارض المختلفة التي تخدم أهداف مؤسسة "متحف المستقبل".
وأوضح المدير التنفيذي لمتحف المستقبل، سيف العليلي: "لم نُرد أن يكون المكتب للعرض فقط، كما حصل في الولايات المتحدة والصين وهولندا، التي عرضت نماذج محدودة لمبانٍ وأجزائها المطبوعة بهذه التقنية، بل أن يكون نموذجًا عمليًا لمكتب مُعدٍّ ومهيّئٍ للاستخدام، وأن نثبت للعالم، سواء من يستخدم هذه التقنية من الأفراد أو المختصين في مجالات الإنشاء من مطورين ومقاولين، قابلية الاستفادة منها".
وأكد أن "استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد تركز على قطاعات الإنشاءات، والصحة، والمنتجات الاستهلاكية، وتحتم أن تكون 25% من مباني دبي مصنوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بحلول عام 2030".
وأضاف العليلي: "استغرق بناء أجزاء المكتب الـ17، التي طُبعت على شكل أقواس، 17 يومًا، ثم تم نقلها من الصين إلى الدولة، وجرى تركيبها على مدى يومين فقط"، لافتًا إلى بدء مرحلة رصد أهم المتغيرات في المبنى، سواء من ناحية استخدام الطاقة أو تحمّله لبيئة الدولة، فور تركيبه، لقياس هذه النسب واستخدامها في ما بعد للمباني المقرر بناؤها.
وتابع أن "فريق المؤسسة يُجري اختبارات على المبنى لرصد أهم التغيرات فيه، واختلافاته عن البناء التقليدي، ليتم استخدامه في ما بعد بشكل متكامل، إلى حين الانتقال إلى مبنى "متحف المستقبل"، المتوقع الانتهاء منه في عام 2018، مضيفًا: "سنستخدم المكتب في ما بعد ليكون حاضنًا للمؤتمرات ومعارض الابتكار، باعتباره مثالًا حيًا للمباني المطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتطبيق هذا النموذج على مبانٍ مستقبلية".
ولفت إلى أن الأسمنت وخليطًا من مواد صديقة للبيئة تم استخدامهما في طباعة المبنى في الطابعة التي يبلغ ارتفاعها 20 قدمًا، وبطول 120 قدمًا، وعلى قاعدة بلغت 40 قدمًا، والتي وصفها العليلي بأنها بحجم مستودع كامل، وتتميز بذراع روبوتية آلية لتنفيذ الطباعة بكل دقة وإتقان.
وأوضح أن "فريق متحف المستقبل كانت له البصمة في تصميم وتنفيذ المكتب، بحيث يتناسب والاستخدامات التي خططنا لها، مع فريق من بلدية دبي واختبارها في مختبراتهم، إضافة إلى مختبرات في المملكة المتحدة لقياس فاعلية التصميم والبناء".
أرسل تعليقك