دبي – صوت الإمارات
افتتح وزير الثقافة وتنمية المعرفة، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، مساء السبت، في ندوة الثقافة والعلوم في دبي، معرض "حضن من النور" للفنانة فاطمة لوتاه، وسط اهتمام كبير بتجربة لوتاه السنوية خلال شهر رمضان المبارك.ويأتي المعرض الجديد متضمنًا نحو 24 عملًا مختلفًا، تجمع بين الأعمال الزيتية المتعددة المقاسات، وإن غلب على معظمها الأعمال كبيرة الحجم من جهة، وبين المجسمات التي لجأت عبرها إلى صياغة إبداعاتها على مواد مختلفة أبرزها الفيبر والزجاج.
ويعد "حضن من النور" المعرض السادس للوتاه، منذ عام 2010، في إطار هذه الروحانيات المرتبطة بالشهر الفضيل، إذ سبقه "حديث السماء" و"شفافية الروح"، ثم "لقاء مع النور" وغيرها، وجميعها سعت فيها لوتاه إلى سبر أغوار حالة وجدانية خاصة، تبدو فيها الألوان بمثابة معادل موضوعي لحكم المتصوفة، وهو ما تعكسه من خلال اهتمامها الكبير بفضاءات أعمالها، التي تضاءلت في مقابل تقليصها لبؤرة الاهتمام بالمضامين، في تأثر مباشر باستشعار المتصوف بتضاؤل الأنا في مقابل رحابة الكون. ويعكس اسم المعرض "حضن مع النور" درجة أكبر من الحميمية في الحالات النفسية التي سعت إلى رصدها، حتى في حال مقارنتها بأسماء المعارض السابقة، منها "لقاء مع النور" بكل ما تمثله دلالة "حضن" من معانٍ تنسحب على السياق النفسي للأعمال.
وحسب لوتاه فإن النتاج الفني لـ"حضن مع النور" لم يتطلب كغيره من المعارض تفرغًا أو مساحة زمنية كبيرة لإنجازه، لأنه خلاصة دفقات وحالات شعورية تجذبها لحالة أشبه باستغراق المتصوفة في معانٍ ودلالات ومشاعر شديدة الخصوصية، والقوة في الوقت ذاته.
وأكدت أنها لم تتعمد شكلًا فنيًا محددًا للمعرض، أو تترقب عددًا محددًا من اللوحات، لاكتمال عقده وفق أدبيات وتقاليد العرض، لكنها هدفت إلى عكس استغراقها وانفعالها الفني في مشاعر مستمدة من تلك الحالة الوجدانية التي يقترب فيها الفنان من عوالم التفكير التأملي التصوفي، بكل ما فيه من سمو وتجرد.
وتابعت المبدعة: "الحالة التي يعيشها الفنان إذا كان متأملًا واستطاع أن يبرزها للناس، يمكن أن تجعل عالمنا مختلفًا، لكن للأسف الكثير من الفنانين شغلوا أنفسهم بأمور أخرى وغير ذلك من الماديات". وقالت إنها لاتزال مشغولة بالنزعة الصوفية في أعمالها التشكيلية على تعدد مناحي تلك النزعة، مشيرة إلى أنها عرضت تجربتها في إيطاليا والعديد من الدول الأخرى، ولاقت تجاوبًا كبيرًا.
أرسل تعليقك